يؤكّد الروائي والمترجم السعيد بوطاجين في حديثه لـ«الشعب” أنّ الأدب السّاخر، هو النمط السردي المرتبط بشكل من أشكال السردية، المؤسّس ـ حسبه ـ على المفارقة، مقارنة بغيره من الكتابات القائمة على المعيار المعتمد بمختلف المدارس الأدبية التي عرفت عبر العالم، كالرومانسية والواقعية وغيرها من المدارس الأدبية..مضيفا أنّه لا يزال منحصرا في العالم العربي والدولي.
يرى الروائي السعيد بوطاجين أنّ السرّ في هذه الكتابة السردية المقترنة بهذا النمط من الكتابة، يكمن في المرجعيات التي يؤسّس عليها الكاتب عمله وقناعته الفلسفية والسردية، إذ أنّ هناك من يرى نفسه في هذه الطرائق السّاخرة، وسيلة مثلى يستطيع من خلالها تمرير موضوعاته بأشكال كاريكاتورية قريبة من رحم الأمة، وقريبة أيضا من رحم النكتة التي تقتات عليها مختلف الشعوب والأمم عبر التاريخ، يقول المتحدّث.
وفي حديثه عن الأدب السّاخر في الجزائر، يقول الروائي بوطاجين “يبدو لي بحسب مطالعتي أنّ هذا التوجّه لا يزال محدودا للغاية، ولم تظهر أسماء جزائرية جديدة لأسباب نجهلها، وهو ما يجعلنا نفكر في دراسات مخبرية نقدية لمعرفة مكامن هذا النقص، قد يصل بنا إلى معرفة أسباب عزوف الأجيال الجديدة عن هذا النمط السردي من الكتابة”.
وفيما يتعلق بتأثير السخرية على المتلقي يضيف: “بالنسبة لي أعتقد أنّ هناك عفوية في كتابة هذا النمط السردي من الكتابة، وليس هروبا من هذا التوجّه الذي يتطلّب جهدا مركبا من حيث البحث عن الموضوعات وتمرير الخطابات بطريقة صادمة، بالنسبة للمتلقي الذي اعتاد مختلف الواقعيات، والبحث عن هذه الآليات الذي يستدعي شيئا من التأنّي والتفكير في الشكل والكيفية الموضوعاتية ومقاصد الشكل والموضوع في آن واحد”.