طباعة هذه الصفحة

ظـروف العمل الإنساني تزداد خطورة

الاحتـلال يقتل عناصر تأمين المساعـدات ويسهّـل سرقتهـا

 

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أنّ غزة هي حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
أشار فليتشر أمس الثلاثاء، إلى أنّه في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني، ونتيجة لذلك “أصبح من المستحيل تقريباً توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة” على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع، إذ تمّ رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة منذ 6 أكتوبر الماضي.
المسؤول في الأمم المتحدة لفت إلى أنّ محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية تطبيق منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، منذ ما يقرب من عام، ومع ذلك، فإنّ وتيرة العنف المستمرة “تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة، فقد تحوّلت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض”.
وتابع أنّ الحصار الصهيوني على شمال غزة - والذي استمر لأكثر من شهرين “أثار شبح المجاعة”، في حين أنّ جنوب القطاع مكتظ للغاية، “ما يخلق ظروفاً معيشية مروّعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء”.

سرقـة المساعدات
 

في السياق، تعرضت شاحنة مساعدات كانت تحمل طحينا للنهب في وسط قطاع غزة في أعقاب غارة صهيونية مساء الاثنين نتج عنها استشهاد 4 من رجال الأمن كانوا داخل سيارة تحرس الشاحنة، في شارع صلاح الدين بمدينة دير البلح وسط القطاع.
واغتالت القوات الصهيونية 723 رجل شرطة وعنصرا لتأمين المساعدات، منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في 7 أكتوبر 2023، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس.
وغالبا ما يستهدف جيش الاحتلال رجال الشرطة الذين يحرسون شحنات المساعدات، ثم تقوم عصابات مسلحة بحماية كاملة من قوات الاحتلال بسرقة المساعدات الإنسانية ضمن حرب التجويع التي تفرضها سلطات الاحتلال كعقاب جماعي لسكان غزة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ستوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي إلى قطاع غزة بسبب تهديدات العصابات المسلحة التي تنهب القوافل. وألقت الوكالة باللوم في انهيار النظام الأمني إلى حد كبير على السياسات الصهيونية.

الضفـة ليست في أحســن حــال

وعن الأوضاع في الضفة الغربية، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتش، إنّها مستمرة في التدهور، وأنّ عدد القتلى هو الأعلى الذي سجل، مشيراً إلى أنّ العمليات العسكرية الصهيونية في العام الماضي أسفرت عن تدمير البنية الأساسية مثل الطرق وشبكات المياه، وخصوصاً في مخيمات اللاجئين.
وأضاف أنّ عنف المستوطنين المتزايد وهدم المنازل أدّيا إلى زيادة النزوح والاحتياجات، وأنّ القيود الصهيونية المفروضة على الحركة تعيق سبل عيش المواطنين الفلسطينيين ووصولهم إلى الخدمات الأساسية، لا سيما الرعاية الصحية.
وأكد فليتشر أنّ الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني “يواصلان محاولة البقاء وتقديم الخدمات في مواجهة هذه التحديات والصعوبات المتزايدة”.