مصرّا على منع الجماعات الإرهابية من العودة بسوريا إلى مربّع الأزمة الدموية التي شهدتها في السنوات الماضية، قرّر الجيش السوري تعزيز انتشاره في محيط مدينة حماة وسط البلاد، وإطلاق هجوم كاسح لاستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة الإرهابيين في محافظتي حلب وإدلب.
أكد الرئيس الأسد أن سوريا “مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم”. مؤكدا إنها “قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية”.
قامت وحدات من القوات المسلحة السورية العاملة على اتجاه ريف حماة الشمالي، بتعزيز خطوطها الدفاعية بمختلف الوسائط النارية والعناصر والعتاد، وتصدت للتنظيمات الإرهابية ومنعتها من تحقيق أي خرق، وفق ما أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة “سانا”.
كما تمكنت القوات المسلحة، بحسب المصدر، من “تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، فيما لاذ بقيتهم بالفرار”.
دكّ معاقل الدمويين في ريفي حلب وإدلب
وفي السياق، أفاد مراسلون في دمشق، باستهداف الطيران الحربي السوري والروسي تحركات للجماعات الارهابية في قرى حزارين والركايا بريف إدلب الجنوبي.
وأوضحوا أنّ الغارات استهدفت نقاطاً لـ “هيئة تحرير الشام” في محيط خان شيخون جنوبي إدلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.
كما أشار المراسلون، إلى أنّ الجيش السوري يحصّن مواقعه في حماة وشمالها، وهو يقف على خط تماس مباشر مع جنوب إدلب، مؤكّداً استعادة الجيش السيطرة على بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
ولفتوا إلى أنّ الجيش السوري “استعاد العديد من البلدات في ريف حماة الشمالي وصولاً إلى ريف حماة الشرقي”.
كما أوضحت الانباء بأنّ الجيش السوري “تصدى لمحاولات تقدم الجماعات الإرهابية في أقصى ريف حلب الجنوبي عند مطار أبو الظهور العسكري”، وأضافت بأن هذه الجماعات “فشلت في التقدم والسيطرة على بلدة خناصر وتل عرن وتل حاصل ومدن سفيرة ودير حافر وخفسة ومسكنة بريف حلب والتي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري الذي أفشل محاولات تسلل الجماعات الدموية في اتجاه بلدة سلمى بريف اللاذقية.
مئـــــات القتلـــــى ومليـــــــــــون نـــازح
في غضون ذلك، نزح أكثر من مليوني نسمة من مدينة حلب إلى المدن المجاورة بُعيد دخول الجماعات الارهابية.
وبينما يواصل سلاح الجو السوري والروسي دكّ معاقل الارهابيين في ريفي حلب وإدلب، أكّد التلفزيون السوري أنّ حصيلة الأيام الـ3 الماضية من تصدي الجيش السوري لإرهابيي “جبهة النصرة” قاربت الألف قتيل منهم.
في الاثناء، أكّدت وزارة الدفاع السورية في بيان أنه “لا صحة للأخبار التي نشرتها التنظيمات الإرهابية حول انسحاب الجيش السوري من حماة”، لافتةً إلى أنّ “هناك وحدات عسكرية تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة”.
حــــــــــــــــــراك دبلومـــــــــــــــــــاسي
وبالتوازي، يبرز حراك دبلوماسي لا يقل أهمية عن ما جرى على الأرض، حيث أجرى الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأيضاً مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، حيث كان محور المحادثات تأكيد الأسد أنّ الجيش السوري سيدافع عن الأراضي السورية، في مقابل دعم واضح في كلام السوداني وبن زايد للحفاظ على سلامة سوريا ووحدة أراضيها.
كما استقبلت دمشق أمس وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، الذي أجري محادثات مع القيادة السورية، عنوانها الرئيسي الهجوم الكبير الذي يحمل أبعاداً إقليمية واضحة.
للتذكير تأتي هذه التطورات الخطيرة في سوريا، بعد أن شنّت التنظيمات المنضوية تحت ما يسمى “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، يوم الأربعاء الماضي هجوماً واسعاً من محاور متعددة في جبهتَي حلب وإدلب.