برنامـــــــج وطنـــــــي متكامـــل لتحصــــين الأمــــــن المائــــــي

 رفع نسبة التزوّد بمياه البحر إلى 60 بالمائة

تعتزم الجزائر رفع نسبة تزويد المواطنين بالمياه الشروب انطلاق من تحلية مياه البحر إلى نسبة 60 بالمائة، بنهاية 2030، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إطار مساعي تحقيق الأمن المائي، وتقليل الاعتماد على المصادر الطبيعية للمياه، وفي السياق أكد مدير التطوير بالشركة الجزائرية للطاقة سفيان زعميش، أن برنامج تحلية مياه البحر يسير وفق المخطط المسطر وفي آجاله المحددة.

قال مدير التطوير بالشركة الجزائرية للطاقة لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الاولى، إنه سيتم ربط محطات تحلية مياه البحر بالولايات الداخلية، ومد أنابيب المياه إلى مسافة 150كلم انطلاقا من الساحل، وذلك في إطار استراتيجية الجزائر لضمان الأمن المائي، وتزويد السكان بالمياه الشروب وضمان وفرتها واستمرارية تدفقها، بالاعتماد على طرق غير تقليدية. وأوضح أنه يتم حاليا تحلية 2.1 مليون متر مكعب في اليوم الواحد، عبر 11 محطة.
وذكّر، زعميش، بأن تحلية مياه البحر هو خيار استراتيجي للدولة الجزائرية من أجل مواجهة تحدي شح المياه الذي ما فتئ يتفاقم خلال السنوات الأخيرة، سيما وأن التنبؤات العالمية تشير إلى استمرار ذلك خاصة ما بعد 2050، موضحا أن البرنامج المسطر في إطار هذا الخيار يسير في المسار الصحيح، إن من حيث الآجال، أو من حيث إقحام الشركات الجزائرية، وهو التحدي الأول الذي حقق نجاحا كاملا، بتمكن الشركات الجزائرية من إنجاز خمس محطات تحلية جديدة، والتحدي الثاني هو احترام الآجال، إذ من المقرر أن يتم استلامها بنهاية 2024، فيما يتم حاليا التحضير لإطلاق إنجاز سبع محطات جديدة. وأشار المسؤول إلى أن مدة الانجاز قد تقلصت كثيرا، وهي اقصر حتى من المعمول به عالميا، مع ضمان الجودة.
تصنيـــــــــــــــع محلـــــــــــي
وأضاف المتحدث، أن السلطات العليا، خصصت ثلاثة برامج على مراحل، الاول هو برنامج الشراكة الجزائرية الأجنبية، كان هدفها استقطاب الشركات الأجنبية المتحكمة في تقنيات تحلية مياه البحر، لاكتساب الخبرة منها، وجاء في المرحلة الثانية البرنامج الاستعجالي، وهو ثمرة للبرنامج الاول، وتم فيه إنجاز 3 محطات، في آجال قياسية: ستة أشهر للباخرة المحطمة، و11 شهرا لمحطة المرسى 18 شهرا بالنسبة لمحطة قورصو، أما البرنامج الثالث وهو البرنامج التكميلي لإنجاز خمس محطات خلال 25 شهرا، وستدخل حيز الخدمة في 2024، كما أشير إليه أعلاه. وفي إطار التحوّل إلى التصنيع المحلي لكل معدات محطات تحلية مياه البحر، قال المتحدث إنه تم فتح تخصصات على مستوى أربع جامعات، لتكوين مهندسين متخصصين في تقنيات تحلية مياه البحر، لتحقيق الانجاز الكامل بأيدي جزائرية.
استثمــــــــــار 2.4 مليــــــار دولار
وقال المسؤول إن الدولة خصصت 2.4 مليار دولار، لبرنامج تحلية مياه البحر بالنسبة للمحطات الخمس الجديدة، بقيمة 420 مليون دولار تقريبا لكل محطة، وقال إن المبلغ ضخم جدا لكنه يضمن توفير المياه على مدار 25 سنة القادمة، وهو العمر الافتراضي لصلاحية المحطة، ويتم بعدها تجديدها.
ومن جهة أخرى، أشار إلى أن شركة سوناطراك، فتحت جسرا جويا لضمان وصول المعدات المستوردة في وقتها المحدد، وتفادي عراقيل النقل البحري الذي واجهها البرنامج من قبل، وخصصت 288 رحلة، تم القيام بـ 272 رحلة، على أن تستكمل 12 رحلة الباقية خلال الايام الأولى من ديسمبر الجاري.