طباعة هذه الصفحة

“الشعب” ترصد أجواء المشاركة الجزائرية في مهرجان “أوريونتاليس” بمونريال

فرقة إمزاد تصنع الفرحة ونسيم جزمة يعيد أبناء جاليتنا إلى نشوة الأفراح والسّهرات

مراسلتنا: ز ــ نسمة

شاركت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في الطّبعة الرابعة لمهرجان “أوريونتاليس”، الذي أقيم بمدينة مونت ريال من 29 أوت إلى غاية الأول من سبتمبر، كاشفة عن طبوع الجزائر المتنوعة وإرثها الفني والثقافي المشكّل أحد هويّتها المتميّزة. وتركت المشاركة الجزائرية انطباعا خاصا لدى الزوّار، الذين اكتشفوا التنوع الثقافي الوطني مصدر قوة وتلاحم واعتزاز عبر العصور. هذا ما رصدته “الشعب” بكندا وتقدّم تفاصيله في هذا الاستطلاع.

يدخل هذا في إطار ديناميكية ترقية الثقافة الجزائرية على الصعيد الدولي. “أوريونتاليس” هو مهرجان ثقافي محض يشارك فيه فنانون من شتى دول المشرق،
وكذلك من البلاد العربية. وكما تقول السيدة ليلى محيون، المديرة العامة النائبة للمهرجان (الجزائرية الأصل) لـ “الشعب”: “يتميز أوريونتاليس بصبغة فريدة من نوعها على كل المهرجانات التي تقام بمونتريال، وذلك بفضائه الذي يجعل زائره يحسّ وكأنه يدخل مدينة عربية”.
عدّة دول عربية شاركت في هذا المهرجان، منها العراق، موريتانيا، مصر، المغرب،فلسطين. وضمن ذلك شارك الجزائريون بما فيهم من فنانين وجمعيات ثقافية من الجالية الجزائرية، بل ولم تكتف الجالية الجزائرية بمشاركتها فقط، بل ورافق الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي عشرين فنانا جزائريا، الذين من خلال مشاركتهم زادوا المهرجان نجاحا
ونكهة خاصة للطبعة الرابعة لهذا المهرجان بفضل المستوى الراقي الذي قدّموا به إنجازاتهم.
فرقة إمزاد أطربت الجميع بنوعها المتميز،
وفجّرت سماء مونتريال بكوكتيل (ترقي) فريد، حيث أدخلت عليه نوع البلوز الذي زادها صبغة خاصة. فرقة تارباعت هي الأخرى أدخلت نوعا من الفرح والسرور على الجمهور والحضور، الذين رقص كبارهم وصغارهم على الطبوع المختلفة من العاصمي إلى القبائلي إلى الترقي، مستعيدين ذكريات الأفراح في الوطن الذي يسكن قلوبهم.
أما نسيم جزمة فتألّق هو الآخر في الحفل البهيج الذي أقامه في النوع الموسيقي الحديث بصوته العذب الصافي. غنّى نسيم بكل كيانه وروحه، وغنّى معه الجمهور الحاضر الذي لم يتوقّف منذ بداية الحفل عن طلبه من الفنان أن يؤدّي أغنيته الشهيرة “روميسا”. كان الحفل بهيجا أطرب به نسيم الجميع وأبكاهم. لقد كانت مفاجأته حيث غنى نشيد “من جبالنا”، الكل ردّد معه بصوت مرتفع شاهق في جو من الصّمود والخشوع لا مثيل له.
أغنية “طاعبرت” التي زادت حالة الإستئثار، تدفّقت على المتفرّجين الذين أصبحوا بهذه الأغنية كتلة واحدة مع الجوق، سالت الدموع واقشعرت الأفئدة واهتزّ الفضاء كلّه بالزّغاريد لمّا نطق نسيم بكلمة الجزائر، أرض الحب  وأرض الوالدين. تجاوب معه الجمهور من جديد من رجال ونساء وشباب، الكل صفّق
وغنّى “الجزائر يا عينية”. لم يكن الجمهور متكونا من الجالية الجزائرية فقط، بل كان هناك كنديون، حيث قال شارل أحد المتفرجين في شهادته لـ “الشعب”: “لم يسبق لي أن رأيت صديقي محمد الجزائري يبكي”، مضيفا أنّه لم يعرف مدى حب الجالية الجزائرية للبلد الأم، وكيف لا بما أنّها أرض الوالدين كما ردّدها نسيم جزمة.
 


مصطفى رحموني:
 “الوكالة الجزائرية
للإشعاع سفــيرة
 الثّقافة والفنّ  الوطني”

 لم نترك الحفل يمر مرور الكرام دون إجراء حديث مع مصطفى رحموني، رئيس قسم الموسيقى والعروض الحية بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، الذي لم يتردّد في الرد على أسئلتنا بخفّة الرّوح والنّفس، وبقلب حار حرارة التظاهرة الغنائية التي كانت الطبوع الجزائرية فيها سيدة الغناء على الاطلاق.
❊ الشعب: ماهي انطباعاتكم حول مشاركتكم في هذا المهرجان؟
❊❊ مصطفى رحموني: هي أول مشاركة للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي في مهرجان ثقافي بكندا كأوريونتاليس، ما أريد أن أقوله هو أن بَعْد الجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا، أكبر جالية جزائرية تتواجد هنا بكندا وبقوة.
لقد لاحظنا أن المتوافدين على هذا المهرجان من العاصمة، قسنطينة، تيزي وزو ووهران. الجزائر بكل جهاتها من الشرق إلى الغرب
ومن الشمال إلى الجنوب متواجدة بكندا، فمن خلال مشاركتنا في هذا المهرجان نريد لأفراد جاليتنا أن تحسّ بوجود الفنانين الجزائريين.
❊ وماذا عن حضور ممثلي القنصلية الجزائرية بمونتريال؟
❊❊ حضر مندوب القنصل العام بمونتريال السيد شعبان برجة سهرة السبت ويوم الأحد بعد أن وعدنا بحضوره.
❊ كيف كان تجاوب الجمهور الممثل للجالية الجزائرية؟
❊❊ كان رائعا للغاية، الجزائر كلها كانت حاضرة. كان الفنانون الجزائريون مبدعين للغاية، لكن أقوى لحظة خلال كل هذا المهرجان كانت لمّا غنى نسيم جزمة “من جبالنا”.
كممثل الوكالة الجزائرية للإشعاع الجزائري، أودُّ أن أقول أنّنا نعمل ما بوسعنا لمساعدة الفنانين الجزائريين ولترقيتهم في الخارج،
وترقية الثقافة الجزائرية من كل ربوع الوطن، لكن الفضل يرجع لهم أيضاً حيث أنّهم أبدعوا ورفعوا راية الجزائر في أكثر من مناسبة في العديد من عواصم العالم.