تعزيــز روح الوحــدة والهــدف المشترك بــين الجزائريّـين
المساهمة في مسار البناء الديمقراطي والتنموي..والجاليــة جــزء لا يتجــزّأ مــن الأمّـة
خبراء: “قوّة” اقتصاديـة واجتماعية وثقافية كبيرة في خدمـــة الوطن وتحـت تصرّفــه
تحظى الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج باهتمام ومتابعة دائمين لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي لا يفوّت فرصة لدعوتها للمشاركة في مسار البناء الديمقراطي والتنموي، باعتبارها جزءا لا يتجزّأ من الأمة، وعصبا حيويا في بناء اقتصاد الوطن، من خلال التحويلات المالية، والاستثمارات، ونقل المعرفة، ودعم الأنشطة الاجتماعية والمشاريع الاقتصادية، ما يمكّن هذه الفئة من المساهمة بشكل كبير في تنمية الجزائر.
مدّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة، يده للجزائريين المتواجدين في المهجر، للأخذ بهم والعودة بهم للوطن الأم ليس لوصل حبل الود بين العائلات فقط، أو الاهتمام بالانشغالات والاستجابة لاحتياجات الجالية فقط، وإنما أيضا لتعزيز روابطها مع الوطن وإشراك أفرادها في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجزائر، عن طريق تجسيد استثمارات ومشاريع في جميع المجالات، والمشاركة في معركة التجديد الوطني، رفقة مواطني الداخل، ومواكبة التحولات التي يعيشها العالم.
وشكّلت استراتيجية الرئيس تبون لدعم الجالية الجزائرية في الخارج منذ توليه سدة الحكم في الجزائر، واحدة من الاتجاهات المهمة في سياسته الوطنية، حيث ترمي إلى تعزيز الروابط بين الجزائر والمواطنين المقيمين خارج البلاد، وتحفيزهم على الاستثمار في البلاد، فالجالية الجزائرية في الخارج حسب الخبراء تمثل “قوة” اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة، حيث تنتشر عبر مختلف الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، ومساهمتها في الاقتصاد الوطني ستكون إيجابية سواء من خلال التحويلات المالية أو عن طريق دعم المشاريع.
ولم يغفل رئيس الجمهورية يوما على تعزيز التواصل بأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، حيث اهتم بإقامة قنوات تواصل رسمية وفاعلة مع الجالية، عن طريق تنظيم لقاءات وندوات خلال زياراته الرسمية لدول العالم من أجل تعزيز مشاركة المغتربين في الشأن الوطني.
أما في إطار تحفيز الاستثمار، فتمّ إطلاق مبادرات لتقديم حوافز للمستثمرين من الجالية الجزائرية، مثل تخفيض الضرائب وتسهيل الإجراءات الإدارية، كما تمّ التأكيد على أهمية توفير بيئة استثمارية جذابة تتوافق مع المعايير الدولية، والحرص على تقديم الدعم المادي للمشاريع التي ينوي المغتربين الاستثمار فيها بالجزائر، من خلال تطوير برامج إرشادية ومشاريع ترويجية.
ويرى مختصّون أنّ استثمارات أفراد الجالية الجزائرية في مشاريع داخل الوطن، سواء من خلال إقامة شركات جديدة أو دعم المشاريع القائمة، تعد محرّكا للنمو الاقتصادي، حيث تستحدث فرص عمل جديدة وتحفّز الابتكار، وهو ما يعمل الرئيس على تشجيعه من خلال تسهيل الإجراءات، وتقديم التسهيلات المختلفة للاستثمار.
ويمتلك أفراد الجالية الجزائرية خبرات ومهارات حيوية اكتسبوها في البلدان التي يعيشون فيها، يمكن أن تلعب دورا مهما في نقل هذه المعرفة إلى الجزائر، سواء من خلال التعاون مع المؤسسات التعليمية أو عبر تبادل الأفكار في مجالات الأعمال والتكنولوجيا، كما تساعد هذه الخبرات تعزيز القدرات المحلية وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وفي هذا السياق، تعمل الحكومة على إنشاء هيئة وطنية تعنى بالكفاءات العليا المعترف لها بذلك عالميا، ووضع بوّابة إلكترونية تخصص لهذه الكفاءات وجعلها حاضنة للتنمية، تكون همزة وصل بين الباحثين الجزائريين والكفاءات الوطنية بالمهجر ومؤسسات البحث والشركات بما يسمح لهذه الفئة بالمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجزائر.
وتهدف الحكومة إلى تعزيز روح الوطنية والانتماء لدى المواطنين المغتربين، من خلال الإشارة إلى أهمية دوره في المستقبل الاقتصادي للبلاد عبر استغلال خبراتهم وكفاءاتهم في الجهود الوطنية وتعزيز العلاقات مع الوطن.