طباعة هذه الصفحة

انجزت بباب الوادي في إطار تغيير وجه العاصمة

دليلة أوزيان

نافورة حديقة طالب عبد الرحمان تحولت إلى مسبح للأطفالمن المعقول أن تتحول النافورات في المناطق الداخلية، التي لا تتوفر على مرافق ترفيهية للأطفال وفضاءات تنسيهم تعب وكدّ سنة دراسية كاملة إلى مسابح يجدون فيها متنفسا لهم هروبا من حرارة الشمس التي تميز موسم الصيف، مثلما هو حال جميع النافورات المنجزة في مثل هذه المناطق.

ما يثير الاستغراب أن نجد مثل هذه السلوكات غير الحضارية في حديقة تقع في قلب العاصمة، ويتعلق الأمر بحديقة طالب عبد الرحمان بباب الوادي، التي تقع على بعد بضعة أمتار من مسبح و شاطئ الكتاني؟؟                                              
أكثر من هذا، و ذاك فإن نافورة الأمل التي أنجزتها السلطات المحلية منذ أربع سنوات وسط الحديقة بهدف تزيينها وتلطيف أجوائها من خلال المجسم الذي صنع على شكل شجرة تتدفق منها المياه والذي يعطي لزوارها شعورا بانتعاش وراحة أكبر، تقترف فيها مثل هذه السلوكات غير الحضارية أمام مرأى الأولياء الذين اعتادوا مرافقة أبنائهم إليها للترويح عن النفس والاستمتاع بهذا الديكور المميز للحديقة، خاصة عندما تنقطع المياه لثوان ثم يعود للجريان من جديد.
للأمانة فقط، نقول أن مثل هذه التصرفات المشينة التي تشوّه وجه العاصمة وتعطيها صورة غير لائقة بها، تتكرّر كل موسم اصطياف، رغم الملاحظات التي يوجهها بعض زوارها لأولياء هؤلاء الأطفال، معبرين فيها عن استيائهم لما آل إليه هذا الفضاء الترفيهي…. هي تتكرّر رغم الكتابات الصحفية التي تشدّد على إصلاح الوضع.
في الأخير، نقول إنه لو استمر الوضع على هذا الحال لتحوّلت نافورة طالب عبد الرحمان إلى هيكل بلا روح، والخاسر الأكبر فيها هم القاطنون بباب الوادي، الذين اعتادوا التردّد على المكان لكسر الروتين اليومي، ونسيان مشاكل الحياة اليومية. كما يقتضي الأمر تدخل السلطات المحلية لباب الوادي لتحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة، لاسيما و أن باب الوادي يقصدها الزوار من جميع الولايات الأخرى طلبا للاستجمام و الراحة في ظل النقص المسجل في مثل هذه المرافق..
الجدير بالإشارة إليه، أن نافورة الأمل التي تتوسّط حديقة طالب عبد الرحمان التي تمّ انجازها سنة 2010، تندرج ضمن المشاريع التي تدخل في إطار إعطاء الوجه الحسن للمدينة.
وتعدّ هذه النافورة الثالثة من نوعها في العالم، حيث أنجزت الأولى في مارسيليا بفرنسا، والثانية في شنغهاي بالصين والثالثة في باب الوادي بالعاصمة.