طباعة هذه الصفحة

أشرفـــــت علــــى افتتـــــاح البرنامـــج الثّقافــي لــــ “سيــــلا 27”..مولوجــــي:

الكـتــــــــــــــــــاب.. أرضيـــــــــــة خصــبــــــــــــــة للـحــــــــــــــــــــوار بــــــــــــــــين الشّعـــــــــــــــــوب والأمـــــــــــــــــم

أمينة جابالله

 

أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أول أمس الخميس، بقصر المعارض بالصنوبر البحري على افتتاح البرنامج الثقافي والأدبي الخاص بصالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 27 تحت شعار “نقرأ لننتصر”، وذلك بحضور سفير دولة قطر بالجزائر عبد العزيز علي النعمة، محافظ الصالون الدولي للكتاب محمد إقرب، ممثلين عن الوفد القطري المشارك، وعدد من الكتاب والمجاهدين.

 أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي بأنّ “صالون الجزائر الدولي للكتاب وبالرعاية السامية والخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لهذا الموعد، ووفق توجيهاته الرشيدة، دأب على بذل الجهود من أجل أن يكون مركز إشعاع حقيقي وطنيا ودوليا”.
وجاء في كلمتها بالمناسبة “في رحاب هذا الشّهر الأغر الذي رفع مجد الجزائر التليد إلى علياء العزة والانتصار والحرية، كتب التاريخ أن نوفمبر لم يكن شمسا أشرقت على الجزائر وحدها، بل كان نورا عمّ ضياؤه على كل الشعوب المستعمرة في ربوع العالم لترفع راية المقاومة ضد العدوان، ولم يحرّر نوفمبر المجيد أصحاب الأرض بقدر ما حرّر الآلة الاستعمارية الغربية، وهي في أوّج وحشيتها، من وهم السيطرة على مقدرات الشعوب وكرامتها”.
دعوة إلى الانـتـصار للمــعــرفــة ولــكـــرامة الإنــســانــيــــة
وعلى ضوء هذه المعاني الكريمة والشّامخة، تضيف الوزيرة “كانت دعوتنا في الطبعة السابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب إلى الانتصار، ومن وحيها رفع شعار الطبعة “نقرأ لننتصر”، ما دامت المعرفة دعوة متجدّدة لكرامة الإنسان، ولأن يعيش في ظلال وارفة من القيم الإنسانية، وفي مقدمتها الأخوّة والأمن والسّلام”.
وذكرت مولوجي أنّ الكتاب من دون شك، وإضافة لكونه أداة المعرفة الأولى منذ قرون خلت، سيظل أرضا خصبة للحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم، والدرب الأسمى لنشر القيم الإنسانية بين شعوب المعمورة، لا سيما والعالم يشهد انتكاسة خطيرة فرضتها الصراعات والحروب التي أخذت أبعادا لا إنسانية ستظل وصمة عار على البشرية”، مشيرة إلى أنّ العدوان الغاشم الذي يجابهه إخواننا في فلسطين الشقيقة لدليل قاطع على الانحدار الهمجي والوحشية الفظيعة التي يتعرض لها العزل والأبرياء في غزة وفي مناطق أخرى، وأمام هذه النكسة الكبرى، تقول الوزيرة، لا يسعنا إلا أن نجدد تضامننا مع إخواننا في فلسطين، مع خالص النصرة والمواساة”.
وفي سياق حديثها، أوضحت مولوجي بأنّ القطاع الثقافي يحرص في هذه الفعالية الكبرى على أن يكون البرنامج الثقافي متنوعا وثريا ومواكبا للحياة الثقافية الوطنية والعربية والعالمية، مع كل التقدير للقامات الكبيرة التي يكرمها الصالون، دون إغفال رفع واجب الوفاء للأعلام الوازنة من الكتاب الكبار الذين رحلوا عنّا، والذين أثروا الحياة الثقافية بإسهامات جليلة ستظل خالدة لدى الأجيال والقراء.
وأشارت الوزيرة إلى أنه في هذه الطبعة المتجددة، سيجد القارئ والزائر العديد من النشاطات الثقافية والفكرية التي تلبي مختلف الاهتمامات والتطلعات، كما تمّ تخصيص فضاء للقاءات المهنية من أجل الغوص في مسائل متعلقة بصناعة الكتاب، وسبل ترقية المطالعة والقراءة.
كما أشادت بالبرنامج الفكري والثقافي القيّم الخاص بدولة قطر الشقيقة، ضيف شرف الطبعة، حيث قالت “سنقف على ثراء وعمق الثقافة القطرية، وإسهاماتها الغزيرة في الثقافة العربية والإنسانية على حد سواء، فخالص الشكر والثناء نرفعه للشخصيات الثقافية الوازنة الحاضرة معنا، وفي مقدمتها صاحب السعادة معالي وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني”.
رهان على توثيق العلاقات الثّنائية
من جهته تطرّق سفير دولة قطر بالجزائر عبد العزيز علي النعمة في كلمته، إلى العلاقات القوية بين دوله قطر والجمهورية الجزائرية، مؤكدا بأنها ليست وليدة اليوم فقد بنيت على أسس صلبة منذ أيام الثورة الجزائرية التي واجهت الاستعمار، وعبرت عن حق الشعوب في الحرية والكرامة.
كما ذكر ذات المتحدث، أن إرادة القيادتين ساهمت على امتداد عقود في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتقارب بين الشعبين، وبناء جسر متين للتعاون الثقافي، ممّا خلق فرصا واسعة للتواصل وتبادل التجارب لتنمية حركه الابداع في جميع مجالات الفنون والآداب والفكر، وعليه فقد أدرك المثقف في البلدين دورهم الاجتماعي والانساني من أجل تنمية مجتمعهم وتحقيق النهضة الثقافية”.
وجاء في كلمة سفير دولة قطر بالجزائر “إنّنا نقدّر ثراء الثقافة الجزائرية وما قدّمته لثقافتنا العربية من أدباء ومفكرين، ونُجل رؤية المثقفين لدور الثقافة، فكم كانت سمات المفكر الجزائري مالك بن نبي مؤثرة في الثقافة العربية وهو القائل “وإن الأفكار لهي المنوال الذي تنسج عليه الأعمال”، وعليه مشاركة دوله قطر كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي للكتاب، تحويل الأفكار إلى أعمال وهي من مظاهر التعبير على أواصر العلاقات الثقافية بين البلدين، ووسيلة من وسائل تعزيز التقارب بين الناشرين للبلدين وفرصة للتعريف بالأدب والفكر القطري للقارئ الجزائري”.
وأكّد السفير على أن الرهان على توثيق العلاقات الثقافية الثنائية بين دولة قطر والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لهو مهام كل مثقف في البلدين، من أجل تحقيق النماء والتقدم، “لذلك فإنّنا نتطلّع إلى مزيد من تفعيل هذه العلاقات، وتطوير التبادل الثقافي ودعم العمل المشترك”.
معـرض الكتــاب في مــصــاف المــراتــب الأولى في العــــالم
من جانبه قال محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب محمد إقرب “أن معرض الكتاب بالجزائر في طبعته 27 ، يتزامن هذا العام بالاحتفال بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية، وقد وفّقنا في عنوانه “نقرا لننتصر”.
وأضاف المحافظ: “نقيم هذا العام معرض الكتاب وقد بلغ عدد العارضين 1007 عارض يمثلون 40 دولة من ربوع المعمورة، وهو ما أهل المعرض أن يكون ضمن مصاف المراتب الأولى في العالم، وبرمجنا أنشطة علمية وأدبية متنوعة، ضمن فضاءات لها حضورها الوطني والعربي والافريقي والدولي، مثل فضاء التاريخ والذاكرة وفلسطين وافريقيا”.
وأشار المحافظ إلى ما سطّرته دولة قطر الشقيقة من برنامج متميز في هذه التظاهرات، بما في ذلك تخصيص فضاء للأطفال، يتم على مستواه تنظيم أنشطة تفاعلية تعكس الأهمية التي توليها الدولة إلى الناشئة.
تكريم قـامات ثـقـافية وفكريــة جــزائــريــة وقــطــريـــة
يذكر أنّه تمّ بهذه المناسبة، تكريم قامات تاريخية وثقافية وأدبية بارزة في المشهد الوطني والقطري، وهم الكاتب والإعلامي القطري صالح الغريب العبيدلي، المجاهد المرحوم محمد العربي الزبيري، عائلة الشهيد مولود فرعون، عائلة الشهيد عبد الكريم عقون، المجاهد المؤرخ عمار بلخوجة، الكاتب الروائي محمد ساري والكاتب والأديب ابراهيم تزغارت.