طباعة هذه الصفحة

في الـــتّــرجـــمـــة والـــتـــّألـــيـــف والإبـــداع الأدبــــــي

عـــمــــار قـــواســـمـــيـــة يـــوقــــع إصــــداراتــــه الجــــديـــــدة

فاطمة - و

 

 سجّل الكاتب والمترجم عمار قواسمية حضوره في الطبعة 27 من المعرض الدولي للكتاب بـ 4 إصدارات جديدة، في التأليف والترجمة والإبداع الأدبيّ، وهي كتاب “الجراحة والطب لدى العرب”، “تجليات التراث العربي في تأسيس المصطلحية الحديثة لعلم النفس”، “لا سمح الله”، و«أحب لغتي وقصص أخرى”.


 أشار عمار قواسمية إلى أنّ كتاب الجراحة والطب لدى العرب، ألّف في نمطه الكثير البثير، في عالمنا العربيّ جميعه، ووطننا الجزائري خصوصه قائلا: “ممكن أن نُصنفه فيما يصطلحُ عليه بالثقافة العربية في اللغات الأخرى”. وكتابنا - والحال هذه - ينضوِي تحت التّصنيف “الثقافة الجزائرية في اللغة الإنكليزية”. وما يُميز مُحتواه أُنه استفرد بالتطرق إلى جانب واحد بعينه من جوانب المُجتمع الجزائري إبان الاحتلال، وأَعني “الممارساتِ الطبية الشعبية”.
وأوضح أن عُنوان الكتاب لم يردْ في أي مَوضع من الكتب والمؤلفات والمصنّفات والكَشافاتِ العربيَّةِ، ومع ذلك فقد لمح إليه المُؤرخون والبَاحثونَ الجزائريُّونَ تَلميحا لطيفا أو طفيفا جعلَه يخُوض غِمار البَحثِ الدَّقيق والتَّنقيب العَميق ليستخرجَهُ من بُطُون المَخطوطاتِ ويدْلُفَ إلى ترجمته.
وأضاف: “وإنَّهُ لَمِما يُبْهِج النَّفس ويُقوي النفس أن يُكرِمَني المَولى عز وجل بإيجادِ الكتابِ وترجمته، بعد كل هذه السَّنوات! وكأنّني أُحقق أُمنِية الفاضِلَينِ العالِمَينِ الباحِثَينِ أبي القاسم سعد الله وعبد الله ركيبي، وهُما ممن لمح إلى وجود الكتاب. وأرجو أنْ نقدم بهذا العمل خدمة للوطنِ باسترداد مَوروثِنا الثقافيِّ وتوثيقِهِ، وخِدمةً للُغتِنا العربيَّةِ العَتِيدةِ بفرضِ وجهِها الأصيل ورفض الإفرنجي الدخيل”.
ويقول قواسمية إنّ كتابه الثاني الموسوم بـ “تجليات التراث العربي في تأسيس المصطلحية الحديثة لعلم النفس” يهدف إلى مقاربة المصطلح النفسي في الفكر العربي، وإلى أي حد فرض نفسه في الدراسات النفسية المعاصرة، آملا من وراء ذلك الإلمام بخصائص المصطلح النفسي العربي والإحاطة بالمناحي (المنهجية ـ التطبيقية) التي تَمَثَّلَها؛ حيث حاول بعث قراءة التراث على الطريقة الجديدة؛ ليبرز دور الترجمة في تناقل المصطلحات بين الحضارات واللغات المختلفة، لا سِيَّما العربية وما أقرضت واستقرضت.
ويضيف “هذا المُؤلّف رد اعتبار للتراث الفكري العربي في جنب المصطلح النفسي؛ لكون كثير من المفكرين والباحثين تَنكّروا لآثار الأقدمين العرب وما قدَّموا في جنب العلوم المتنوعة، لا سيما علم النفس، وجعلوه من ابتكار المدارس الغربية، وكذلك بَيَّن هذا المُؤلَّف شُح المترجمين في التماس أقرب المصطلحات المقابلة لِما يفد من المصطلحات الأجنبية، كما بَيَّنَّا خلال هذا التأليف نَزارة المصطلحية النفسية الحديثة في شقها المتعلق بالأمراض (العقلية النفسية) بالمقارنة بما وضعه الأقدمون أصحاب هذا التراث العظيم”.
وفي سياق آخر، ذكر عمار قواسمية أنّ إصداره الثالث “لا سمح الله” عبارة عن نص مسرحي تعلِيمي وَتثقِيفي، مِن خمسة مَشَاهِد، مُوجه للكِبار، تَدور أحدَاثه في جامعة كندِية تَعتَمد اللغَة الإنكليزية؛ ممّا جعل الحوارات بالإنكليزية، مُرفَقة بتَرجمَة إلى العرَبِيّة. يَنتَصِرُ النَّصُّ لِلقضِية الفلسطينية، ويفضح سياسات الدُّول المُساندة للكيان المُغتَصِب أو المُطَبّعَة مَعَه. ويقدم مادّة مَعرِفية وَتارِيخِيّة ونظرة استشرافية جاءت في حلَّة تجمع الفائدة والمتعة: كل تَفصيل في النص مدروس ولم يأخذ حيزا في موضعِه اعتِباطًا، ولِأسماءِ الشُّخوص دلالَات دَقيقَة، وللأرقَام وَالكلمات دور في كشف الحقيقة. والمَتن معزز بِحَواشٍ (هَوامِش) تشرح ما قد يلتبِس علَى القارئ.
أما العمل الرابع يقول، فهو مجموعة قَصصية للأطفال بِاللُّغتين العربية والإنكليزية، بعنوان “أحب لغتي - وقصص أخرى”، “وهي تتناول موضوعات تربوية ووطنية واجتماعية مفيدة، موجّهة لأطفال المرحلة الأولى ممّن هم في مرحلة التعليم الابتدائي في مراحله الأخيرة. وتهدف جميعها إلى غرس القيم الوطنية والدينية والاجتماعية، بأسلوب أدبي مفيد، بعيدا عن المباشرة والتلقين، وبعيدا عن الوعظ الممجوج، حيث أنّني وظفت أسلوب الحوار مستعينا بلغة بسيطة تناسب المتلقي الصغير، كما تقوم بالأحداث شخصيات من عالم الطفولة، وفي هذا أثر كبير على نفسية الطفل، فيَسهُل تقبل الأفكار”.
ويضيف: “ما يميّز هذه المجموعة أنّني أصدرتُها باللغة العربية ثم ترجمتها إلى الإنكليزية؛ تجسيدا لرغبة القيادة الجزائرية الجديدة في التوجه إلى اللغة الإنكليزية والخروج من شرنقة اللغة الفرنسية، وما يميز هذه الثنائية اللغوية هو دمج الترجمة في النص الأصلي المكتوب باللغة العربية؛ فالطفل يقرأ صفحة بلغته الأم ثم يجد مقابلها الترجمة إلى اللغة الإنكليزية. وفي هذا فائدة تعليمية، وهو أن يعرف الكلمة ومقابلها باللغة الإنكليزية، وفي كل ذلك يتحقّق الهدف من هذه المجموعة، وهو غرس القيم الوطنية والأخلاقية وتعلم اللغة الإنكليزية”.