طباعة هذه الصفحة

عرض خريطة تفصل المغرب عن الصّحراء الغربيـة

رئيس وزراء إسبانيـا يصفع المخزن للمرّة الثّانيـة

 أثار ظهور رئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانشيز”، خلال إلقائه خطابا يوم 24 ديسمبر الجاري بمناسبة أعياد الميلاد، بخريطة في الخلفية تظهر الصحراء الغربية منفصلة تماما عن المغرب، أجواء من الغضب وعلامات الاستفهام لدى المغاربية الذين اعتبر الكثير منهم بأنّ الأمر لم يكن مجرد خطأ بروتوكولي، على اعتبار أنها ليست المرّة الأولى التي يلقي فيها سانشيز خطابا وخلفه خريطة تظهر بأن الصحراء الغربية والمملكة المغربية متمايزان ومنفصلان، فقد فعلها في 25 ديسمبر من العام الماضي 2023 عندما ألقى خطابًا تناول فيه دور القوات المسلحة الإسبانية في التعامل مع الكوارث المناخية.
جاء المشهد الصادم بالنسبة للمخزن ليوقظ المغرب من أضغاث أحلامه على واقع يتعارض مع مخططاته الاستعمارية، وليؤكد له بأن تغيير خرائط العالم ومواقع الدول لا يمكن أن يتم بجرّة قلم من هذا البلد أو ذاك، وبأن الوعود التي تلقاها من إسبانيا وفرنسا وأمريكا والكيان الصهيوني للاعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، كانت مجرد طعم لتحقيق مصالح آنية، وأيضا وسيلة دفاع لتفادي ابتزازاته ومساوماته التي يمارسها عبر التجسس والتشهير.
والدليل على ذلك، أن عرض هذه الدول لخريطة المغرب منفصلة عن الصحراء الغربية كان يتردّد على الدوام، ففي سبتمبر الماضي استخدم رئيس وزراء الكيان الصهيوني للمرة الرابعة خريطة تُظهر المملكة منفصلة عن الصحراء الغربية، وذلك رغم اتفاقيات التطبيع الموقّعة بين الطرفين.
وعبَّر مراقبون سياسيون بأنّ ما فعله رئيس وزراء الكيان الغاصب لا يمكن أن يكون مجرّد خطأ عابر، فالخطأ لا يكرّر أربع مرّات، ما يعني أن الأمر متعمّد من الجانب الصهيوني قصد الإهانة والإذلال. والمفارقة أن النظام المخزني لا يصدر أبدا أي بيان رسمي للاحتجاج أو التنديد، ويكتفي في كلّ مرّة بالإيعاز لأقلامه المأجورة للتقليل من خطورة الحدث أو ربطه بمبررات واهية كالخطأ البروتوكولي أو الفعل غير المقصود.