طباعة هذه الصفحة

عشرات الشهداء جراء غارات صهيونية على قطاع غزة

الصهاينـــــــة يُمعنــــــون فــــــــي الإبـــــــادة الجماعيــــــــة بفلسطــــــــــين المحتلــــــــــة

  1800 شهيــــــــــــد و4000 جريــــــح جــــــرّاء  شهـــــــــر بشمـــــــــــال القطــــــــــــاع إستشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، في سلسلة غارات شنتها قوات الاحتلال الصهيونية، مساء الأحد، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
ذكرت مصادر في غزة، أن 32 فلسطينيا استشهدوا في القطاع منذ فجر أمس، 19 منهم في وسط وجنوبي غزة.
من ناحية أخرى ناشدت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في غزة، منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية وكافة المؤسسات ذات الصلة بالعمل الصحي والإنساني لإغاثة “مستشفى العودة” المهددة خدماته بالتوقف.
وقالت الجمعية، في بيان صحفي، إن مستشفى العودة شمال قطاع غزة محروم من إمدادات الوقود اللازم لإمداده بالكهرباء لتشغيل الأقسام.
وأضافت أنه لم يصله منذ بداية العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الاحتلال في الخامس من أكتوبر الماضي، أية إمدادات من الوقود، ومخزون الوقود في مستشفى العودة شارف على النفاد.
وأوضح البيان، أن المستشفى يحتاج إلى إمداد عاجل بالأدوية والمستهلكات الطبية ووحدات الدم والطعام والمياه، لكي يتمكن من الاستمرار في تقديم خدماته، حيث إنه المستشفى الوحيد الذي ما زال مستمرا في تقديم الخدمات الجراحية في شمال قطاع غزة، ويقدم خدمات الاستقبال والطوارئ وخدمات الصحة الإنجابية بما يشمل الولادات الطبيعية والقيصرية والجراحات النسائية والجراحات العامة والتخصصية.
وأشارت الجمعية إلى أن موظفي المستشفى ومبانيه تعرضوا للقصف والاستهداف المباشر، مما أدى إلى إصابة 6 منهم، وأدت إحدى الإصابات إلى بتر ذراع أحد الموظفين.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط 43 ألفا و341 شهيدا و102 ألف و105 مصابين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
استشهاد أكثر من 50 طفلا في شمال غزة
أكدت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، أن أكثر من 50 طفلا استشهدوا خلال يومين فقط بسبب ضربات الاحتلال الصهيوني التي استهدفت مباني سكنية تؤوي مئات الأشخاص، مشيرة إلى أن نهاية هذا الأسبوع كانت الأكثر دموية في المنطقة حتى الآن.
ووصفت مديرة اليونيسف الهجمات المتكررة للاحتلال الصهيوني على المدنيين والبنى التحتية في غزة بأنها جزء من نمط مستمر لانتهاك المبادئ الإنسانية، محذرة من أن “هذه الأحداث تعكس فصلا مظلما جديدا في النزاع”.
وشدّدت على “خطورة الأوضاع المتفاقمة، إذ يواجه سكان شمال غزة، وخاصة الأطفال، خطر الموت الوشيك نتيجة الأمراض والمجاعة وسط استمرار القصف الصهيوني، وذلك تزامنا ذلك مع اقتراب فصل الشتاء”.
ودعت المسؤولة إلى “ضرورة حماية المدنيين والمرافق الإنسانية وفقا للقانون الدولي”، مؤكدة التزام بتلبية الاحتياجات الأساسية وتوزيع الخيام على العائلات الأكثر تضررا.
وفي ذات السياق أفادت “الأونروا” بتعرض شبكة المياه والصرف الصحي لأضرار كبيرة في مخيم نور شمس خلال عملية عسكرية صهيونية، مما أثر على حياة 14،000 لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية.
تدمير المستشفيات والبنية التحتية
خلفت جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على محافظة شمال قطاع غزة منذ شهر، أكثر من 1800 شهيد و4000 جريح، ناهيك عن تدمير المستشفيات والبنية التحتية.
وأكد المكتب الإعلامي للسلطات الفلسطينية بغزة، في بيان له، أن جيش الاحتلال يواصل عدوانه البري والجوي والبحري وبشكل مركب ومكثف على محافظة شمال قطاع غزة، بجباليا المخيم وجباليا البلد وجباليا النزلة وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون ومحيط هذه المناطق، ما أسفر عن أكثر من 1800 شهيد و4000 جريح ومئات المفقودين.
كما تسبب هذا العدوان المتواصل، يضيف البيان، في “تدمير جميع مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة وإخراجها عن الخدمة واستهداف طواقم الدفاع المدني واعتقال بعضها وإخراجه عن الخدمة أيضا، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الطرق والشوارع، مما جعل محافظة شمال قطاع غزة محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى”.
ونبه البيان إلى أن استمرار جيش الاحتلال في مخطط القتل والإبادة والتدمير الشامل والتهجير يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على “مخططات الاحتلال الخبيثة بالانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني العظيم وتهجيره من أرضه مرّة ثانية على غرار ما جرى تاريخياً عام 1948”.
 وفي السياق، أبرز المكتب الاعلامي أن “جيش الاحتلال استخدم سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم ومنع وصول 3800 شاحنة مساعدات وبضائع من الدخول إلى محافظة شمال قطاع غزة وتعمد تجويع قرابة 400.000 إنسان بينهم أكثر من 100.000 طفل، منع عنهم الطعام والماء والدواء وحليب الأطفال”.
كما قام الاحتلال، بحسب ذات المصدر، “باستهداف وتدمير عشرات مراكز النزوح والإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين الذين هربوا من منازلهم بحثا عن الأمن والأمان، لكنهم وجدوا أمامهم القتل بكل وسائل الاحتلال من طائرات حربية مقاتلة أو طائرات “الكواد كابتر” أو القناصة أو الإعدامات الميدانية أو الدهس بالدبابات والآليات أو زراعة براميل المتفجرات”.
وإذ يدين المكتب الإعلامي ارتكاب الاحتلال لهذه الجرائم ضد الإنسانية وللمجازر والإبادة الجماعية التي استهدف فيها عشرات آلاف المدنيين والأطفال والنساء بشكل متعمد في محافظة شمال قطاع غزة، فإنه يطالب كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المروعة ضد الأحياء السكنية وضد المدنيين وضد المستشفيات والطواقم الطبية وضد المساجد والمؤسسات المدنية المختلفة.
كما طالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالقيام بالدور المنوط بها والالتزام بتعاليم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من خلال تقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية والحماية المدنية لكل المستشفيات والمؤسسات والأحياء السكنية المدنية، مشددا على ضرورة الضغط على الاحتلال الصهيوني بكل الوسائل والطرق لوقف الجرائم الفظيعة والوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضد الإنسانية ووقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.