طباعة هذه الصفحة

كمائن المقاومـة تلاحـق عساكـر الاحتـلال شمال القطاع

الصّهاينـة يكثّفـون جرائمهـم ويحرقـون مستشـفى كمــال عـــدوان

كعادته منذ 15 شهرا، واصل الاحتلال الصّهيوني عدوانه ضدّ الفلسطينيين مكثّفا قصفه لأحياء مدينة غزة وسط القطاع، ممّا خلّف عددا كبيرا من الشهداء والمصابين. كذلك واصل الاحتلال استهدافه مستشفيات غزة لا سيما بشمال القطاع، حيث اقتحم أمس مستشفى كمال عدوان وأمر الموجودين داخله بالإخلاء، وقام بحرقه لاحقا، كما فجّر روبوتات بمحيط مستشفى العودة أسفرت عن إصابة مدير المستشفى و6 من الطاقم الطبي.
أعلنت كتائب القسام تنفيذ أحد مقاتليها عملية استشهادية استهدفت قوة صهيونية من 5 عساكر، بينهم ضابطين برتبة رائد، أوقعهم بين قتيل وجريح في شرق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة، مؤكّدة أنّها قنّصت عسكريين من قوة النجدة التي تقدمت نحو تل الزعتر، وأمطرتها بقنابل يدوية صهيونية الصنع.
من جانب آخر، أعلن الجيش الصهيوني اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، وذلك بعدما شنّ الاحتلال هجوما واسعا على مواقع في اليمن، وقالت هيئة البث الصهيونية إنّ عشرات المقاتلات الحربية شاركت في الهجوم الذي استهدف مطار صنعاء وميناء الحُديدة ومنشآت للطاقة والنفط.

المستشفيـات فـي  عـين الإعصـار

 أقدمت قوّات الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، على حرق مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد أن ارتكبت في محيطه مجزرة مروعة خلّفت 50 شهيدا بينهم 5 من الطاقم الطبي، في حين نفّذت المقاومة الفلسطينية عدة كمائن ضد قوات الاحتلال في مخيم جباليا، تسبّبت في مقتل ضابطين برتبة رائد وإصابة عدد من العساكر.
وقالت وزارة الصحة إنّ “نحو 50 شخصا بينهم 5 من الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان استشهدوا نتيجة القصف الجوي لطائرات الاحتلال على مبنى مجاور للمستشفى”.
وأوضح البيان أنّ من بين الشهداء الدكتور أحمد سمور طبيب الأطفال، وإسراء أبو زايدة فنية المختبر، واستُشهد كلاهما أثناء محاولتهما العودة إلى منازلهما. كما استشهد فني أثناء محاولته إنقاذ المصابين وأيضا مسعفان قرب المستشفى. كما فجّرت قوات الاحتلال روبوتا مفخّخا رابعا في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
وبعد المجزرة بساعات، حاصر جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان وطالب الموجودين داخله بالخروج إلى ساحته. وأفاد مصدر من داخل المستشفى بأن قوات الاحتلال طلبت من إدارة المستشفى إخراج الطاقم الطبي والمرضى والمرافقين إلى ساحته؛ بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات في محيطه.
يشار إلى وجود حوالي 350 شخصا داخل المستشفى؛ من بينهم 75 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى المختلفة.

مستشفى العــودة

 في سياق متصل، أصيب مدير مستشفى العودة في جباليا و6 من الأطقم الطبية في تفجير جيش الاحتلال روبوتات بمحيط المستشفى. ودعت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي. وقال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الدكتور مروان الهمص،  إن الاحتلال يستهدف المستشفيات في شمال القطاع بشكل شبه يومي. وأضاف في نشرة سابقة للصحافة أن الاحتلال يريد تدمير المنظومة الصحية بشكل كامل.
ويحاصر جيش الاحتلال المستشفيات الثلاثة الموجودة في شمال غزة، وهي الإندونيسي والعودة بجباليا وكمال عدوان في منطقة مشروع بيت لاهيا، ويحول دون وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وعبر عمليات تفجير قرب المستشفيات، يهدف الجيش الصهيوني إلى إجبار الطواقم الطبية في هذه المستشفيات على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات على من تبقى من فلسطينيي شمال غزة الذين يريد تهجيرهم.

تصفيـة متعمّـدة للصّحافيّـين

 وفي الأثناء، أفاد مراسلون باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف استهدف منزلا في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وقالوا إن الشهداء والجرحى جرى نقلهم إلى مستشفى المعمداني بمدينة غزة. وأضاف المراسلون أنّ قصفا صهيونيا آخر استهدف منزلا في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، خلّف 3 شهداء وعددا من المصابين.
وفي وقت سابق، قالت مصادر في غزة إنّ قصفا استهدف منزلا في محيط بركة الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، أسفر عن ارتقاء 8 شهداء على الأقل وخلف عددا كبيرا من الإصابات. وذكر شهود عيان أن عشرات المواطنين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.
وفي مخيّم النصيرات وسط القطاع، شيع الأهالي جثامين 5 صحفيين من “قناة القدس الفضائية” من مستشفى العودة، بعد استهداف قوات الاحتلال بغارة جوية سيارة البث الخاصة بالقناة أمام المستشفى.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إنّ الاحتلال يواصل ارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان، ويستخدم “روبوتات” مُتفجرة لاستهداف المدنيين والمرافق الحيوية.وأضاف البيان أنّ استخدام الاحتلال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة في استهداف المدنيين العزل والمرافق المدنية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، بموجب اتفاقيات جنيف الأربع ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

نسـف ما تبقـّى مـن مبـــانٍ

  من ناحية ثانية، أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال أقدم، مساء الخميس، على تنفيذ عمليات نسف ضخمة لما تبقى من مبان في عدة مناطق شمالي قطاع غزة، سمعت أصداؤها في قلب الكيان الغاصب.
وبحسب الشهود، فإن عمليات النسف تمت بواسطة روبوتات مفخخة تقوم الآليات الصهيونية بزرعها بين المباني وسط الأحياء السكنية، وتحدث دمارا هائلا.

ضربات المقاومـة

  بينما يكثّف الكيان الصهيوني إجرامه، تواصل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، دكّ عساكر الاحتلال واستهداف آلياتهم بمحاور التوغل في قطاع غزة، مكبّدة الكيان خسائر باهظة بالأرواح والعتاد.
وفي أبرز العمليات، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية مركبة أوقعت عساكر الاحتلال قتلى وجرحى في معارك جباليا شمال قطاع غزَّة
وقالت كتائب القسام في بيان عسكري، إن أحد مقاوميها تمكّن من تفجير نفسه بحزام ناسف في قوة صهيونية مكونة من 5 عساكر، وأوقعهم بين قتيل وجريح”.
وأضافت، “وفور تقدم قوات النجدة للمكان قام مقاومونا بقنص عسكريين منهم، وأمطروهم بعدد من القنابل اليدوية صهيونية الصنع في منطقة تل الزعتر شرق معسكر جباليا شمال القطاع”.
وما زالت كتائب القسام تفاجئ قوات الاحتلال بأساليب جديدة في عملياتها النوعية منذ بدء “طوفان الأقصى” بلا كلل أو ملل وبوتيرة متصاعدة. وهذا مستمر في شمال قطاع غزة المحاصر والمستهدف بكل أشكال الإبادة الجماعية.
ويوم الإثنين الماضي، قالت كتائب القسّام في بيان عسكريّ، إن “مقاتليها تمكنوا من الإجهاز على 3 عساكر صهاينة طعناً بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي”.
والجمعة الماضية، أعلن مصدر قيادي في كتائب القسام، عن تنفيذ أحد المقاومين عملية أمنية معقدة بمخيم جباليا شمال قطاع غزّة.

مقتل مستوطنة في عمليـة طعـن

 قُتلت مستوطنة صهيونية، أمس الجمعة، في عملية طعن وقعت في “هرتسليا” قرب عاصمة الكيان الصهيوني، فيما اعتقلت قوات الاحتلال منفذ العملية، وهو شاب فلسطيني.
وأشارت وسائل إعلام صهيونية، إلى أنّ المستوطنة قُتلت متأثرة بجراحها الحرجة، بعد تعرضها لعملية طعن، ولفتت إلى أنه جرى إطلاق النار على المنفذ من قبل قوات الاحتلال التي كانت موجودة في مكان العملية، وتم اعتقاله وهو مصاب.