طباعة هذه الصفحة

هدفهـــــا التعريـــــف بشخصيـــــات وطنيــــة علميــــة وأدبيـــــة

”أعلام الجزائر”.. نافــذة علـــى المنجــز الفكــري الجزائـري

أسامة إفراح

 

  احـتــفــــــــــــــــاء مــــتــميّــــــــــــــــز بـــصنــــــــــــــّاع الذاكــــــــــــــرة الـثــقافـيـــــــــــة الـوطــنـيـــــــــــــــــة

سلسلة “أعلام الجزائر” مشروع أطلقته دار “الوطن اليوم”، وهو يكبر يوما بعد يوم..وقد بلغ عدد الشخصيات التي نشرت كتبها خمسا وأربعين شخصية، إضافة إلى سبع شخصيات كتبها تحت الطبع، و116 شخصية كتبها قيد الإنجاز. ونغتنم هذه السانحة، لتقديم مجموعة من الكتب الحديثة ضمن هذه السلسلة، تطرّقت لكلّ من الطاهر وطار، محمد الأمير صالحي، الطيب بودربالة، آنا غريكي، إبراهيم بيوض، جاكلين نيتر ــــ قروج.

تواصل “الوطن اليوم” للنشر والتوزيع الاشتغال على سلسلة “أعلام الجزائر”، التي تعمل على التعريف بشخصيات جزائرية تركت أثرا في المجالات العلمية والأدبية.
وتهدف السلسلة إلى الإسهام في تكوين بنك الشخصيات الجزائرية، وتسويق الأسماء وعبرها الثقافة والمنجز الفكري الجزائري، والاحتفاء بصنّاع الذاكرة الوطنية، ومنح فرصة للشباب من أجل تكوين رصيد معرفي وثقافي، من شأنه المساعدة على الاعتزاز بالهوية، وإثراء الذاكرة الثقافية، ومدّ جسور التواصل بين الأجيال.
ومن جديد هذه السلسلة نذكر كتاب باديس فوغالي “إبراهيم بيوض (1981 ـــــ 1899) مربّيا، مصلحا، ورجل فكر وإجماع”، ونقرأ فيه: “يعدّ الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض أحد الرجال العباقرة الذين سبقوا زمانهم بذكائهم ونجابتهم ونشاطهم الدؤوب، وحبّهم وإخلاصهم للوطن، وسخّروا أنفسهم بالغالي والنفيس لإنقاذ شعبهم من براثن الجهل والتبعية التي كان يرزح تحت وطأتها جرّاء السياسة الفرنسية المطبّقة على الأمّة الجزائرية وبخاصّة في الجنوب. عالم جزائري ورع مصلح، وإمام خطيب مفوّه، جُمع له الإلمام بأمور الدين وشؤون السياسة وعالم الأدب، كما يعدّ قطبا من أقطاب الإصلاح الديني والاجتماعي في الجنوب الجزائري، حيث كرّس حياته لخدمة المجتمع والدين والوطن.”
من جهته، يقترح محمد بن ساعو كتاب “جاکلین نیتر ــ قروج Jacqueline Netter-Guerroudj (1919 ــــ 2015) مناضلة مختلفة”. وينقل الكتاب تصريح جاكلين قروج في نهاية تدخلها في جلسة محاكمتها (ديسمبر 1957)، بعد أن سردت الأسباب التي دفعتها للانخراط في الثورة التحريرية: “قد تتساءلون كيف أنّني ولدتُ ونشأتُ في فرنسا، وتمكّنتُ من استخدام هذه اللّغة، لأنّني أشعر أنّني جزائرية، لأنّني متزوّجة من جزائري، وقبل كلّ شيء لأنّني أحب هذا البلد الذي رأيته يعاني أوّلا، والذي ناضلت وعانيت من أجله بعد ذلك، لذلك كان من المستحيل بالنسبة لي أن أبتعد تماما عن النضال، مع أنّني أكره الحرب والعنف أكثر من أيّ شيء آخر، ولكن فقط بعد ملاحظة عدم الفعّالية المطلقة لأيّ محاولة قانونية لتحسين وضعهم والوعود التي تكرّرت ولكن لم يتم الوفاء بها أبدا، وجد الشعب الجزائري نفسه مجبرا على الثورة.”
أما الدكتور السعيد بوطاجين، فأسهم في السلسلة بكتابه “الطاهر وطار..الذي رحل واقفا”. ونقرأ في ظهر الغلاف: “لقد جمع الطاهر وطار ما بين السياسة والفكر والدين والإبداع والموروثات، وظلّ صارما في مواقفه من القضايا اللغوية والوطنية كمتكآت ورموز، مدافعا عن إرث الأمّة ومكوّناتها، رغم التصنيفات الأيديولوجية التي كثيرا ما نفاها لأنّه يعتبر نفسه “مع خيارات الشعب” مهما كان معارضا لجزء منها، أو لما كان يراه إرثا وجب التعامل معه بتفعيل العقل.”
ومن بين كتب السلسلة، نجد أيضا كتاب د.علي خذري بعنوان “محمد الأمير صالحي عربيا ومصلحا”..وممّا جاء فيه: “محمد الأمير صالحي، أحد المربّين والمصلحين الهامين في الثقافة الجزائرية الحديثة وأبرز أعلامها الكبار في مجال التربية والتعليم. سيبقى علامة مضيئة في حياتنا الثقافية من خلال جهوده العلمية الباهرة، ومواقفه الفكرية السياسية الحازمة إلى جانب نضاله من أجل الحرية والتقدّم. وهو بحقّ معلّم جيل من خلال ما غرسه في تربتنا الأدبية وحياتنا العلمية من قيم لا تقدّر بثمن، والحديث عن هذا الرجل المصلح والمربّي بادرة وفاء وتقدير لذكرى شخصية عظيمة قدّمت للأمة الجزائرية فكرا إصلاحيا هامّا. سيظلّ يغذّي روحها بنسخه إلى أمد بعيد في المستقبل.”
ويقترح الطيب ولد العروسي كتاب “آنا غريكي وثورة التحرير الجزائرية”، ويقول إنّ الشاعرة آنا غريكي كتبت “بواقعية وبتفاؤل حول واقع الثورة الجزائرية، وهي كانت تعبّر عن التزامها الحقيقي بقضية الكفاح الجزائري التي كانت تشغلها منذ صباها، ولقد تطوّر هذا الانشغال ليتجسّد في الواقع الملموس. وهي بذلك تعلن وتجسّد قوّة الكلمات، وتقرنها بالممارسة بالتحاقها الفعلي بثورة التحرير، ولم تكن تقترب من الثورة من برجها العاجي بل نزلت إلى الميدان ملتحقة بالجبال ومادحة الرفاق الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل أن تكون الجزائر حرّة مستقلّة.”
ومن كتّاب السلسلة، نذكر سليم حيولة، الذي يقترح علينا “الطيب بودربالة..المقارن الإنساني”. وممّا جاء في هذا الكتاب: “وقد كان الأستاذ الطيب بودربالة أحد هؤلاء الأعلام الذين لم يدّخروا جهدا في خدمة البلاد وفي الحفاظ على عناصر هويّتها وخصوصياتها الثقافية، مواصلا المقاومة الثقافية التي بدأها أسلافه منذ بداية الاستعمار، لم يتوان عن تحصيل العلم وهو شاب يافع، فكان رحّالة، ينتقل من مدينة إلى أخرى ومن قارة إلى أختها، حتى أثبت جدارته وحقّق شخصيته البحثية، ونال أرقى الشهادات من الجزائر ومن باريس فقدّم أعمالا جديرة بالاهتمام في النقد والدراسات المقارنة وفي الترجمة.”
للتذكير، ضمّ الجزء الأول مشروع “أعلام الجزائر” عشرة كتب، خصّصت للشخصيات الفكرية سجّلت حضورها في المشهد الثقافي الجزائري، مثل مالك بن نبي، محمد أركون، كربيع النبهاني، محمد بن أبي شنب، مولود قاسم نايت بلقاسم، مصطفى الأشرف..وفي 2022، فتحت دار “الوطن اليوم” باب المشاركة في الجزء الثاني من السلسلة. وقبل أيام، كشف مدير الدار، الكاتب كمال قرور، أنّ السلسلة تضمّ 45 شخصية منجزة، إضافة إلى 7 شخصيات تحت الطبع، و116 شخصية قيد الإنجاز. ودعا قرور الكتّاب الذين يشتغلون على تراجم الشخصيات المتبقّية إلى تقديم مخطوطاتهم قبل نهاية السنة الجارية.