في موكب جنائزي مهيب رافق الراحل عمي “إسماعيل خباطو” من بيته الكائن بحي الينابيع بالعاصمة إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي يحي بالعاصمة، حضرته عائلته وأصدقائه وكل صناع أمجاد كرة القدم الجزائرية من مدربين، مسؤولين ولاعبين سابقين، كما حضر وزير النقل “عمار غول”.
كل الذين أشرف على تدريبهم أول مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم بعد الاستقلال، حضروا جنازة عمي إسماعيل الذي فارق الحياة في صمت تام، كما أنه لم يتمكن من تدوين كتاب يسرد فيه خبرته الطويلة في كرة القدم.. وهو ما تأسف له غالبية من عايشوه، جنازة الفقيد حضرها الجيل الذهبي لمولودية الجزائر على غرار كل من: بطروني، زنير، طاهير، كاوة، باشي، باشطة وبويش، بالإضافة إلى شخصيات رياضية كبيرة مثل الرئيس السابق لمولودية الجزائر عبد القادر ظريف، وزميله في التدريب عبد الحميد زوبا، ولاعبين آخرين، بينهم الناخب الوطني الأسبق محي الدين خالف وكالام وسالمي وكويسي والحارس علان... والقائمة طويلة.
قالوا عن الفقيد...
منهم من بكى بحرقة ومنهم من لم يقو على الإدلاء بأي تصريح وجميعهم تذكر الراحل بخصاله الحميدة وروحه الخفيفة التي كانت دائما حاضرة في كل التدريبات..
عمار غول (وزير النقل): يجب على الأجيال القادمة أن تقتدي به
أكد لنا وزير النقل بأن عمي “اسماعيل خباطو” أسطورة حقيقية في كرة القدم الجزائرية، وأن الجزائر فقدت أحد أكبر أبنائها برحيل خباطو الذي قال عنه “اليوم نحن في جنازة المرحوم خباطو الذي يعد أسطورة حقيقية لكرة القدم الجزائرية حتى في الحقبة الاستعمارية، الجميع يقول عنه إنه كان جد متطور على المدربين في جيله، وأنه كان مثالا في الروح الرياضية والتدريب وكذا الأخلاق، ويجب على الأجيال القادمة الاقتداء بهذا الرجل العظيم الذي ساهم في أفراح الكرة المستديرة في بلادنا رحمه الله”.
عبد القادر ظريف:
كان مكتبة متنقلة
«عمي إسماعيل صفحة طويت وكتاب من التاريخ أغلق اليوم، لدي الكثير من الذكريات معه، والله أكرمه بالعمر الطويل وعاش الكفاح ضد الاستعمار مع مولودية الجزائر واتحاد البليدة، وبعدها عمل في المنتخب الوطني وفي الكثير من الفرق العاصمية، وكان رجلا حكيما وكان شغوفا بمطالعة الكتب وكنت أسميه بالمكتبة المتنقلة، لأنك إذا منحته 5 دقائق راحة تجده يكمل كتابه، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه”.
محي الدين خالف: الصمت ميزته ولم يطالب يوما بشيء
«عمي إسماعيل كان يتميز بالصمت وكان قليل الكلام ولا يريد البروز في وسائل الإعلام، وكان عمله هو الذي يدفع الناس للحديث عنه. عمي إسماعيل لم يكن لديه مشكل مع أحد ولم يطالب يوما بشيء، وخير دليل عن قيمته، الحضور الكبير الذي غصت به جنازته اليوم وهو خير عرفان لما قدمه هذا الرجل”.
عمر بتروني: كنا نتمنى مشاهدته يعمل في الاتحادية لأنه موسوعة
في كرة القدم
«عمي إسماعيل بالنسبة لي كان بمثابة الأب الذي يجب أن أحترمه، لأنه كان يفرض الاحترام. كما أننا كنا جد مقربين منه، وكنا نتدرب في أجواء رائعة، كما أنه في كل التنقلات كنا نعامل بطريقة رائعة، لأنه كان محبوبا من قبل الجميع، وكان متفوقا في طريقة تدريبه على كل المدربين الذين كانوا في ذلك الوقت مع احتراماتي لهم. كنا جد فخورين بتفوقه على المدربين الفرنسيين في الاختبارات، حيث اختير في المرتبة السابعة من بين 135 مدرب في أحد التربصات الخاصة بالمدربين، وفريق 76 الذي كان أفضل فريق لمولودية الجزائر لكل الأجيال التي مرت بالنادي وحصد كل الألقاب وقتها، ذلك الفريق كان نتيجة عمله في الفئات الصغرى ووقتها رأى المسيرون بأنه يجب تدعيم العارضة الفنية بزوبا الذي كان يعرف بصرامته الكبيرة وشكلوا ثنائيا استثنائيا. اكتشف العديد من الشباب على غرار زنير، الذي رقاه للأكابر وهو في 15 سنة. وللأسف الشديد، لم يستفد منه المسؤولون في كرة القدم الجزائرية وكان الأجدر ينصب مستشارا في الاتحادية الجزائرية، ليستفيد منه اللاعبون والمدربون، لأن عمي إسماعيل بكل بساطة «أنسيكلوبيديا» في الكرة”.