طباعة هذه الصفحة

إقبال جماهيري ملفت لشراء الكتب وحضور الندوات

”سيلا” الجزائر.. ظاهــــــرة ثقافيــــــة واجتماعيــــة

فاطمة الوحش

 

  فـعّـالـيـــــــــــــــــة مـبـهجـــــــــــــــــة ونافـــــــــــــــــــذة لـلتـلاقـــــــــــــــي وتبـــــــــــــــــادل الأفكـــــــــــــــــار

شهد معرض الجزائر الدولي للكتاب، خلال الأيام الماضية، إقبالا كثيفا من مختلف فئات المواطنين، خاصّة الشباب والأسر وطلاب الجامعات والمدارس. وحرص عدد كبير منهم على التواجد مبكّرا بمعرض الكتاب لأخذ جولة بين أجنحة دور النشر المختلفة الموجودة بقاعات المعرض، لشراء الكتب وحضور الندوات الثقافية باعتبارها نزهة ثقافية مناسبة لكلّ الأعمار.


أجمعت آراء معظم الزوّار، الذين التقتهم “الشعب” على أنّ الأيام الأولى خاصّة عطلة نهاية الأسبوع شهدت توافد أعداد كبيرة من الزوّار، تنوّعت اهتماماتهم بين باحثين عن كتبٍ تزيد من مخزونهم الثقافي، أو حضور للفعّاليات الثقافية المصاحبة للمعرض والتي يقدّم فيها نخبة من المثقّفين والمختصّين عصارة خبراتهم الثقافية والإنسانية عبر محاضراتٍ أو ورشات ثقافية أو ورش عمل.
فعّالية مبهجة في الجزائر
وفي هذا الإطار، قال ممثل دولة قطر بمعرض الكتاب الدولي “لاحظنا إقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور الجزائري، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على شغفهم بالقراءة والمطالعة واستكشاف ثقافات الآخرين.”
وقال الكاتب عبد الرزاق فاضلي، “إنّ معرض الكتاب هو فعّالية مبهجة في الجزائر، يشكّل نافذة للتلاقي وهو بالتالي ليس فقط لشراء الكتب”. وأشار إلى أنّ من أقبلوا على المعرض شرائح واسعة من الشباب من مختلف الأعمار، وهذا يبشر بالخير ـ حسبه ـ لكون أنّ شباب الجزائر لم يهجروا الكتب إنّما يقبلون عليها..وهذا يبشّر بمستقبل زاهر ومشرق للشباب جيل المستقبل.
من جهتها، قالت أستاذة في الطور المتوسط “لقد أعجبت جدّا بما شاهدته من فعّاليات ثقافية وكتب ومستويات الدور المشاركة في المعرض، وأكثر ما أسعدني وأفرحني العدد الكبير من الأطفال الذين زاروا المعرض من أجل اقتناء الكتب والاطّلاع على الإصدارات”.
لقاءات أدبية وفكرية وفنية متنوّعة
يعرف جناح دولة قطر ضيف شرف الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب إقبالا من طرف الجمهور على مختلف الفعّاليات والأنشطة الثقافية المنظمة وسط برمجة لقاءات أدبية وفكرية وفنية متنوّعة..
وفي تصريح لـ«الشعب أعرب المشرف على جناح وزارة الثقافة القطرية عبد الكريم سعد الحمادي، عن إعجابه وسروره بمشاركة قطر في هذه الطبعة، مؤكّدا على أنّ هذه المشاركة تعبّر عن عمق العلاقات الأخوية والودّية بين البلدين الشقيقين. وقال “حرصنا على تصميم الجناح من فنّ العمارة التقليدية القطرية الذي يعكس تراثنا القطري”.
وأضاف “يحتوي الجناح على مجموعة من إصدارات وكتب دار الثقافة القطرية، بالإضافة إلى عرض الإنتاج الفكري القطري الخاصّ بدور النشر القطرية”، وأردف “نشارك في البرنامج الثقافي المصاحب للصالون بندوات فكرية وثقافية وأمسية شعرية مشتركة، بالإضافة إلى أداء فرق شعبية لبعض الفنون القطرية، وجناح خاصّ بالأطفال في فضاء الأطفال.”
عصير الكتب، الفانتازيا والرعب الأكثر طلبا
يشهد جناح “عصير الكتب” حضورا لافتا، حيث يتوافد القراء - خاصّة منهم الشباب- على الكتب الجديدة التي أعلنت عنها الدار، ومنها إصدارات عربية وأجنبية ومترجمة.
أكّد أحمد فاروق مدير دار نشر “عصير الكتب”، أنّه من خلال مشاركة الدار لعدّة سنوات لاحظ أنّ الجزائري ينجذب لأنواع مختلفة من المعرفة وليس لنوع واحد، ولفت النظر إلى رواج كتب تطوير الذات والصحّة النّفسية، إلا أنّ روايات الفانتازيا والروايات الرومانسية الأكثر مبيعا.
وقال: “ثلاثية أرض زيكولا من أكثر الكتب مبيعا، إنّ شهرة عصير الكتب من شهرة أرض زيكولا، رغم مرور 15 سنة من صدور الرواية، إلا أنّها لاتزال الأكثر مبيعا في الجزائر وحتى في الوطن العربي”، وأضاف من أكثر الكتب التي صنعت جدلا كبيرا أيضا كتاب “عقدك النّفسية”، “جلسات نفسية”، “محاط بالمرضى النّفسيين”، “بيت خالتي” و«أرض السافلين”.
الشوك والقرنفل..تصنع الحدث
شهدت رواية “الشوك والقرنفل” للشهيد يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إقبالا كبيرا على اقتنائها، بحسب ما أكّده المسؤول التجاري بدار الوعي الجزائرية للنشر والتوزيع، رفيق شابة، لرغبتهم في التعرّف على قصّة الشهيد يحيى السنوار.
كما أرجع رفيق شابة، الإقبال الكبير للوافدين بأنّ عائدات هذه الرواية ستذهب إلى المركز الفلسطيني للدراسات دعما لغزّة.
ومن جانبهم، أكّد الوافدون على اقتناء رواية “الشوك والقرنفل”، أنّ حب الاطّلاع على مسيرة يحيى السنوار ونشر بعض من أجزاء الرواية تزامنا مع استشهاده يعدّ أبرز أسباب اقتنائها.