طباعة هذه الصفحة

تعاني عجزا في الإيواء وتأخرا كبيرا في إنجاز المشاريع السياحية

الطارف استقطبت 5 , 2 مليون مصطاف هذا الموسم والمخطط الأزرق سر النجاح

استطلاع: خالد العيفة

استقطبت الطارف ما يقارب الثلاثة ملايين مصطاف في موسم الاصطياف 2014 ، رغم ان المنطقة لازالت تعاني عجزا في الايواء و تأخرا كبيرا في انجاز المشاريع السياحية، فالإمكانيات الطبيعية التي تمتاز بها والتي تؤهلها بأن تصبح قطبا سياحيا بامتياز يجلب الملايين من السواح  على مدار السنة وبالتالي العملة الصعبة لخزينتها والعمالة لأبنائها على الخصوص.

و في هذا الصدد، قال مدير السياحة ياحي عبد النور لجريدة “ الشعب” “ : “لقد استقطبت المنطقة أعدادا كبيرة من المصطافين والفضل يعود للمجهودات التي بذلتها السلطات الولائية لمدة فاقت ثلاث سنوات من أجل استعادة المنطقة مكانتها وإنعاشها سياحيا، خصوصا القالة التي حباها الله بمناظر خلابة. وفي هذا الصدد، أكد مدير السياحة: “إن المصطافين الذين زاروا الطارف هذه السنة قدر بأكثر من 02 ملايين، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلنا إقبالا عليها للوافدين من ولايات أخرى لم نعهدها.
ودعا مدير السياحة لولاية الطارف، الوكالات السياحية، “ الى المساهمة في انعاش السياحة بتنظيم رحلات سياحية داخل الوطن، والترويج للسياحة البيئية والجبلية، خصوصا وأن هذا المنتوج موجود، وولاية الطارف خير مثال على ذلك “.
الإيواء نقطة سوداء
كما تعتبر هياكل الإيواء بولاية الطارف نقطة سوداء، حيث يصل عدد الفنادق الى 27 ولا ترق لمستوى خدمة المصطافين الذين اشتكوا لجريدة “الشعب” العجز المسجل في هذا المجال من قبلهم، ناهيك عن قدم بعضها وتدني مستوى الاستقبال والخدمات مقارنة بالأسعار المرتفعة، حيث يسجل عجزا يقدر بـ 3 آلاف سرير، مما يدفع المصطافين الى البحث عن أماكن أخرى للإقامة فيها في العطلة الصيفية على غرار بيت الشباب المتواجد على ضفاف بحيرة طونغة، والشقق التي تستأجرها بعض العائلات للشعور براحة أكبر، بالإضافة الى المخيمات الصيفية التي نظمت بالمنطقة بطاقة إيواء  تصل إلى أزيد من 1300 سرير، هي عملية لجأت إليها السلطات المعنية لتدارك هذا النقص، خاصة وأن المشكلة تتفاقم عاما بعد عام أمام التوافد الكبير للمصطافين القادمين من كل حدب وصوب من كل الولايات المجاورة و حتى من الخارج . وقد استغل أصحاب الشقق ذلك لرفع أسعار كراء منازلهم، المستودعات وحتى مآرب السيارات التي تؤجر بدورها للعائلات وأفواج الشباب رغم افتقارها للماء و الإنارة.
ومن جهة أخرى، وبهدف انجاح موسم الاصطياف جندت السلطات المحلية كافة الامكانيات من أجل سلامة و راحة المصطافين، وفي هذا الصدد قال مدير السياحة بالطارف: “ لضمان السير الحسن لموسم الاصطياف تم تجنيد أزيد من 1000 عون ما بين أمن ودرك وحماية مدنية، تسهر على أمن المصطافين بالشواطئ الـ 15 المسموحة للسباحة.
المخطط الأزرق سر النجاح
ولتجسد كل هذه الأهداف سخرت مصالح الأمن لولاية الطارف كل الوسائل البشرية والمادية للموسم الصيفي 2014 لحراسة الشواطئ وتأمين المناطق الحضرية وكذا شبكة الطرقات الواقعة ضمن إقليم الاختصاص والمتمثلة في القوة البشرية المسخرة حيث تم تدعيم مصالح كل من أمن دائرة القالة، وكذا الأمن الحضري الخارجي الشط بتعداد بشري قدره 330 بالإضافة إلى قوات الشرطة التابعين لذات المصالح ليصل العدد الإجمالي إلى 600 شرطي لتفعيل المخطط الأزرق 2014، وهذا قصد تغطية جميع المناطق التي يجوبها المصطافين، وتسهيل حركة المرور لمستعملي الطريق المتوجهين إلى مختلف مناطق الولاية بما فيهم المتوجهين إلى الجمهورية التونسية.
أما فيما تعلق بالنشاطات المسجلة على مستوى مصالح أمن ولاية الطارف منذ بداية موسم الاصطياف،وبهدف إنجاح المخطط الأزرق 2014 ، فقد بادر الأمن إلى تنظيم حملات تحسيسية توعوية لفائدة مستعملي الطريق لتفادي حوادث المرور، حيث تم تجنيد 35 عون أمن  للقيام بهذه المهمة النبيلة.
 “برابطية” تضاعف عدد المصطافين
قررت السلطات الولائية بالطارف إنشاء مؤسسة عمومية ولائية لتسيير حديقة التسلية والحيوانات “برابطية” ببلدية القالة الساحلية، وهي مؤسسة ذات طابع تجاري وصناعي تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي حيث يتولى إدارتها وتسييرها مجلس إدارة تحت رئاسة الوالي، وهذا من أجل التسيير العقلاني للوسائل المادية والبشرية لتقديم خدمات تستجيب لتطلعات زوار الحديقة، التي باتت معلما سياحيا يستقطب السياح من مختلف مناطق الوطن وحتى من الخارج.
وبالنظر لبعض التحفيزات والتطورات المسجلة في بعض الجوانب أبرزها إعادة تهيئة حديقة برابطية التي تحوي العديد من الحيوانات النادرة القادمة من أسيا وأوربا حيث جلبت إليها هي الأخرى العديد من السواح والمصطافين المحبين لهذا النوع من الترفيه خاصة وأنها تسجل ما بين 5 الـ 15 زائر يوميا من المواطنين والعائلات من جميع بلديات الولاية وخارجها ما سبب اكتظاظا واختناقا كبيرين على مستوى الطرق المؤدية إليها.
الحديقة كانت مسيرة من قبل حديقة الحيوانات والتسلية بابن عكنون بالعاصمة، وحفاظا عليها، وبعد   دراسة الوضعية التي آلت إليها جراء عدم احترام بنود الاتفاقية الموازية في 31 ديسمبر 2012 المبرمة بين الحظيرة الوطنية للقالة وحديقة الحيوانات والتسلية بابن عكنون، وهو ما أثبتته المعاينات الميدانية العديدة لأعضاء المجلس لحديقة القالة من بين ذلك عدم تعيين مدير يتولى تسيير الحديقة بصفة دائمة،غياب عمليات توظيف لتسيير الحديقة على غرار الإدارة والمصالح المالية، وإن كانت، فهي مسندة لعمال غير مؤهلين، إلى جانب تأخر تدعيم الحديقة بالأطباء البيطريين للتكفل بتغطية صحية شاملة للحيوانات.
كما سجلت المصالح الولائية تأخرا كبيرا في عملية التلقيح الخاص بالحيوانات، إضافة إلى النقص الفادح في الأدوية، وفضلا عن تأخر تموين الحديقة بالتغذية الخاصة بالحيوانات التي باتت مهددة بالموت ما استلزم في كل مرة تدخل الولاية لتغطية النقص المسجل.
للإشارة، فقد أبرمت اتفاقية مع مديرية حديقة الحيوانات والتسلية بابن عكنون بالعاصمة تم بموجبها تحويل حديقة الحيوانات برابطية التابعة للحظيرة الوطنية للقالة إلى حديقة الحيوانات والتسلية بابن عكنون بصفة رسمية، حيث تكفلت هذه الأخيرة بالإشراف على عملية تسيير حديقة الحيوانات برابطية بالقالة كإحدى فروعها على غرار حديقة ولاية جيجل ومن ثمة استفادتها من كل أشكال الدعم و التأطير والمتابعة.
وأتى التوقيع على الاتفاقية المذكورة استعدادا لإعادة فتح أبواب الحديقة أمام الزوار خلال سنة 2012 بصفة رسمية بعد أن شارفت الأشغال على الانتهاء وهو ما كان مقررا مع توفير مناصب شغل للعاطلين،بعد أن ظلت الحديقة مغلقة طيلة أزيد من 3 سنوات بسبب تأخر انطلاق أشغال التهيئة، وهذا بالموازاة مع إجراء عملية المزاد لتأجير مرافق الخدمات المتواجدة بالحديقة لفائدة الخواص كالمقاهي والمراحيض والمطاعم من أجل توفير كل الخدمات وشروط الراحة التي يحتاجها الزوار وخاصة العائلات المتوافدة على الحديقة خلال عطلة نهاية الأسبوع من داخل الولاية والولايات المجاورة، والتي تفضل قضاء يومها بهذه الحديقة بحثا عن الراحة والاستمتاع بهوائها النقي والمناظر الطبيعية الساحرة.
وأكد في هذا الإطار، عبد النور ياحي “أن هذا الفضاء يسمح لعديد العائلات بالتنزه والسهر بهذه الحظيرة والتعرف على مختلف الحيوانات التي تعيش بها”، “فالموقع يمثل منتجعا غابيا رطبا يتوسط  المحيط الغابي الفاصل بين بحيرتي الملاح شمالا والأوبيرا جنوبا ومدخلها الرئيسي على الطريق الوطني الساحلي رقم 84 أ، الرابط بين القالة ومطار رابح بيطاط بعنابة، ومن المنتظر إضافة أكثر من 50 هكتارا كتوسعة للحظيرة”.
وعاش سكان مدينة القالة السياحية على إيقاعات وأنغام  حفل اختتام فعاليات سهرات عروس المرجان التي تعد موعدا سنويا ينتظره سكان هذه المنطقة، وتميزت سهرات المهرجان السنوي، الذي تم إحياؤه من جديد ليضفي نفسا على ولاية الطارف، بحضور جمهور غفير متكون من عائلات جاءت من كل الولايات لتستمتع مع نخبة من الفنانين.
كما تستقطب السهرات الصيفية المزيد من الجمهور وذلك بالميناء الجديد للقالة بولاية الطارف الذي يحتضن حفلات فنية، وعروض المسرح على الهواء الطلق، هروبا من حرارة الجو و بحثا عن الترفيه والتسلية والاستمتاع بعروض موسيقية وغنائية وسط هواء البحر المنعش، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، تبقى العائلات، من القالة وأخرى من مدن مجاورة، تستمتع وتجدد الموعد مع النشاطات الخاصة بموسم الاصطياف.