أدوار فاعلة للدبلوماسية الجزائرية الجديدة إقليميًا ودوليًا
أوضحت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قاصدي مرباح –ورقلة، طواهرية أحلام، أن خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمام نواب البرلمان بغرفتيه وبحضور للطاقم الحكومي، يأتي في سياق تعهداته بتكريس ثقافة الحوار البنّاء، والمصارحة في تدبير وتسيير الشأن العام، وكذا تعزيز العلاقة مع ممثلي الشعب عن طريق الشفافية.
أفادت الدكتورة طواهرية أحلام، في قراءة لمضمون خطاب رئيس الجمهورية التاريخي الثاني أمام نواب الشعب، أن المسؤول الأول في البلاد نوّه باللحمة الوطنية للشعب الجزائري الذي وقف بحزم ضد كل المتربصين بالوطن، والتحم مع مؤسسته العسكرية، مانحا العالم بذلك أسمى دروس الوحدة الوطنية.وقالت طواهرية في حديث مع “الشعب”، إن الرئيس عرّج على تقديم حصيلة هامة لعهدته الأولى، أبرز فيها قطع الجزائر خطوات بنّاءة نحو التحوّل إلى اقتصاد حقيقي يقوم على التصدير وليس الاستيراد الذي أضعف من حجم احتياطي الصرف بالخزينة العمومية، كما أشار لتحول البلاد من مستورد لمعدن الحديد نهاية 2015 /2016 إلى مصدرة له لما يقارب 5 ملايين طن سنويا، ناهيك عن تطور إنتاج مادة الاسمنت محليا التي بلغ استهلاكها إلى غاية 2016 ما يقارب 22 إلى 23 مليون طن كان يستورد منها 3 مليون طن، أما اليوم بلغ التصنيع المحلي للإسمنت 40 مليون طن سنويا، مع الاتجاه إلى التصدير نحو قارتي أوروبا وإفريقيا.
وأضاف المصدر ذاته، أن الجزائر منذ 40 سنة لم تصدر خارج قطاع المحروقات، ووصلت في 2023 إلى 7 ملايير صادرات بعيدا عن النفط والغاز، إضافة إلى إنتاج البنزين محليا الذي كان يتم استيراده من الخارج هو الآخر، وجرى توقيف عمليات توريده بداية سنة 2022، وما يقال عن البنزين ينطبق أيضاً على منتجات العجلات التي أوقفت الجزائر استيرادها، وتعمل على دعم المنتوج المحلي، مع المضي في تصنيع قطع غيار داخل الوطن، ناهيك عن فتح خطوط جوية وبحرية جديدة مع أوروبا وإفريقيا، والشروع في تشييد مشاريع واعدة في الفوسفات ستدعم الفلاحة، ومصفاة بترولية جديدة ستلغي الاحتكار الأجنبي.
من جهة أخرى، طمأن رئيس الجمهورية الشعب الجزائري بخصوص احتياطي الصرف الذي بلغ حوالي 70 مليار دولار حاليا، مقارنة بـ 42 مليار دولار في نهاية سنة 2019، فالنظرة الاقتصادية الجديدة تقوم على استغلال الموارد الداخلية دون اللجوء للمديونية، وهذا ما أقرّ به كل من البنك الدولي وصندوق النقد خلال الفترة الفارطة من خلال تأكيد بلوغ مستويات نمو الاقتصاد الجزائري ما بين 3.9 و4.2% بعيداً عن الخضوع للدّين الخارجي، مثلما ذكرت طواهرية.
وبحسب المتحدثة، قدّم الرئيس بعض الأرقام الحقيقية حول نسبة المساحات الفلاحية التي وصلت إلى مليون و300 ألف هكتار، ولم ينس تعهداته الخاصة بالتضامن وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والتكفل بالفئات الهشة، حيث أشار إلى أنّه تم مراجعة الضريبة لذوي الدخل المحدود وزيادة الأجور والمنح لكل الجزائريين من دون استثناء. أمّا بخصوص السياسة الخارجية، فقد نوّه رئيس الجمهورية بالأدوار الفاعلة للدبلوماسية الجزائرية سواءً في محيطها الإقليمي أو الدولي، وأبرز أن الجزائر لن تتخلى عن مبادئ ثورتها التحريرية المجيدة بدعم الشعوب المستضعفة القابعة تحت الاحتلال، وأن قضية فلسطين قضية روحية، في حين القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار، كما لن تترك جاليتها وأبنائها بالخارج من خلال دعم السفارات بالأطقم الحقوقية التي تتابع قضاياهم وانشغالاتهم، تختم أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قاصدي مرباح، طواهرية أحلام.