طباعة هذه الصفحة

دور دبلوماسي محوري تقوده مواقف رئيس الجمهورية المشرفة

الجزائـر المنتصــرة في خط حماية ودعم القضية الفلسطينيـة

علي مجالدي

 

  إعــادة طــرح موضـــوع العضويـــة الكاملـة..معركـة جديـدة في مجلـــس الأمـــن

تواصل الجزائر في كل مرّة التأكيد على موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، مجسدةً بذلك تاريخًا طويلاً من الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث والإبادة الجماعية في فلسطين، وخاصةً قطاع غزة، تبرز الجزائر كقوّة دبلوماسية تسعى جاهدةً لدعم القضية في مختلف المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لاسيما وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائريين ليست مجرد موقف سياسي عابر، بل هي جزء من إرث تاريخي ومبدأ أساسي في السياسة الخارجية الجزائرية القائمة على دعم قضايا التحرّر والقضايا العادلة عبر العالم.

في ظلّ هذه المعركة الدبلوماسية، كان لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حضور قوّي وحاسم خلال الأيام القليلة الماضية، فقد أكد خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض، على استعداد الجزائر لإعادة طرح موضوع العضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الأمن، ليثبت رئيس الجمهورية مرّة أخرى أن الجزائر لن تتخلى عن الفلسطينيين، حتى في أعتى الظروف السياسية، كما يعكس هذا التعهد التزام الجزائر الثابت بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبأن يكون له دولة مستقلة معترف بها دوليا.
علاوة على ذلك لم يكتف رئيس الجمهورية بالتصريحات الداعمة، بل أكد إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية من بينها فرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني، تشمل تجميد عضويته في الأمم المتحدة وحظر توريد الأسلحة إليه، حيث يرى الرئيس تبون أن هذه الإجراءات تعد من السبل الأنجع لمواجهة التصعيد الصهيوني، مؤكداً على أن الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية يمكن أن تكون كفيلة بإيقاف آلة الدمار الصهيوني وحملها على وقف تصعيدها العسكري والإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان.
انتصــــــــــــــــــــار دبلوماســـــــــــــــــــي
وفي نفس السياق، وفي خطوة تعكس تنامي الدعم الدولي لحق الشعب الفلسطيني، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر لجنتها الثالثة، قرارًا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلاله دون شروط أو مساومة، وحظي القرار بتأييد واسع من 170 دولة، مما يوضح حجم الدعم العالمي للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني. ويكتسي هذا القرار أهمية خاصة لكونه يطالب بإزالة العقبات التي يضعها الكيان الصهيوني وداعميه والتي تمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير.
ورحبّت الخارجية الفلسطينية بهذا القرار، معتبرة أنه يعكس إرادة المجتمع الدولي في دعم حق الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية والانتهاكات الصهيونية المتواصلة، كما أشادت الدول الراعية للقرار بموقف الجزائر ودورها الفاعل في الحشد الدبلوماسي لصالح القضية الفلسطينية، مما يعزّز من مكانة الجزائر كشريك استراتيجي وداعم مخلص لقضايا التحرّر في العالم.
وتظل الجزائر ملتزمة بدورها الريادي في دعم القضية الفلسطينية، داعيةً إلى مواقف حازمة من المجتمع الدولي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، كما تبرز الجزائر كرائد في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إذ يحمل هذا الدعم أبعادًا تاريخية وأخلاقية تتجاوز التصريحات، لتجسد موقفًا ثابتًا يحمل في طياته إيمانًا عميقًا بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وتحت قيادة الرئيس تبون، تستمر الجزائر في تقديم نموذج دولي متميز للدفاع عن القضايا العادلة، ويظل موقفها الثابت من القضية الفلسطينية عنوانًا للفخر، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست مسألة عربية أو إسلامية فحسب، بل هي قضية إنسانية تعني العالم بأسره، وعلى المجتمع الدولي أن يلتزم بتحقيق العدالة ودعم حقوق الفلسطينيين.
ويرى العديد من المراقبين أن الجزائر ستشرع قريباً في اتخاذ خطوات حاسمة لدعم منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن، وكانت الجزائر قد قدمت مشروع قرار بهذا الشأن في وقت سابق من هذا العام، حيث حظي المشروع بتأييد 12 دولة من أصل 15، بينما امتنعت دولتان عن التصويت واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير القرار. وعبرت الجزائر عن أسفها لاستخدام الفيتو، مؤكدة التزامها بمواصلة الجهود لتحقيق عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.