طباعة هذه الصفحة

أزيــــد مــــن 800 عــــنــــوان في شــــتــــّى المجــــالات

المؤسّسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار..حضور لافت

فاطمة الوحش

 

شهد جناح المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار “أناب” إقبالا كبيرا من قبل الزوار من مختلف درجاتهم وأعمارهم، لاكتشاف أحدث الإصدارات والكتب المميّزة، حيث تنوّعت إصدارات المؤسّسة بين الروايات، الكتب العلمية والأدبية، قصص الأطفال، الكتب التاريخية خاصّة التي تتحدّث عن الثورة الجزائرية.


أشار “حسان غراب” مستشار بمنشورات أناب في تصريحه لـ«الشعب” إلى أنّ المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار تشارك في الصالون الدولي للكتاب في طبعته السابعة والعشرين “سيلا 2024”، بأزيد من 800 عنوان من إصداراتها المتنوّعة في شتى المجالات، لأهم الكُتّاب والمؤلّفين.
وتندرج هذه المشاركة البارزة والمتنوّعة لمنشورات “أناب” - بحسب غراب- في إطار تفعيل البرنامج الثقافي لمجمع “أناب” الرامي إلى دعم المؤلّفين والكتّاب المبدعين والترويج لإصداراتهم، ممّا يساهم في دعم صناعة الكتاب في الجزائر وتشجيع القراءة والمطالعة لإثراء الساحة الثقافية الوطنية وتنشيطها، وكذلك رفع نسبة المقروئية في مجتمعنا.
كما أشار إلى أنّ المؤسّسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، أصدرت كتابين جديدين بمناسبة الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب؛ الإصدار الأوّل للمختصّة في الطبخ ياسمينة سلام بعنوان “الكسكس..جذور وألوان الجزائر”، أما الكتاب الثاني فهو لكريمة آيت دحمان والموسوم بـ«جرائم حرب فرنسا بالجزائر”(1830-1847).
تقدّم ياسمينة سلام في كتابها الجديد، توضيحات عديدة، وإجابات عن أسئلة تتعلّق بأصل الكسكس، وتاريخ تطوّره، بالإضافة إلى نشرها عددا لا يُحصى من الوصفات المستقاة من جميع أنحاء البلاد؛ لإسعاد جميع الأذواق. ومن خلال الصفحات الجميلة لهذا الإصدار، نكتشف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والصوفية لهذا الطبق، الذي تمّ صقله وإثراؤه عبر العصور، وهو موجود في كلّ قطعة أرض في الجزائر.
وتتطرق المؤلّفة لتاريخ هذا الطبق في العصور القديمة، إلى حين تسجيله من قبل اليونسكو، في 2020؛ كتراث غير مادي للإنسانية، وهو الأوّل من نوعه على نطاق عالمي؛ ما سمح له بعبور الحدود والمحيطات لغزو العالم.
وخلال جلسة توقيعها للكتاب أكّدت “سلام” أنّ الكسكس يمثّل جزءا من هويتنا، لهذا ارتأت الدفاع عنه من خلال تأليف كتاب بشكل علمي أكاديمي، يمكن أن تكون له مكانة في الجامعة بكلّ تأكيد، كما تتبعت آثار الكسكس منذ العصر الحجري الحديث إلى عام 2000، حينما تمّ تصنيفه في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
أما عن رحلة البحث عن المعلومات المتعلّقة بالكسكس، قالت إنّها اعتمدت على الكتب والحكايات والرحلات، وبالأخصّ ما كتبه المستعمر الفرنسي، فمنذ أن حطّت قدماه أرض الجزائر سعى إلى فهم العقلية الجزائرية، حيث قام بدراسات لكلّ منطقة بالجزائر وكتب كثيرا عن طبق الكسكس، مؤكّدة أنّ الكسكس مدين للجزائر بكلّ شيء وليس العكس، فأوّل ميدالية تحصّل عليها طبّاخ بطبقه الكسكس هي لجزائري، وأوّل كيس كسكس وجد نفسه في الخارج، أصله من الجزائر، وأوّل مصنع لصنع الكسكس في الجزائر أيضا، حتى وصفة الكسكس التي يعشقها الغرب، جزائرية.
وختمت بقولها: “لدينا الحقّ في أن ننسب الكسكسي لنا، فطريقة تصنيعه وطبخه جزائرية محضة، الكسكسي يرافق الجزائريين في كلّ مناسباتهم، حتى وإن لم يعد في الغالب يصنع بشكل تقليدي إلا أنّ لا طبق يعلو عليه وسيبقى يرافق الجزائريين على المدى الطويل.”
من جهة أخرى، جاء في غلاف كتاب “جرائم حرب فرنسا بالجزائر (1830-1847)” لكريمة آيت دحمان، أنّ فرنسا استعمرت الجزائر، وفي جعبتها مخطّطات دموية، وهكذا فمنذ السنوات الأولى لاستعمار الجزائر (1830-1847)، كلّفت فرنسا مجرمي حرب حقيقيين، مدعومين بمنظّري التهجير، لإقامة الاستعمار الاستيطاني.
أما بالنسبة للحجّة، فقد استمدّها الجيش من نظريات علماء الأثنوجرافيا والاجتماع، والأنثروبولوجيا، ورجال الكنيسة، والجغرافيين العاملين في خدمة الجيش. إثر ذلك، قام جيش الاحتلال بمذابح لقبائل كاملة، وحرق ومصادرة الأراضي الخصبة، والترحيل الجماعي للسكان، واختطاف النساء واغتصابهنّ، واختطاف الأطفال الذين تمّ استخدامهم كرهائن، والغارات.
كما تمّ تقديم هذه الجرائم الشنيعة كمآثر أسلحة جُمعت في كتابات من قبل نفس الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الجرائم باسم فرنسا الاستعمارية، والذين نُصبت لهم التماثيل، ومُنحوا الميداليات، ورُفعت رتبهم.