حذّرت فرنسا، أمس، الكيان الصهيوني من انهيار وقف إطلاق النار في لبنان بسبب خروقاته المستمرة، وجاء التحذير في وقت أعلن فيه عن انفجار هائل في بلدة الخيام الحدودية بمرجعيون جنوب لبنان جراء نسف الجيش الصهيوني لعدد من المنازل والمباني.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن “انفجارًا هائلا وقع في بلدة الخيام فجرا، يرجح أن يكون العدو الصهيوني قد قام بعملية نسف لبعض المنازل والمباني”.
والسبت، ارتكب الجيش الصهيوني 24 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق إلى 62، وفق إحصائية تستند إلى إعلانات وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وتنوعت الخروقات الصهيونية بين قصف بالمدفعية والطيران الحربي والمسير، وتحليق بالمسيرات، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتوغلات، وتجريف طرقات، واضرام نار في سيارات وسحقها.
وأسفرت تلك الخروقات أمس عن استشهاد شخصين وإصابة 6 آخرين، ليرتفع إجمالي الضحايا في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار جراء ذلك إلى شهيدين و10 جرحى.
التـــــــــزام بوقـــــــــــــــف القتــــــــــــال
وعلى الرغم من الخروقات الصهيونية المستمرة لا تزال السلطات اللبنانية متمسكة باتفاق وقف إطلاق النار.
فقد أكد مسؤول لبناني رفض الكشف عن اسمه، أمس، أن لبنان لا يريد إعطاء الذرائع لرئيس الوزراء الصهيوني لشن حرب أخرى.
سنعــــــــــــود وسنبقـــــــــــــــى
هذا، وفي اليوم السادس لوقف إطلاق النار، تبدو شوارع جنوب لبنان أقل زحمة من الأيام الأولى لوقف إطلاق النار، باستثناء مداخل المدن الرئيسيّة كصيدا وصور، وداخل البلدات الجنوبيّة.
وعلى طول الخط الجنوبي، من صيدا وحتّى القرى الحدوديّة، يطغى مشهد الدمار. يخفت قليلاً في الساحل ليعود ويرتفع كلما اقتربنا من القرى الحدودية. هناك، تبدلت معالم المكان؛ مبان ومتاجر أصبحت على هيئة ركام، ورغم ذلك اختار الناس العودة إلى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم والاطمئنان على أقاربهم، بل وللبقاء ولو تحت خيمة كما تقول زينب بكري، التي أضافت للصحافة : “وصلنا إلى قريتنا يوم أمس، قدِمنا من بيروت، حيث كنا نازحين، أنا وكل أفراد عائلتي، المكونة من 6 أشخاص. ووجدت أن منزلي قد دمره الاحتلال، بكيت حينها، لكنني عشت الحزن ونقيضه، فأنا هنا موجودة في قريتي وقد انتهت الحرب؛ أتمنى ألّا تتكرر مرة أخرى، حتّى لو نصبنا خيمة وسكنا فيها أفضل من العيش مكان آخر”.
وفي بلدة كفرا الجنوبيّة، المحاذية لها، يبدو مشهد الدمار أقل وطأة، تقول عبير: “عدنا أخيراً بعد نزوح دام 66 يوماً، إلى حيث نشأنا وترعرعنا، لا مقومات الآن للحياة، لكننا متمسكون بالبقاء”.