اعترف عدد من العساكر والضباط الصهاينة، بأنهم أقدموا على قتل فلسطينيين أبرياء في قطاع غزة مع أنهم كانوا يعرفون أنهم مدنيون أبرياء.
في تحقيق نشرته صحيفة للاحتلال، الخميس، جاء فيه أن القوات الصهيونية المرابطة على محور «نتساريم»، رسمت خطاً واهياً، وقررت حكم الموت على كل من يجتازه، بغض النظر إن كان ذلك شخصاً ممن يضلون طريقهم ويكونون غير مسلحين، أو كانوا يركبون على دراجات هوائية.
وقد اعترف العساكر في التحقيق بأنهم أطلقوا الرصاص بغرض القتل، وتحدثوا للصحيفة كيف يتم لديهم اعتبار أي فلسطيني قتيل مخرباً، حتى لو كان طفلاً. وقال قائد في الفرقة «252»: “هناك شيء يسمى لدى القوات بـ(منطقة خط الجثث) وهي منطقة قتل من يدخلها يتم إطلاق النار عليه، وبعد إطلاق النار، لا يجري جمع الجثث على الفور، والكلاب تأتي لنهشها. في غزة يعرفون أنه أينما توجد الكلاب فإن هذا هو المكان الذي يجب أن يهربوا منه».
ويقول ضابط آخر في الفرقة نفسها، «نحن هناك نقتل مدنيين، ويتم اعتبارهم مخربين».
تنكيل بجثامين الشهداء
ويروي عسكري آخر: « كل من يدخل منطقة الممر يجب أن يتلقى رصاصة في رأسه. هذه هي الأوامر. ذات مرة، لاحظ الحراس شخصاً يقترب من جهة الجنوب. قفزنا كأن هذا اقتحام لعشرات المخربين. صعدنا إلى المواقع، أطلقنا عشرات الرصاصات وربما أكثر خلال دقيقة أو دقيقتين على الجثة. كان بجانبي أشخاص مجرد أطلقوا النار، وضحكوا”.
وقال: “الحدث لم ينتهِ هنا، توجهنا نحو الجثة المضرجة بالدماء، قمنا بتصويرها، كان شاباً ابن 16 سنة ربما». بعد بضع ساعات عرفنا أن هذا الفتى ليس من نشطاء حماس، بل مجرد طفل. في المساء جاء قائد الكتيبة وقال: «كل الاحترام لأننا قتلنا مخرباً، وقد صلى من أجل قتل 10 مخربين في الغد». وعندما أشار أحد ما بأنه لم يكن مسلحاً، وأنه مجرد مدني، الجميع صرخوا فيه وقائد الكتيبة قال: «بالنسبة لي، كل من يجتاز الخط هو مخرب، لا يوجد تهاون. لا يوجد مدنيون. الجميع مخربون».
ويورد عسكري صهيوني آخر خدم في المنطقة هذه القصة: «أعلنوا في مكبر الصوت بأنه يوجد مخربون. دبابة توجهت نحوهم. كانوا 4 غير مسلحين، ويسيرون مشياً على الأقدام. لا يظهرون بوصفهم مخربين. الدبابة تقدمت نحوهم وبعد ذلك بدأ إطلاق النار. لقد أطلقوا عليهم الرصاص من مدفع «الماغ»، مئات الرصاصات. 3 قُتلوا على الفور، الرابع بقي على قيد الحياة بطريقة ما ورفع يديه. لم يسمحوا له بالذهاب. أخذناه إلى قفص، خلعوا ملابسه وأبقوه هناك». «جميع الجنود مروا قربه وأهانوه. في النهاية جاء أحد المحققين، وسأله أسئلة عدة في الوقت الذي كان يصوب فيه المسدس نحو رأسه. حقق معه بضع دقائق، وبعد ذلك أمر الضباط بإطلاق سراحه. لقد تبين أن هذا الفلسطيني بالإجمال أراد الوصول إلى أعمامه في شمال القطاع. بعد يوم أو يومين كما يقول، جاءت إلى هناك جرافة، ودفنت الجثث تحت الرمال.”