أعطى الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، إشارة انطلاق إنجاز مشروع استراتيجي واعد ومهم بثلاث محطات لضخ الغاز في حاسي الرمل بالمكمن التاريخي، ورصد له غلاف مالي يناهز 2.330 مليار دولار، وتسلم محطة الوسط بداية من شهر أكتوبر 2026، على أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطات الوسط والشمال والجنوب 188 مليون متر مكعب يوميا.
اعتبر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، إطلاق هذا المشروع الطاقوي الهام، بالمكمن التاريخي حاسي الرمل، أحد أهم المصادر الرئيسية لإنتاج الغاز في الجزائر. ولم يخف في نفس السياق، أنه يعكس التزام المجمع المستمر بتطوير موارد الطاقة الوطنية والمحافظة على استدامة الإنتاج بوتيرة سلسة ومناسبة وبما يحقق تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق وطنيا ودوليا.
تدفق الإنتاج
خلال إشرافه، في المحطة الأولى للزيارة، على إطلاق مشروع إنجاز منشآت لتعزيز مكمن حاسي الرمل، في المرحلة الثالثة وفي الخطوة الثانية للمشروع، تم استعراض المشروع الاستراتيجي الذي وصفه بالعلامة الفارقة في مسار سوناطراك، وتأكد إنجازه وفق صيغة الهندسة والإبداع والبناء في إطار شراكة مع إتحاد شركات «بيكرهيوز» و»شوفو بينيون انترناشيونال أس.أر.أل» وكذا «تيكنيمونت أس.بي.أي»، ويتعلق الأمر بالشركاء الإيطاليين والأمريكيين.
وقال المسؤول الأول في سوناطراك حشيشي، إن الهدف الأساسي من المشروع، يتمثل في الحرص على مواكبة النضوب الطبيعي لمكمن حاسي الرمل الغازي وتعزيز قدراته، بما يضمن استمرارية تدفق الإنتاج. على اعتبار أن الكمية الحيوية والمعتزلة من إنتاج هذا المكمن المهم، تلبي طلب السوق وفي نفس الوقت ينتظر منها تعزيز القدرات الوطنية في الوفاء بالالتزامات الدولية تجاه الشركاء. وقال حشيشي إن هذا المشروع يعول عليه في ترسيخ مكانة سوناطراك كشريك موثوق ومزود رئيسي في سوق الطاقة العالمية.
وخلال شرحه وتفصيله في أهمية هذا المشروع الاستراتيجي، أوضح الرئيس المدير العام حشيشي أن المشروع متكامل لإنجاز منشآت لتعزيز قدرات المركب، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه يتضمن سلسلة من الأعمال المتخصصة، على غرار إنشاء ثلاثة طوابق ضغط على مستوى المحطات المركزية والشمالية والجنوبية بإجمالي 20 شاحنة توربينيا، بالإضافة إلى إعادة تكييف شبكة تجميع الغاز الحالية.
وتشمل الأشغال إنشاء ثلاث وحدات لإزالة الزئبق من المكثفات، مع توحيد خطوط المعالجة بين وحدات إنتاج المكمن وكذا عمليات ربط المرافق لحيوية، على غرار شبكة المياه المتخصصة من أجل مكافحة الحرائق ونظام هواء الأدوات وهواء الخدمة، بالإضافة إلى كل من نظام الشعلة ونظام الديزل ونظام النتروجين. علما أن الهدف الجوهري يتمثل في تأمين التكامل بين العمليات وضمان استمرارية الأداء.
وكشف الرئيس المدير العام لسوناطراك، عن الآجال المنتظرة لانتهاء أشغال هذا المشروع الاستراتيجي، وقدرها بالنسبة للمحطات المركزية والشمالية والجنوبية بـ33 و36 و39 شهرا، وعلى ضوء هذه الآجال يرتقب أن ينطلق في تشغيل طوابق التعزيز الثلاثة في أكتوبر 2026 وجانفي 2027 أفريل 2027.
وحرص حشيشي على تسليط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية لهذا المشروع في سياق جهود تعزيز القدرات الوطنية في إنتاج الطاقة. وذكر أنه يعد جزءا هاما من الرؤية الاستراتيجية المعتمدة من طرف مجمع سوناطراك، لأنها تعتبر عنصرا رئيسا في مخطط التطوير ويرمي كذلك إلى تكريس الاستدامة الطاقوية وضمان أعلى معايير الجودة والسلامة في جميع مشاريع سوناطراك، لتحافظ على مكانتها كمحرك للاقتصاد الوطني، بل وداعم قوي للتنمية المستدامة في الجزائر بل ومؤسسة رائدة ضمن طبيعة شركات الطاقة العالمية.
وأثنى حشيشي على اتحاد شركات «بيكر هيوز» و»تيكنيمونت اس.بي.أي»، وعلى تعاونهم المثمر، مشيدا بجهود إطارات المجمع. ودعا الجميع إلى مواصلة استكمال الأداء بشكل يحقق المزيد من المكاسب.
احترام الآجال
وأكد يوسف لوصيف مدير جهوي بحاسي الرمل، أن المشروع سيسمح باستئناف نشاط الاستكشاف والإنتاج. ووصف المشروع بالاستراتيجي للجزائر، من أجل منحها دورا رائدا في تزويد السوق الداخلي والأسواق الخارجية، بطاقة الغاز ومشتقاته ومن ثم الانسجام مع التحول الطاقوي. وأفاد بأنه تم إبرام العقد مع الشريك «بيركوهيد» في مارس 2024، ثم جاءت الدراسات المدققة مع الشريك الإيطالي في مدينة ميلان. وراهن ذات المتحدث بدوره على الانطلاقة الرسمية في عملية البناء، على أن تشغل محطة الوسط للإنتاج في أكتوبر 2026.
وكشف مدير المشروع صادق سنوسي، أن تكلفة المشروع تناهز 2.330 مليار دولار، من بينها 32٪ تنفق بعملة الدينار الجزائري، مؤكدا في سياق متصل أن الطاقة الإنتاجية للمحطات الثلاث تقدر بحوالي 188 مليون طن متر مكعب معيار يوميا.
ومن المنتظر، أن تضخ محطة الوسط 42 مليون متر مكعب يوميا وتمتد على مساحة 16 هكتارا. ومحطة الشمال ستنتج 110 مليون متر مكعب يوميا، وتمتد على مساحة 32 هكتارا. في حين محطة الجنوب 36 مليون متر مكعب يوميا تقدر مساحتها 14 هكتارا.
ويراهن مسؤولو شركات إيطالية وأمريكية، شريكة في إنجاز هذا المشروع الطاقوي الضخم، على إمكانات الجزائر الطاقوية وموثوقيتها في تأمين الطاقة للأسوق الداخلية والدولية، مشيدين برؤية سوناطراك، لأن المشروع يسير بسرعة منذ إبرام العقد وينتظر أن يكرس الجودة والاستمرارية.
وتتمثل المحطة الثانية من زيارة الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك والوفد المرافق له، تدشين مشروع 200 شقة سكنية «ستديو» وملعب كرة قدم بقاعدة الحياة 20 أوت 1955 لفائدة المديرية الجهوية حاسي الرمل «قسم الإنتاج ونشاط الاستكشاف والإنتاج».
وفي المحطة الثالثة من الزيارة، أشرف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك على تدشين إدارة المديرية الجهوية لسوناطراك، نشاط النقل عبر الأنابيب حاسي رمل.