وصلت قيمة الخسائر التي طالت شركة اتصالات الجزائر بسكيكدة، جراء سرقة الكوابل النحاسية من طرف شبكات، إلى أكثر من مليار و800 مليون سنتيم، حيث إختفى حوالي 20 كيلومترا من كوابل النحاس بالولاية منذ جانفي وإلى غاية شهر جوان، وبلغ عدد الاعتداءات خلال السداسي الأول من السنة الجارية 174 اعتداء، حسب ما أكدته المديرية المعنية، والتي أرجع مسؤولها الأول، يوسف لعطر أسباب التعطلات المتكررة بشبكة للهاتف الثابت والإنترنت إلى الاعتداءات هذه، التي تمسّ الشبكة من حين لآخر من طرف أشخاص أومن قبل أشغال الحفر التي تقوم بها مقاولات إنجاز بمختلف المشاريع، بالإضافة إلى عمليات السطو التي تتعرض لها كوابل الشبكة من قبل عصابات اختصت في سرقة النحاس مسببة خسائر هامة بالمؤسسة، وأضاف مدير اتصالات الجزائر بسكيكدة، بأنه توجد تعطلات بالهاتف الثابت يزيد عمرها عن 3 سنوات كما كانت سوء الأحوال الجوية سببا للأعطاب التي تعرفها الشبكة، خاصة في فصل الشتاء حيث تؤدي الأمطار إلى تبلل الكوابل وتستغرق عملية التجفيف وقتا طويلا لإعادة صيانتها ووضعها قيد الخدمة مجددا.
وأكد أن المجهودات تبدل من أجل تقليص نسبة التعطلات وتحسين الخدمة للزبائن ، ولهذا الغرض برمجت جملة من المشاريع تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتحسين خدمة الهاتف الثابت والانترنت ذات التدفق العالي بصيغ متنوعة ومحفزة لكافة شرائح المجتمع بالرغم من أنه سجل نقصا فادحا للمؤسسات والمقاولات المؤهلة والمختصة في مجال الاتصالات والهاتف، حيث تتعامل المؤسسة حاليا مع 3 إلى 6 مقاولات فقط.
أولوية المؤسسة حسب مسؤول القطاع، إعادة تصليح الشبكة التي تشهد وضعية جد متدهورة بالعديد من أحياء المدينة على غرار الزرامنة مرج الذيب، المنطقة الصناعية الصغرى، حي الممرات والعديد من بلديات الولاية كالحروش، فلفلة، عزابة، القل، بن عزوز، تمالوس، عين بوزيان،أم الطوب، قرية بودوخة بعين قشرة، حيث وصل عدد التعطلات إلى 3239 أي بنسبة 5.28 من الحظيرة الولائية.
واعترف المسؤول الأول على اتصالات الجزائر بسكيكدة، بالتأخر التي تشهده الولاية في مجال تكنولوجيات الاتصال بعدما عرفت عديد مناطق الولاية عزلة بخصوص التغطية الهاتفية أو الانترنت سواء بالنسبة للهاتف الثابث أو المتعاملين الخواص، لكنها تبقى رغم هذا متفوقة على عدة ولايات، وترجع أسباب هذا التأخر حسب نفس المتحدث إلى رداءة شبكة الخطوط الهاتفية وقدمها يعود البعض منها إلى 20 سنة، مما جعلها لا تقدم الخدمة المطلوبة منها وتشكل ضغطا على الخطوط.
في هذا الصدد أطلقت المؤسسة عددا من المشاريع حددت من خلاله النقاط السوداء التي تضم مناطق ذات كثافة سكانية وكذا ذات موقع استراتيجي وتعيين الأمكنة التي تنصب فيها غرف الشبكات ويتعلق الأمر هنا بالبلديات ونفس الشيء بالنسبة للمؤسسات التربوية التي تستفيد وفق عقد بين الوزارتين من ربط المؤسسات بشبكة الخطوط الهاتفية والعنكبوتية خاصة منها المدارس المستفيدة مجانا من الخدمة.
وأفاد مدير البريد وتكنولوجيات الاتصال بولاية سكيكدة، أن عملية تعميم الاستعمال بتقنية “الأمسان” مستمرة على مستوى مختلف البلديات، لاسيما المجمعات الحضرية ببلدية سكيكدة، بهدف تمكين مختلف الزبائن والمستعملين لطرق الاتصال الحديثة من التواصل فيما بينهم ومع غيرهم دون أي مشكل، بعيدا عن الانقطاعات المتكررة التي كانت تحدث بين حين وآخر.
وصرّح المدير بوجود مخطط عمل يشمل تحديث شبكة الخطوط الهاتفية بالألياف البصرية، وذلك بغية الوصول لتقديم خدمة راقية لزبائن المؤسسة من خلال ضمان تدفق عالي ومستمر بدون انقطاعات، حيث تمّ إطلاق برنامج ربط بالألياف البصرية يشمل كل المناطق التي تضم أكثر من ألف نسمة وربطهم بـ جهاز “أمسان” منذ سنة 2013. وخلال السداسي الأول من السنة الجارية تم ربط 6 مناطق بالألياف البصرية.
وسجلت المؤسسة إنجاز خمسة أجهزة توزيع هاتفي جديدة متعددة الخدمات “الأمسان” بخصوص شبكة النفاذ سنة 2014 ما يمثل 2500 نقطة نفاذ، ليصل مجموع التجهيزات الهاتفية إلى 90788 خط منها 16352 خط من الجيل الجديد “الأمسان”، في حين وصل عدد زبائن المؤسسة إلى 61485 زبون بالنسبة لخدمة الهاتف بنسبة 76 بالمائة و 23533 زبون بالنسبة لخدمة الإنترنيت بنسبة 68 بالمائة .
ومن هذا المنطلق، فإن أهم شيء يسعى أعوان وتقنيو وإطارات مؤسسة اتصالات الجزائر إلى تحقيقه، هو توفير أجود الخدمات مع العمل على التقليل من مشكل التعطلات الذي انخفض مقارنة بالسنوات التي مضت. أما فيما يتعلق بتوفير اليد العاملة المؤهلة، فقد أكد يوسف لعطر أن الإستراتيجية التي تعتمدها المؤسسة تتمثل في تكوين اليد العاملة لفائدة التكنولوجيا المتطورة جدا، التي لا تتطلب إلا القليل من المهندسين والتقنيين السامين، كون مختلف حالات التدخل الآن تتطلب جهدا فكريا أكثر منه عضليا أو بدنيا.