أكد مشاركون في أشغال ملتقى دولي حول المياه نظم، أمس الأربعاء، بجامعة البليدة-1، أن حل مشكل نقص الأمطار الناتج عن التغيرات المناخية، يكمن في التوجه نحو استغلال المياه المحلاة والمياه المستعملة المصفاة.
شدد خبراء وأساتذة من عدة جامعات وطنية وأجنبية خلال أشغال الملتقى الدولي الأول حول موضوع “المياه، البيئة والتغيير المناخي”، أن حل مشكل نقص المياه الذي أضحى يطرح بشدة في السنوات الأخيرة بفعل التغيرات المناخية، يكمن في الخصوص في الاستثمار في إنجاز محطات تحلية المياه من جهة واستغلال المياه المستعملة بعد تصفيتها بإيجاد حلول للجزيئات الناشئة الموجودة بها والتخلص منها، من جهة أخرى.
واستعرض الخبير والمستشار الدولي في المياه، أحمد كتاب، في مداخلته “الجهود الجبارة” التي بذلتها الجزائر في مجال توفير المياه للمواطنين كلفتها خلال 20 سنة الأخيرة 60 مليار دولار وجهت لإنجاز 81 سدا، لافتا إلى أن “التغيرات المناخية وقلة الأمطار أثرت كثيرا على هذه الجهود، لأن هذه السدود مملوءة حاليا بنسبة 30٪ فقط”، على حد قوله.
وأكد أن الحل يكمن في إنجاز محطات تحلية مياه البحر الذي أولت له الدولة أهمية بالغة في السنوات الأخيرة، بإنجازها لعدد هام من المحطات سيبلغ عددها 27 محطة بحلول سنة 2030، ستوفر ملياري متر مكعب من المياه يوميا.من جهتها، أوضحت الأستاذة في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بسغوان (تونس)، ريم رياحي، وهي رئيسة مشروع جزائري- تونسي خاص بالجزيئات الموجودة في المياه المستعملة، أن فريق بحث مشترك بين البلدين عمل على إيجاد حلول للجزيئات الموجودة في المياه المستعملة الناجمة عن المواد الصيدلانية التي تحتوي على مواد سامة مسرطنة، تهدد المياه الجوفية المشتركة بين البلدين والعديد من الدول المغاربية كليبيا وموريتانيا.
في هذا الشأن، قالت رئيسة الملتقى، خليدة بوتماق، إن الجهود الجزائرية-التونسية انصبت خلال السنوات الثلاث الأخيرة على إيجاد حلول وتطبيقات للتخلص من الجزيئات الناشئة الموجودة بالمياه المستعملة الناجمة عن المواد الصيدلانية واستغلالها في ميادين مختلفة، على غرار السقي والصناعة.