قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ جيش الاحتلال الصهيوني، ينفّذ حملات اعتقال في شمال غزّة، منذ بدء الحصار المتواصل منذ 25 يوماً في ضوء حرب الإبادة المستمرّة منذ أكثر من عام، والتي تشكّل امتدادا لعمليات الاعتقال التي طالت الآلاف من أبناء شعبنا في غزّة منذ بدء الحرب، ورافقها جرائم مروّعة، وعمليات تعذيب ممنهجة.
وتابع نادي الأسير، أنّه ونتيجة لصعوبات كبيرة تواجه المؤسّسات في متابعة عمليات الاعتقال التي جرت وتجري في غزّة حتّى اليوم، فإنّه لا توجد معطيات دقيقة عن حملات الاعتقال في غزّة، وجزء منها عمليات احتجاز وتحقيق ميداني، إلا أنّ المشاهد التي تنقل من شّمال غزّة مؤخراً، تُشكّل مؤشّراً جديداً على فظاعة الجرائم، وكثافتها، وامتدادها، وهي ذات المشاهد التي توالت طوال فترة حرب الإبادة عن عمليات احتجاز، واعتقال للآلاف من المواطنين في أماكن مفتوحة، وفي ظروف مذلّة ومهينة، وتحت تهديد السلاح.
وواصل نادي الأسير، إنّ هناك المئات، من معتقلي غزّة ما زالوا رهن الإخفاء القسريّ في سجون ومعسكرات الاحتلال الصهيوني، ومنهم معتقلين استشهدوا في السّجون والمعسكرات ولم يُعلن الاحتلال عن هويّاتهم وبياناتهم عدا معتقلين جرى إعدامهم ميدانيا، يواجهون جرائم التّعذيب والتّنكيل والإذلال على مدار الساعة، وحتّى اليوم، واستنادا للزيارات التي تمّت لمعتقلين من غزّة من قبل عدد من المؤسّسات الحقوقية، في ضوء ما جرى من تعديلات قانونية أتاحت زيارتهم، فقد عكست الإفادات والشهادات على مدار الفترة الماضية، تفاصيل صادمة ومروّعة، بما فيها من جرائم تجويع، وجرائم طبيّة، وجرائم تعذيب.
وحذّر نادي الأسير، من تنفيذ عمليات إعدام ميدانية، بحقّ المعتقلين، خاصّة أنّ جنود الاحتلال انتهجوا هذه الجريمة بشكل غير مسبوق، منذ بدء الاجتياح البرّي لغزّة.
وفي هذا الإطار قال نادي الأسير، إنّ المطالبات التي وجّهتها المؤسّسات الحقوقية وصراخات أبناء شعبنا في غزّة، والإبادة التي تتمّ على مرأى من العالم، لم تكف العالم والمنظومة الحقوقية الدولية، لوقف حرب الإبادة، ويواصل العالم بإبقاء الاحتلال في حالة استثناء من كلّ ما فرضته المنظومة الحقوقية من قوانين وأعراف، والتي تحتكم لها المجتمعات البشرية.
أبرز المعطيات عن معتقلي غزّة
منذ بدء حرب الإبادة المستمرّة بحقّ شعبنا في غزّة وتصاعد حملات الاعتقال -غير المسبوقة- اعتقل الاحتلال الآلاف من المدنيين من مختلف أنحاء غزّة خلال الاجتياح البرّي، منهم عشرات النساء، والأطفال، والطواقم الطبيّة التي استهدفت بشكل بارز مع استهداف المستشفيات الفلسطينية، والتي شكّلت هدفاً من أهداف الإبادة.
يواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من المعتقلين، ويرفض الإفصاح -بشكل كامل- عن هويّاتهم وأماكن احتجازهم، كما ويرفض حتّى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم.
وتبذل عدد من المؤسّسات الحقوقية الفلسطينية، ومؤسّسات في الأراضي المحتلة عام 1948، جهودا في ضوء بعض التعديلات القانونية التي طرأت على اللوائح الخاصّة بمعتقلي غزّة، من أجل معرفة أماكن احتجازهم، والسعي لاحقًا من أجل زيارتهم، إلا أنّ تلك المحاولات تتمّ تحت قيود مشدّدة، وصعوبات كبيرة.
وفي ضوء ذلك تمكّنت المؤسّسات من إتمام زيارات محدودة لعدد من معتقلي غزّة كان من بينهم زيارات لمعسكر (سديه تيمان) الذي شكّل عنواناً بارزاً لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة، إضافة إلى ما حملته روايات وشهادات معتقلين وآخرين مفرج عنهم عن عمليات اغتصابات واعتداءات جنسية فيه، مع العلم أنّ هذا المعسكر ليس المكان الوحيد الذي يحتجز فيه معتقلو غزّة، فالاحتلال وزّعهم على عدّة سجون مركزية، ونفّذ بحقّهم عمليات تعذيب ممنهجة، توازي عمليات التعذيب في معسكر (سديه تيمان)، منهم سجني (النقب وعوفر).
وقد تعمّد الاحتلال حرمان أسرى غزّة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، حتى إن تم الإفراج عن عدد منهم من سجن (نفحة)، ومنهم من استشهد عددا من أفراد عائلته خلال الحرب، وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن آخرين وما يزال الاحتلال يواصل اعتقالهم.
وقد شكّلت روايات وشهادات معتقلي غزّة، تحوّلا بارزا في مستوى توحّش منظومة الاحتلال والتي عكست مستوى -غير مسبوق- عن جرائم التّعذيب، وعمليات التّنكيل، وجريمة التّجويع، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة ومنها بتر أطراف معتقلين بدون تخدير، والتي أدّت بمجملها إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحقّ آخرين، علماً أنّ المؤسّسات المختصّة أعلنت فقط عن (24) شهيدا من معتقلي غزّة، وهم من بين (41) معتقلاً وأسيراً اُستشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسّجون.