تكوين 3000 طبيـب ومشروع لتدريــب الطلبـة الجامعيـين
بدأت روافد الصناعة الصيدلانية تتسع وتنمو بشكل سريع في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي، من أجل كسب رهان السيادة الصحية وشق مسارات متعددة للتصدير. وتمكن، مؤخرا، مجمع بيوكار الجزائري من تغطية السوق الوطنية بثلاثة أنواع من الأنسولين وخفض تكلفة الاستيراد المقدرة بنحو 120 مليون أورو. ويتطلع المجمع إلى تصدير الأنسولين إلى 5 دول، من بينها ثلاث تقع في منطقة الشرق الأوسط وبلدان إفريقيان.
حققت الجزائر الاكتفاء الذاتي، بثلاثة أنواع من أدوية السكري، المتمثلة في دواء وأقلام الأنسولين، على اعتبار أن «مجمع بيوكار بيوتك» رفع طاقته الإنتاجية إلى 9 ملايين علبة وقلم، لإجمالي ثلاثة أدوية تصنع بأيادٍ جزائرية بنسبة 100٪، بعيدا عن التركيب والشراكات الأجنبية.
وأكدت الدكتورة وحيون فائزة مديرة طبية بالمجمع، أن الطاقة الإنتاجية الحقيقية لمصانع المجمع الأربعة تصل إلى 100 مليون قلم أنسولين في السنة، معتبرة أن القيمة المضافة التي يسعى إليها المجمع الذي يوظف 2000 عامل، تتمثل في تكريس السيادة الصحية ومن خلال ما وصفته بتوفير البدائل الحيوية والمتمثلة في الأدوية التي ليست جديدة ومرّ على تصنيعها من طرف مخترعيها 10 سنوات، لأن صندوق التأمينات الاجتماعية يربح بفضلها عقب تسويقها نسبة 30٪، مقارنة بالأدوية المستوردة. علما أنها بديل حيوي يمكن اقتناء بتكلفته دواء آخر.
وتطرقت الدكتورة، في يوم إعلامي بالعاصمة، إلى وجود نوع آخر من الأنسولين سيعكف المجمع على تصنيعه في الأيام القليلة المقبلة.
وتحدثت الدكتورة وحيون، عن إشراف المجمع على تكوين 3000 طبيب لمعالجة المرضى، وفي الوقت الحالي يفكرون في تكوين الطلبة الجامعيين، فيما تستمر شراكتهم مع الجمعيات من خلال تنظيم حملات تحسيسية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، على مستوى 20 ولاية، بهدف توعية المرضى المصابين بالسمنة والسكري.. ومن المقرر الاستمرار مستقبلا في تكثيف وتعميم هذه الحملات.
ولم تخف الدكتورة وحيون، أنه على ضوء خارطة الطريق التي حددها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تحركت شركة «بيوكار بيوتك» لتلبية الطلب الوطني وتحولت إلى أول منتج للأنسولين في عملية تصنيع كاملة، انطلقت من بلورات الأنسولين، باستثمار يتجاوز 5 ملايير دج وقدرة إنتاجية تبلغ 12 مليون علبة والمنتوج يفوق احتياجات السوق الجزائرية، والمجمع وفر 120 مليون أورو، ويعتبر هذا المجمع شريكا مع المرضى، خاصة بعد تطوير إنتاج ثلاثة أدوية لمرض السكري.
كما تلتزم شركة بيوكار بالبحث والتطوير والمساعدة في مكافحة مرض السكري. ويعكف المجمع على إعداد دراسة للمرحلة الرابعة لتقييم فعالية وسلامة دواء أو عقار «جلاورش» على صحة وسلامة المرضى.
من جهته، تحدث رئيس مصلحة الطب العام بمستشفى بئر طرارية والأستاذ بجامعة الجزائر1، البرفسور عمار طبايبية، عن أهمية البدائل الحيوية في تقليص فاتورة استيراد الأدوية، كونها تسمح بتوفير أدوية أخرى لأمراض مزمنة. واعتبر أن صناعة البدائل الحيوية، مثل ما تم تصنيعه من طرف مجمع بيوكار، سيقلص تكلفة الدواء بنسبة 30٪. وحذر من أن عدد مرضى السكري في تزايد مستمر، وبالتالي تكلفته ستتسع أكثر، على خلفية أن لهذا المرض عدة مضاعفات على المريض، لأنه مرشح أن يصاب بأمراض أخرى كقصور كلوي أو بأمراض القلب.
وشدد البروفسور على ضرورة الفاعلية والسلامة في الإنتاج الوطني للأدوية للحماية من الأخطار ومراقبة الأدوية باستمرار. وذكر أن الوكالة الوطنية للإنتاج الصيدلاني، الجهة التي ترخص لصناعة الدواء في الجزائر.
يذكر، أن عدد المصابين بمرض السكري في الجزائر بلغ 4 ملايين مريض، من بينهم 1,5 مليون مصاب يتناولون دواء الأنسولين.