بينما تتوالى التصريحات من مصادر مختلفة حول قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفي حين أكد وزراء في الحكومة الصهيونية أن أسبابا “سرّية ومعقدة” تدفع لاختيار الاتفاق رغم التباين الداخلي بشأنه، يتواصل التصعيد على الجبهة اللبنانية، حيث ارتقى عشرت الشهداء بينما دمّرت صواريخ المقاومة آلاف المنازل والمواقع داخل الكيان الغاصب.
استشهد 37 شخصا وأصيب آخرون، خلال الساعات الماضية، جراء غارات جوية صهيونية على مناطق متفرقة في جنوب لبنان وشرقه.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية نقلا عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة باستشهاد 23 شخصا وإصابة عشرات آخرين في غارات متفرقة على قضاء صور بمحافظة الجنوب.
وفي المحافظة نفسها ارتقى لبناني وأصيب 7 آخرون في غارة على قضاء صيدا جنوب البلاد.
وفي النبطية (جنوب)، شن الطيران الصهيوني سلسلة غارات استهدفت عدة قرى وبلدات أدت إلى استشهاد 8 لبنانيين وإصابة آخرين.
وتركزت الغارات الصهيونية في النبطية على بلدات يحمر الشقيف، وعبا، وجبشيت، وحبوش، ومرج زبدين، ورومين، ودير الزهراني وفق الوكالة الرسمية.
كما شن طيران العدو غارة ليلاً على بلدة الخيام بقضاء مرجعيون بالنبطية، بالتزامن مع قصف مدفعي، وغارة على بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وأفادت الوكالة باستشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين في غارة استهدفت بلدة النبي شيث في بعلبك الهرمل شمال شرق لبنان.
وفي محافظة جبل لبنان (وسط)، شن الطيران الحربي الصهيوني غارة على قرية الشويفات بقضاء عاليه أدت إلى استشهاد امرأة وإصابة 6 أشخاص.
وفي الاثناء، قالت صحيفة صهيونية أمس الثلاثاء، إن هجمات “حزب الله” دمرت وألحقت أضرارا بـ 8834 مبنى و7029 مركبة و343 موقعا زراعيا شمال الكيان الغاصب. وذكرت أنه في المستوطنات الواقعة على طول خط المواجهة مع لبنان، “لا يوجد تقريبا أي مبنى لا يتطلب التجديد أو الهدم وإعادة الإعمار”.
وأضافت الصحيفة أن حجم البلاغات الواردة من سكان الشمال بشأن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم جراء سقوط صواريخ حزب الله تجاوز 17 ألف بلاغ.
ووصفت حجم الدمار في مستوطنة كريات شمونة بأنه لا يُصدق مؤكدة أن -وحده- ترميم المدارس المتضررة في المدينة سيستغرق نحو 4 أشهر.
كما أوضحت أن (38 مليون دولار تقريبا) دفعت حتى الآن لسكان مدن حيفا وعكا وطبريا تعويضا عن خسائرهم.
ومنذ بدء المواجهات في الثامن من أكتوبر 2023 غداة بدء الكيان الصهيوني حرب على غزة، أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على المستوطنات والمدن الصهيونية.
والأحد فقط، أطلق الحزب 340 صاروخا على مناطق عدة بينها تل أبيب وحيفا ونهاريا.
شكــــــوى إلــــــــى مجلـــــس الأمـــــن
من ناحية ثانية، أعلن لبنان، أمس الثلاثاء، اعتزامه تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ردا على استهداف الجيش الصهيوني المتواصل والمتعمّد لجيشه، منذ بدء عدوانه، والذي تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية.
وقالت الخارجية اللبنانية في بيان، إنها “أوعزت إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى جديدة أمام مجلس الأمن الدولي ردًا على استهداف الاحتلال المتواصل والمتعمّد للجيش اللبناني”.
وأضاف البيان ان قوات العدو “تستهدف الجيش منذ بدء عدوانها على لبنان قبل سنة، والذي تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية”.
وأوضح البيان أنه في الفترة الممتدة من 17 ولغاية 24 نوفمبر الجاري، ارتقى 10 عناصر من الجيش وجرح 35 آخرين بينهم حالات حرجة، بـ«اعتداءات صهيونية خطيرة على الجيش ومراكزه وآلياته في مناطق الماري والصرفند وطريق برج الملوك-القليعة والعامرية في جنوب لبنان”.
ودعا البيان “الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الجيش، واعتبارها خرقا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701”.
واعتبر أن الجيش اللبناني يشكل الركيزة الأساسية في تطبيق القرار وضمان الأمن والاستقرار المستدام جنوب لبنان، من خلال بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحدودها المعترف بها دولياً، بالتعاون الوثيق مع قوات اليونيفيل.