عرفت ولاية الطارف إقبالا كبيرا للمصطافين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن ليستمتعوا بشواطئها، التي يزيدها جمال مناظرها الطبيعية الخلابة سحرا وجاذبية، مما جعلها قبلة لمختلف العائلات التي تبحث عن الراحة، خاصة وأن شريطها الساحلي يمتد على طول 90 كيلومترًا، بمجموعة من الشواطئ والخلجان الطبيعية، ذات الجمال الآسر.
تجولت “الشعب” بالشاطئ لتنقل لكم هذه الآراء التي جمعتها على لسان بعض من المصطافين الذين يفضلون “كاب روزا” لما يتميز به من سحر.
المياه النقية وصخرة “رأس الغوريلا” ...متعة لا تضاهى
سألنا أحد المصطافين المتواجدين على الشاطئ والذي قدم من ولاية قسنطينة فقال: “سهولة التنقل إلى هذا الشاطئ جعلتني اسير لمدة تفوق الخمس سنوات هذا المكان، خاصة وانه يتمتع بموقع فريد من نوعه، فالقادم اليه يجد نفسه مجبرا على اختيار دخول هذا الموقع الطبيعي الخلاب عبر الطريق الوطني رقم 84 أ إلى غاية منطقة سوق “رقيبات” ومنها إلى طريق كثيرة المنعرجات وذلك وسط غابة تكثر بها أشجار الكاليتوس والصنوبر البحري وبلوط الفلين، وتطل هذه الطريق كذلك على بحيرة “الملاح” مما يعطي الزائرين فرصة الاستمتاع بالمنظر الجميل”.
أما “محمد” قدم اليه من مدينة القالة فيقول: “الموقع تحفة طبيعية تدعو الزوار إلى البقاء فيه لأطول فترة ممكنة وكثيرا ما يبقى المصطافين الى ما بعد الغروب للظفر بسحر معانقة الشمس للبحر لحظة وداعها له” واضاف قائلا: “يعتبر الغطس من الهوايات المنتشرة هنا بل هو من الشواطئ التي تستقطب محبي هذه الهواية بسبب نقاء مياهه، ما يجعلهم يتخلصون من كل اسباب التوتر والمتاعب المتراكمة، ورغم انني لست غطاسا الا انني استمتع بمنظرهم وهم يغوسون في اعماق هذا الشاطئ في جولة اتمنى القيام بها”·
أمينة سيدة في الأربعين من عمرها وجدناها على شاطئ “كاب روزة” مع اطفالها سألناها عن المكان فقالت: “في الحقيقة هو المكان المفضل لأطفالي بسبب مياه البحر النقية والمناظر الطبيعية المحيطة به، ولعلّ توفر الأمن بصفة ملفتة يجعله الأمثل لاستجمام العائلات برماله الذهبية بكل طمانينة، وانا كواحدة ممن يواظبون على القدوم الى هذا المكان فأجمل ما أجده فيه صخرة “راس الغوريلا” التي تتموقع في شموخ فوق مياهه، والتي يحبذها الشباب من اجل ابراز مهارتهم في الغطس والسباحة على مسافة طويلة”.
مصطافون يستمتعون بآخر أيام الصيف
ورغم ان موسم الاصطياف لم يتبق منه إلا أياما معدودة، لكن ذلك لم يمنع محبي البحر من مواصلة الإقبال على شاطئ “كاب روزا” بالقالة، من أجل التمتع السباحة والاسترخاء، خصوصا وأن الدخول الاجتماعي على مرمى حجر.
ويبعد شاطئ “كاب روزة” عن مدينة الطارف بـ 20 كم، يعد الوجهة الأولى للمصطافين بالمنطقة الشرقية للبلاد، خاصة سكان مدينة القالة وما جاورها، هو أحد الشواطئ الثمانية لبلدية القالة من مجموع 15 شاطئا مفتوحا للسباحة، يمتد على طول 2 كلم غرب المدينة يعرف برماله الذهبية والوادي الذي تتخلل مياهه الباردة حتى خلال الأوقات التي تشهد اكثر حرا، ما يسمح للمصطافين بالاستحمام و التخلص من ملوحة مياه البحر قبل مغادرة الشاطئ.
وبعد تسجيل رحيل مصطافي شهر أوت الفارط والذين فاق عددهم كل التوقعات واستمر إلى غاية عشية الموسم الدراسي، فإن شاطئ “قمة روزة”، استعاد الحيوية مع مصطافين مع نوع آخر، إنهم أولئك من الذين يفضلون الاستجمام خلال فترة الخريف، وما يحمل بين طياته من اعتدال في الجو،ونقاوة مياه البحر، وقلة الحركة بالشواطئ ، فتجد مجموعات متناثرة هنا وهناك، مثبتين شمسياتهم على الرمل، ما جعل الشاطئ يبدو أكبر مساحة من المعتاد، وحتى أكثر سحرا ما يمنح الناظرين متعة زرقة البحر التي تلتقي مع زرقة السماء.
نقص فادح في هياكل الإيواء
ومقارنة بالمواسم السابقة، عرفت شواطئ ولاية الطارف ككل وخصوصا “كاب روزا” التي تعد قبلة ووجهة مفضلة للسياح توافد غير مسبوق للمصطافين خلال هذه الصائفة، غير أن هذا الزحف البشري الهائل قابله معاناة أمام نقص مرافق الإيواء، وهو ما أكده احد المصطافين من ولاية تبسة الذي أعتبر هذا الأمر “نقطة سوداء تطبع أجواء موسم الاصطياف كل سنة، في ظل العجز المسجل في هياكل الإيواء والاستقبال”، وفي هذا الإطار أكد لنا أحد المهتمين بالمجال السياحي وناشط بالحركة الجمعوية “علي-ب” انه لم يعد هياكل الإيواء والاستقبال الحالية الاستجابة لحاجيات المصطافين المتزايدة، والذين واجهوا متاعب كبيرة في الحصول على مكان للمبيت بالفنادق المحجوزة عن آخرها بالرغم من غلاء الأسعار، فيما دفعت هذه المشكلة بالعائلات إلى كراء شقق الخواص التي التهبت أسعارها وأصبحت تصل إلى 5 ألف دينار لليوم الواحد”.
وفي هذا الصدد، قال “صالح الدين”: “آتي وأصدقائي إلى شاطئ “كاب روزا” على اعتبار انه قريب من ولايتنا قالمة لنقضي فيه مدة شهر كامل نتمتع بالبحر وزرقته، والشيء الذي يشدنا فعلا إليه هو الليل، أين تتاح لنا فرصة الحضور إلى الحفلات الفنية الساهرة بمدينة القالة القريبة من الشاطئ، بالأخص المسرح المقام في الهواء الطلق، كما نمارس ألعابا ومنافسات مختلفة، تشارك فيها جل العائلات، وبسبب هذه الوضعية أصبحنا نبيت في العراء وهذه تجربة لم نعهدها ولكنها مميزة وخاصة جدا”.