طباعة هذه الصفحة

البرنامج التكميلي يبعث الحياة في مناطق جديدة

ثلاثة مركبات جديدة تدعّم الخارطة الحموية بالجلفة

موسى دباب

أعلنت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجلفة عن تحولات كبيرة في قطاع السياحة الحموية، مع إطلاق مشاريع ضخمة تهدف إلى تحويل الموارد الطبيعية إلى وجهات سياحية رائدة. ويتم العمل على تفعيل وخلق مناطق جديدة من الشمال إلى الجنوب، مثل “المصران” و«قطارة”، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى جعل الجلفة وجهة سياحية رائدة، بالإضافة إلى تطوير “حمام الشارف”.

أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية، تاوتي علي، في حديثه لـ “الشعب” أن ولاية الجلفة، بموقعها الاستراتيجي ومساحتها التي تتربع على 32256 كيلومتر مربع، تتمتع بتنوع كبير في المقومات السياحية، حيث تمتد طبيعتها الجذابة بين الشمال والجنوب، إلى جانب المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة في دوائر الجلفة وعين الإبل ومسعد. كما تتميز بوجود ثلاث مناطق حموية مصنفة رسميا كمناطق للتوسع والمواقع السياحية، وفقا للمراسيم التنفيذية.
ويأتي في مقدمتها “حمام الشارف” و«حمام المصران”، المصنفان بموجب المرسوم التنفيذي رقم 10-131 الصادر بتاريخ 29 أفريل 2010، وتتربع منطقة التوسع السياحي “حمام الشارف” على مساحة 70 هكتارا، وهي منطقة قابلة بالكامل للتهيئة، في حين تغطي منطقة “حمام المصران” مساحة 60 هكتارا، وتقع كلاهما في بلديتي حاسي بحبح والشارف.
ولفت إلى أن منطقة “حمام المصران” التابعة إداريا لبلدية حاسي بحبح، التي كانت قد شهدت تراجعا في نشاطها السياحي منذ نضوب مياهها الحموية في عام 2014، وبإشراف مباشر من والي الجلفة وبتعاون المصالح المركزية، وشرعنا في تسجيل دراسة هيدروجيولوجية وجيوفيزيائية ضمن البرنامج التكميلي الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للولاية”.
 وأضاف “وقد تم إعداد مخطط لإنشاء مركب سياحي حموي يضم مجموعة من المشاريع المتميزة، بما في ذلك فنادق ومنشآت ذات طابع سياحي متنوّع.
ويشمل هذا المخطط توزيع 18 قطعة أرض، تم تصميم كل منها لتلبية غرض سياحي محدد” و« تم اليوم إعادة الإعلان عن فتح الأظرفة للعروض بهدف طمأنة المستثمرين حول مشروع حفر بئر حموية عميقة في منطقة حمام المصران، ضمن التوسع السياحي بالمنطقة، وتهدف الدراسة إلى تسجيل عملية تنموية تسهم في جذب المستثمرين، وإعادة تنظيم النشاط الذي كان عشوائيا”.
ويتابع “وتجدر الإشارة إلى أن منطقتي “حمام الشارف” و«حمام المصران” قد حظيتا بمخطط تهيئة سياحية مصادق عليه بموجب قرار وزاري، مما يدعم جهودهما في استقطاب الاستثمارات السياحية وتعزيز البنية التحتية”.
وأعلن المتحدث أنه في أقصى جنوب ولاية الجلفة، تبرز منطقة حموية ثالثة تقع إداريا ضمن الولاية المنتدبة مسعد، حيث تم تصنيفها رسميا كمنطقة توسع سياحي بموجب المرسوم التنفيذي رقم 221-22 الصادر في 4 يونيو 2022. وتمتد هذه المنطقة على مساحة تقدر بـ 34 هكتارا، مما يؤهلها للاستفادة من عمليات تهيئة تنموية تشرف عليها مديرية التعمير”.
 يواصل حديثه: “وتعد هذه المبادرة فرصة تنموية لبلدية قطارة، التي تحتاج إلى استثمارات تسهم في تحسين ظروفها الاقتصادية”، وتشمل هذه الاستثمارات المجالين الفلاحي والسياحي، حيث تتميز المنطقة بمياه حموية ذات جودة عالية، تدفق قوّي، ودرجات حرارة مرتفعة.
وتقع منطقة “قطارة”، على بعد 240 كيلومتر جنوب عاصمة الولاية الجلفة وتعد إحدى بلديات دائرة مسعد الخمس، وتم تصنيفها كمنطقة توسع سياحي في عام 2022. على مساحة 34 هكتارا.
واستفادت المنطقة من مشروع تنموي بغلاف 200 مليون دينار جزائري لإعداد دراسة تهيئة وإنجاز شبكات أساسية مثل الصرف الصحي، وشبكات المياه الصالحة للشرب، وتوفير الكهرباء، وهو ما يعد خطوة عملية لتجهيز العقار الاستثماري. خصوصا أن المنطقة تحتوي على ثلاث آبار حموية عميقة يمكن استغلالها في إطار الاستثمار السياحي.
هذه الخصوصيات تجعلها وجهة مثالية لجذب مستثمرين محتملين وتطوير المنطقة لتنافس مواقع حموية رائدة وطنيا مثل “حمام زلفانة”.
وفيما يتعلق بـ “حمام الشارف”، الذي يعد من أبرز المواقع الحموية على المستوى الوطني، حيث يحتل مكانة ريادية بفضل تصنيفه، جاهزيته للتهيئة.
وأكد مدير السياحة أنه قد تم تخصيص 23 قطعة أرض قابلة للاستثمار، وقد شهدت المنطقة مؤخرا، ثلاث مشاريع سياحية جديدة، وذلك في إطار تعليمات رئيس الجمهورية الداعية إلى رفع العراقيل ومرافقة المستثمرين لتجسيد مشاريعهم التنموية. وبإشراف السلطات المحلية، أصبحت هذه المشاريع واقعا ملموسا، حيث توفر المركبات السياحية الثلاثة حوالي 100 منصب شغل بطاقة استيعاب تصل إلى 400 سرير، كما تم تسجيل خلال هذه السنة 2024، أكثر من 22300 مستحم من مختلف ولايات الوطن، سواء قدموا للاستمتاع بالمياه الحموية أو الإقامة في الفنادق، ما يؤكد أن منطقة “حمام الشارف” تعتبر كواحدة من أبرز الوجهات الحموية في الجزائر.
وأضاف أنه في منطقة حمام الشارف، وضمن إطار تجسيد المشاريع الاستثمارية، يتم توجيه دعوات للمستثمرين لتفعيل مشاريعهم في المواقع المخصصة، وفي حال عدم التنفيذ، تقوم الدولة باسترجاع العقار وتسليمه للوكالة الوطنية الجزائرية لترقية الاستثمار، حيث يدرج في قاعدة بيانات رقمية لتوفير الفرصة لمستثمرين آخرين لاستغلاله، مما يعزز استغلال العقارات ويساهم في تسريع التنمية الاقتصادية في هذه المناطق”.
وأشار المتحدث أن مديرية السياحة تقوم بالترويج للوجهات السياحية المحلية عبر المنصة الرقمية “ألجيريا تور” التي أعدتها وزارة السياحة.
وتضم الجلفة ثمانية مسارات سياحية متنوعة تشمل مقومات طبيعية، تاريخية، وأثرية، بالإضافة إلى الطابع الديني، المسارات مدرجة على المنصة وتستفيد منها الوكالات السياحية لجذب الوفود السياحية، مما يعزز فرص اكتشاف المقومات الحموية والثراء السياحي في المنطقة.
وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن برامج رئيس الجمهورية لدعم وتطوير المناطق الحموية في الجزائر، بهدف رفع العراقيل أمام المستثمرين وتجهيز وإعادة بعث هذه المواقع للاستفادة من خصوصياتها الطبيعية الفريدة، تحظى بمتابعة شديدة من السلطات المحلية، وعلى رأسهم والي الولاية.