لوبيات كولونيالية محنّطة يريد متطرّفون النّفخ بداخلها لإحياء أوهـام بائسة
يبدو واضحاً أن النظر في شكل ومحتوى لائحة البرلمان الأوروبي بشأن الجزائر، يُظهر محاولة خسيسة لتمرير ورقة فرنسية فارغة المحتوى، لا معنى لها أخلاقيا وسياسيا وقانونيا، مصدرها لوبيات كولونيالية استعمارية محنّطة في مومياء يريد البعض النفخ بداخلها لإحياء أوهام جمهورية خامسة وبائسة، مثلما أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، البروفيسور نور الصباح عكنوش.
قال البروفيسور عكنوش، في تصريح خصّ به “الشعب”، إن البرلمان الأوربي وضع الجزائر أمام نص رديء بمستوى صياغة ركيك، مكتوب بحقد عنصري دفين صادر عن أنفس مريضة مازالت تعيش في القرن التاسع عشر وخارج حركة التاريخ وواقع العلاقات الدولية، ولهذا ظهر سلوكها العدواني تجاه الجزائر كنوع من دبلوماسية السّوق السوداء التي تمارسها قوى ومجموعات كولونيالية تعمل كالمافيا في الخفاء، ثمّ تخرج للعلن من خلال شخصيات ونخب وظيفية تخدم أجندات أجنبية خبيثة.
واعتبر الباحث، اللائحة المذكورة عبارة عن جائحة أصابت جهاز تفكير اليمين المتطرف الذي يُعاني من فوبيا الجزائر الجديدة السّيدة في قراراتها ومصيرها، وبإستقلاليّتها الإستراتيجية السياسية والإقتصادية المؤرِّقة لباريس وحلفاءها وذيولها في القارة العجوز، من خلال محاولة اختزال حقوق الإنسان والحريات في أمثال صنصال المتابع قضائيا أمام العدالة الجزائرية المستقلة، وهو ما لم يرق لطُغمة فاسدة من الموظّفين الإيديولوجيين للسردية الفرانكوفيلية.
وفي هذا المنظور، لا ترى العربدة الاستعمارية الفرنسية في الفلسطيني إنساناً، ولا في جرائم الكيان الصّهيوني في قطاع غزّة إبادة جماعية؛ لأنها ببساطة تعتقد أن الإنسانية بدأت من الثورة الفرنسية في إطار فكري مغلق، تجاوزه الزمن في ليلة باردة أوراسية من شهر نوفمبر 1954م، مثّلت بالفعل قطيعة تاريخية وحضارية مع نموذج كولونيالي لا إنساني أصدر ضده الضمير الجزائري لائحة محرّرة بالدّم والنّار، بحسب عكنوش.
جدير بالذكر، أن الأحزاب السياسية الوطنية، أعربت عن استنكارها الشديد للائحة البرلمان الأوروبي الداعية إلى الإفراج عن مواطن جزائري متابع قضائيا لتصريحاته الخطيرة الماسّة بالسلامة الترابية للجزائر، واصفة إيّاها بالتدخل السّافر في الشّأن الداخلي، وانتهاكاً غير مقبولٍ لاستقلالية القضاء الجزائري السّيد في أحكامه وقراراته.