طباعة هذه الصفحة

عن إصداره “سكة الأمير عبد القادر الجزائري:

الباحث عبد القادر دحدوح يتوّج عربيا في الدراسات الأثرية

فاطمة الوحش


كُرِّمَ الأستاذ الدكتور عبدالقادر دحدوح من قبل المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب بالقاهرة، المنضوي تحت اتحاد الجامعات العربية المنضوي هو الآخر تحت الجامعة العربية، وذلك بعد فوزه بجائزة أحسن كتاب في الدراسات الأثرية في الوطن العربي لسنة 2024.

كان البروفيسور عبدالقادر دحدوح قد رشّح مشاركته للجائزة بكتابه الموسوم “سكة الأمير عبدالقادر الجزائري وبناء السيادة الوطنية”، وهو كتاب صدر أواخر سنة 2023 عن دار “نوميديا للطبع والنشر والتوزيع”، بدعم من وزارة الثقافة والفنون بمناسبة الذكرى الستينية لاسترجاع السيادة الوطنية.
ويتناول الكتاب شخصية كان لها إسهام كبير في بناء وتأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، وفق منظور جزائري خالص بعيدا عن أيّ تدخل أو تبعية أجنبية، دولة جزائرية مستقلّة عن الدولة العثمانية وعن غيرها من الكيانات الدولية، وقد رسّخ الأمير عبدالقادر هذا الهدف بضرب عملة جزائرية خالصة لها رمزية كبيرة وأهمية بالغة في التأكيد على استقلالية الجزائر، وذات سيادة وطنية، فقد جاءت سكته خالية من اسم السلطان العثماني، تحمل أسماءه وألقابه بصفته سلطان وأمير على حسب ما أوردته النصوص التاريخية ما يرمز بدون شكّ ولا ريب إلى هيبة الأمير عبدالقادر واستقلاليته.
يتشكّل الكتاب من مقدّمة وثلاثة فصول وخاتمة، المقدّمة فيها عرض لأهمية الموضوع وإشكاليته. أما الفصل الأول فقد تناول فيه الكاتب الجانب التاريخي لدولة الأمير عبد القادر، وفيه تطرق لحياة الأمير عبدالقادر من مولده إلى وفاته، مع التركيز أكثر على الجوانب التي تظهره كرجل مقاومة ودولة، وخاصّة النظم الإدارية والعسكرية والاقتصادية بما فيه المصادر المالية ووجهة الإنفاق ووضعية التجارة الداخلية والخارجية والأسعار، والسياسة التي اتخذها الاستعمار الفرنسي لتجفيف المصادر المالية لدولة الأمير عبدالقادر.
وقدّم في الفصل الثاني دراسة وصفية لنماذج من نقود الأمير عبدالقادر، ونبدأ أولا بالمجموعة النقدية المحفوظة بالمتحف الوطني للآثار القديمة والفنون الإسلامية، ثم مجموعة المتحف الوطني زبانة بوهران، ثم متحف سيرتا بقسنطينة والمتحف البلدي ببرج الأمير عبدالقادر بتيسمسيلت ثمّ المجموعة المحفوظة بمتحف المكتبة الوطنية بباريس، دراسة تقدّم فيها بطاقات تقنية عن أهم النماذج، وصفا وصورة.
وخصّص الفصل الثالث للدراسة التحليلية، وفيه تحدّث عن تحديد الإطار التاريخي لسك عملة الأمير عبد القادر، وتحديد أماكن دور الضرب التي كانت تتمّ بها العملية، ومقارنة وتحليل أوزان النقود وشكلها ومضامينها الكتابية والزخرفية بنقود العالم الإسلامي السابقة والمعاصرة لها، لتحديد المعاني الرمزية في سكة الأمير وبيان خصوصيتها عن غيرها من النقود، ومدى إسهامها في إبراز معالم السيادة الوطنية. وعرض في الخاتمة مختلف النتائج المتوصّل إليها من خلال البحث.
يتضمّن الكتاب أيضا خرائط ومخطّطات ورسوم وأشكال وصور، كما يتضمّن إضافات جديدة للموضوع ودراسة لعيّنات من النقود المتواجدة بمتحف المكتبة الوطنية بباريس، وهي في غاية الأهمية لإبرازها ونشرها للقراء على اختلاف اهتماماتهم ومستوياتهم لما لها من صلة بنشر الثقافة التاريخية الوطنية.
للإشارة، البروفيسور عبدالقادر دحدوح باحث في علم الآثار شغل عدّة مناصب ووظائف بدءا من مساعد إداري رئيسي بمديرية المجاهدين لولاية تيسمسيلت سنة 2000، ثمّ رئيس الدائرة الأثرية لولاية تيارت تيسمسيلت سعيدة والبيض بين سنتي 2002-2004، ليلتحق بعدها بصفة أستاذ بجامعة قسنطينة من 2004 إلى غاية 2012، وانتقل بعدها إلى المركز الجامعي تيبازة الذي كان من المساهمين الأوائل في افتتاحه، ليعيّن في سنة 2017 مديرا للمركز الجامعي تيسمسيلت إلى غاية سنة 2020، أين استدعي إلى شغل منصب المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية التابع لوزارة الثقافة والفنون بين سنتي 2020-2021، وفي نفس الفترة عيّن خلال سنة 2021 مديرا مكلّفا بتسيير الوكالة الوطنية لتسيير إنجاز المشاريع الثقافية الكبرى، قبل أن يلتحق إلى المركز الجامعي تيبازة، بدءا من نوفمبر 2021.
للبروفيسور عبدالقادر دحدوح عدّة مؤلّفات علمية، كما شارك في العديد من المؤتمرات الدولية والوطنية.