طباعة هذه الصفحة

دعا المجتمع الدولي إلى تجريم دفع الفدية

د. مخلوف ساحل: المقاربة الجزائرية في محاربة الإرهاب مرجعية

حمزة محصول

أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، مخلوف ساحل، أمس، أن المقاربة الجزائرية لمكافحة الإرهاب كسبت تأييد شريحة واسعة للمجموعة الدولية، وأرجع غياب الإجماع الدولي حول الظاهرة لعدم تبني تجريم دفع الفدية.
قال د.ساحل، إن تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب سنوات التسعينيات، أعطتها خبرة وكفاءة أمنية وسياسية أهلتها لتصبح مرجعا قاريا ودوليا في التصدي للآفة العابرة للأوطان. وأوضح في ندوة بيومية «المجاهد»، أن العالم لم يستفق على صحة وصواب الطرح الجزائري المحذر من الإرهاب كنشاط إجرامي لا يعرف ديناً ولا يعترف بالحدود إلا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأكد ساحلي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإرهاب، أن المقاربة الجزائرية القائمة على جملة من المبادئ، حققت تقدما معتبرا في الساحة الدولية، حيث اقتنعت دول عديدة بتجريم دفع الفدية وعدم التفاوض مع التنظيمات الإرهابية، وضرورة تجفيف المنابع المادية والفكرية للظاهرة، داعيا إلى مواصلة العمل لكسب التأييد الكلي.
ورأى أن كسب تأييد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بهذا الطرح يعتبرا نجاحا محسوبا للدبلوماسية الجزائرية، ولم يكن متاحا لهذه المقاربة أن تحرز نجاحات لولا التجربة الرائدة للجزائر في المجال، وكذا الجهود التي تبذلها جهويا وقاريا لاستعادة الاستقرار والتصدي للتهديدات الأمنية.
واعتبر مخلوف ساحل، تحرير الدبلوماسيين الجزائريين قبل أيام، دليلا قاطعا على احترام الجزائر لمبدإ عدم دفع الفدية والتفاوض المباشر مع الإرهابيين. وأوضح أن كرونولوجيا الأحداث في مالي، بيّنت نجاعة المقاربة الجزائرية كأفضل مخرج للأزمة، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الفرنسي في إطار عملية «سيرفال» لم تحقق الأهداف المرجوة منها، فالأزمة ظلت قائمة قبل إدراك الجميع بأهمية التفاوض والحوار السلمي بين جميع الأطراف، الأمر الذي يجري حاليا في الجزائر، أين تتفاوض الحكومة المالية مع الحركات السياسية والمسلحة بشمال مالي.
وبالنسبة للساحل، فإن غياب إجماع دولي حول تحديد مفهوم موحد للإرهاب ووضع آلية مشتركة لذلك، يرجع بالأساس إلى عدم تبني قرار أممي حول تجريم دفع الفدية، وقال إن الدول التي تحاول الدفاع عن مصالحها الوطنية والقومية خارج الشرعية الدولية، غالبا ما تساهم بشكل غير مباشر في تقوية شوكة الإرهاب وتحطيم البلدان، مستدلا باحتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
ويشاطر المحلل السياسي، مبادئ الجزائر في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، مضيفا أنها أنجزت عملا مهمّا بإبعاد التدخل الأجنبي في ليبيا وساعدت تونس على الخروج من أزمتها الدبلوماسية، لأن الحوار والتنمية يعتبران نواة الخروج بحلول ناجعة للمعضلات الأمنية والسياسية.
وقال إن سعي البلدان الإفريقية لوضع استراتجية مشتركة لمكافحة الإرهاب، خطوة في الطريق الصحيح لإبعاد التدخلات الأجنبية التي تزيد دائما في تعقيد الأوضاع.