اشرفت جمعية مشعل الشهيد أمس بالمتحف الجهوي للمجاهد بهضبة لالة ستي باعالي مدينة تلمسان، على تكريم أحد رموز الثورة المظفرة بالولاية الخامسة المجاهد ابن عمرو بن عيسى الذي كان من كبار معطوبي حرب التحرير.
هذا اللقاء الذي انتظم بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير ومديرية المجاهدين للولاية سمح بتقديم شهادات حية عن كفاح ونضال هذا المجاهد الذي تخصص ابان حرب التحرير في قطع الأسلاك الشائكة المكهربة وكسح الألغام بخط موريس الجهنمي بالمنطقة الحدودية الغربية بهدف تأمين الطريق أمام فرق المجاهدين المكلفة بالعبور ونقل الأسلحة والمؤونة من المغرب عبر الحدود الغربية.
وأوضح المتدخلون من رفقاء السلاح أن هذا المجاهد المولود بناحية أولاد رياح بتلمسان يوم 21 ديسمبر 1941 قد التحق بجيش التحرير الوطني في سنة 1957 وعمل ضمن الفرق المختصة في قطع الأسلاك وتدمير الألغام باستعمال أدوات بدائية لا تتوفر على شروط الأمن اللازمة للتعامل مع الكهرباء الشيء الذي أدى إلى إصابة العديد من المجاهدين بالصعقات الكهربائية أثناء الاختراق أو بانفجار لغم كما وقع للمجاهد المكرم سنة 1961 قرب خط مورسي حيث بتر ذراعه الأيمن ورجله اليسرى.
وفي تدخله أوضح المجاهد أبن عمرو بن عيسى «أن خط «موريس» الذي أقامته قوات المستعمر الفرنسي بالمناطق الحدودية الغربية بغرض عزل الثورة وإضعافها، لم يزد عناصر جيش التحرير الوطني إلا قوة وتباثا وشحذا لهمهم الابتكارية لمواجهة الحصار بشتى الوسائل واعتماد تقنيات مختلفة رغم الإمكانيات المحدودة من أجل فتح ثغرات على طول الخط المذكور.»
وقد اتبعت قوات الاحتلال في بناء الخط المذكور تقنيات جهنمية تعتمد على وسائل الفتك بالأشخاص عن طريق مد الأسلاك الشائكة المزودة بضغط كهربائي عال وزرع ألغام مختلفة الأنواع مثل المضادة للأشخاص والواثبة والمضيئة التي تشتعل عند قطع الأسلاك كما أوضح نفس المتدخل الذي أشار في نفس الوقت إلى العدد الهائل من العساكر والوسائل الحربية المسخرة لحراسة الخط ليلا ونهارا من «بطاريات المدافع» و»دوريات مدرعة» وتجهيزات إلكترونية حساسة تترصد أية حركة داخل المنطقة المحرمة».