طباعة هذه الصفحة

موقع أثري تحت مجهر المختصّين في التراث

”قبر الرومية” ببومرداس.. معلم ثقافي بأبعاد سياحية

بومرداس: زـ كمال

 

كان الموقع الأثري الجنائزي الواقع ببلدية اولاد عيسى شرق بومرداس، محطة جديدة للجولة الرابعة من الجولات التاريخية والأثرية التي تشرف عليها مديرية الثقافة والفنون، بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الثقافية المحلية ومختصين في الاثار والتراث، بهدف التعريف به وجمع أكبر قدر من المعلومات والخصائص تمهيدا لعملية التسجيل ضمن قائمة الجرد الاضافي والتصنيف الوطني.


 تتواصل الجولات التراثية والتاريخية التي شرعت فيها مديرية الثقافة والفنون لبومرداس ضمن برنامج خاص يسعى إلى استكشاف أهم المعالم والمواقع الأثرية التي لا تزال طي النسيان وبحاجة إلى تعريف ونفض غبار السنين عنها، حيث كان الموعد هذه المرة ببلدية اولاد عيسى التي تحتفظ بمعلم روماني ضارب في عمق التاريخ، ويتعلق الأمر بالمعلم الجنائزي الذي يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين الثالث والرابع ميلادي، حيث يتم حاليا جمع كافة المعلومات التاريخية بناء على الدلائل المادية والمنحوتات لإعداد ملف من أجل تسجيله ضمن قائمة الجرد الاضافي للممتلكات الثقافية الولائية، تمهيدا لتصنيفه كمعلم وطني بإمكانه الاستفادة من مشروع تهيئة.
وقد أظهرت المعلومات التاريخية الأولية المقدمة من قبل المشرفين على الجولة التراثية التي حطت بالموقع الجنائزي المعروف باسم “قبر الرومية” المتواجد بمنحدر جبل بكوش ببلدية اولاد عيسى، وخاصة الزخارف والمنحوتات وأساسات الجدران أنه يعود للفترة الرومانية، حيث يمتد على مساحة 5.5 متر وارتفاع بحوالي 4 م، وبداخله غرفة جنائزية بها أربع جدران مقوسة، مشكلة بالأحجار المصقولة، وهي عبارة عن صفوف من البلاطات مغطاة بطبقة سميكة من الاحجار، وهو استكشاف يبقى بالنسبة للمهتمين بعلم الاثار مهما وذا قيمة تاريخية وعلمية، فيما يبقى مجهولا وغير معروف بالنسبة لمواطني الولاية.
وتشكل مثل هذه الجولات التراثية التي مست عدد من المواقع والمعالم الأثرية والدينية المنتشرة بعدة بلديات من بومرداس، على غرار الموقع الأثري “حجرة زق الطير” بقرية الطرفة ببلدية يسر والمعلم الديني العريق زاوية سيد اعمر الشريف ببلدية سيدي داود ومغارات “ماركون” الواقعة بقرية احمادن ببلدية اعفير، فرصة للتعريف بالإرث التراثي المادي واللامادي الذي تزخر به الولاية، لكنه بعيدا عن التداول وبعضها يتعرض مع الوقت للإهمال والنهب وتأثيرات الظروف الطبيعية بسبب غياب الحماية والمتابعة؟
وكل هذا يرجع لعدم التصنيف وطنيا حتى يحظى بعميات الدعم والتهيئة بمشاريع بإمكانها الحفاظ على مثل هذه الكنوز التاريخية، حتى تساهم مستقبلا في دعم الارث الثقافي الوطني والمحلي، وتكون رافدا مهما في الجانب السياحي.