ارتأى القائمون على المعرض الدولي للكتاب، والذي تحتضنه الجزائر من 30 أكتوبر إلى 08 نوفمبر المقبل، بقصر المعارض بالصنوبر البحري، تكريم شخصيات أدبية عربية وأجنبية، على رأسهم صاحب رائعة “مائة عام من العزلة” غابرييل غارسيا ماركيز، وشاعر المقاومة سميح القاسم.
تواصل الجزائر تكريمها لشخصية أدبية عالمية، عُرف عنها وقوفها إلى جانب الحركات التحريرية، ومساندتها بالدرجة الأولى للثورة التحريرية الجزائرية، الروائي غابرييل غارسا ماركيز، لاسيما حين كان صحفيا بباريس سنة 1960، حيث تعرّض نتيجة مواقفه الداعمة لها، للتوقيف من قبل السلطات الفرنسية.
وتسعى الجزائر إلى تكريم الروائي والقاص والصحفي غابرييل، عبر تكريم زوجته “مرسيدس” غارسيا ماركيز، ذات الأصول اللبنانية المصرية، حيث يجري المشرفون على التظاهرة الدولية اتصالات حثيثة معها، لاستضافتها في الجزائر في الـ 4 من نوفمبر المقبل.
وقد كان لمرسيدس اهتمام كبير بالثقافة العربية، وبرزت بشكل كبير في الأعمال الروائية لزوجها، حيث وصفها في كتابه رائحة الجوافة قائلا: “إنها تظهر مرتين في مائة عام من العزلة، وكأنها هي باسمها وهويتها الكيميائية.. وتأتي في قصة موت معلن في مناسبتين بالطريقة ذاتها.. لم أستطع أن أوظفها في رواياتي أكثر من ذلك لسبب قد يبدو غريبا، لكنه ليس كذلك: إنني أعرفها الآن معرفة تامة لدرجة أنه ليس لدي أدنى فكرة عنها!!”.
وتوفي الروائي الكولومبي الحائز على جائزة “نوبل للآداب” غابريل غارسيا ماركيز في مكسيكو سييتي عن عمر ناهز 87 عاما، يوم 17 أفريل الماضي.
من جهة أخرى وفي ذات المناسبة، يتم تنظيم احتفائية خاصة بفقيد الأمة العربية، وشاعر المقاومة الفلسطينية الراحل سميح القاسم، وذلك من خلال تنظيم ندوة فكرية للحديث عن مسار وتجربة الشاعر، بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء الجزائريين والعرب، للحديث عن تجربة صاحب ديوان “مواكب الشمس”.
سميح القاسم غادر الأمة العربية في الـ 18 أوت الماضي، عن عمر ناهز الـ 75 عاما، إثر مرض عضال، رحل صاحب القصيدة الشهيرة: “منتصب القامة أمشي” تاركا وراءه إرثا أدبيا زاخرا، حيث يعد من أبرز الشعراء المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر المقاومة. سجن سميح القاسم أكثر من مرة، ووُضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي، وطرد من عمله لمرات عدة بسبب نشاطه الشعري والسياسي، كما واجه أكثر من تهديد بالقتل في الوطن وخارجه.
كتب سميح القاسم إلى جانب الشعر عددا من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية، كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.
صدر له أكثر من 60 كتابا في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدرت أعماله في سبعة مجلدات عن دور نشر عدة في القدس وبيروت والقاهرة، تُرجم عدد كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية ولغات الأخرى.