طباعة هذه الصفحة

الجيـش الوطني الشعبـي..حفظ الأمانة وصان الوديعة

”السليل”..حصن القيم النوفمبريـة

علـي عويـش

 من ثـورة التحريـر إلى ثـورة التعمـير..فخـر الجزائريـين ومجدهـم 

يـوم وطني للأخـوة والتلاحـم بـين الشعـب وجيشــه..رسائـل ودلالات

شكّل مبدأ السيادة وحماية حدودنا الوطنية، ثابتاً نوفمبريا للدولة الجزائرية، فالتضحيات الجِسام التي بذلها الرعيل الأول من المجاهدين وقادة الثورات الشعبية على مدار عقود من الزمن في سبيل حماية الوطن والدفاع عنه، هي محطّات تحدّث عن الإيمان الرّاسخ بجزائر منتصرة لا ترضى إلا بسموّ القيم الإنسانية النبيلة..

تستوقفنا الذكرى السبعون لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، لاستذكار المحطّات الفارقة في تاريخ الجزائر المشرق، وتترجم تمسّك رجالات الأمس، كمثل أشاوس اليوم، بالذود عن حدودنا وصونها والدفاع عن سيادتنا الوطنية.
 ولقد برهن الجزائريون على مدار التاريخ عن رفضهم الصارخ لأيّ مساس بقيمهم العليا، وتوالت قوافل الشهداء الأبرار دفاعا عن الجزائر، لتكون نبراسا منيرا للأجيال، لمواصلة مسار أولئك الذين وقفوا في وجه الظلم والطغيان من أجل الحرية؛ لهذا ظلّت حماية الحدود والحفاظ على التراب الوطني، عقيدة راسخة ورابطاً مقدّساً بين قادة الثورة التحريرية المجيدة، وأبناء الجيش الشعبي الوطني، حماة الجزائر المنتصرة، حيث ظلّ الوفاء لهذه المبادئ حِصناً منيعا ضدّ كلّ مساس بالوطن.
وقوف قادة الثورة التحريرية في وجه محاولات المحتلّ تقسيم البلاد، شكّل منعرجاً في حسم معركة التحرير، وحينما قرّر شعبنا الأبيّ تغيير مسار التاريخ كان له ما أراد، فأخذ مصيره بيده واسترجع سيادة البلاد..
لقد وقف جيش التحرير الوطني في وجه المحتلّ الفرنسي ومن ورائه جحافل الحُلفاء.. وقف مكافحاً ومُنافحاً تحت لواء طليعته الثورية للدفاع عن سيادة الوطن ووحدة أراضيه، ولم يبدل السليل نهجه، وإنّما سار على هدي الشهداء الأبرار وحفظ عهودهم، وها هو الجيش الوطني الشعبي حصنا منيعا للقيم النوفمبرية، ثابتا على العقيدة الراسخة لحماية الحدود والحفاظ على المكتسبات الوطنية المحقّقة، فقد سجّل الجيش الوطني الشعبي ملاحمه في الجزائر المستقلّة بحروف من ذهب، أرسى بها أسس دولة عصرية، متينة الأركان مُهابة الجانب.
فمنذُ الاستقلال، واصل الجيش الوطني الشعبي باقتدار، الاضطلاع بدوره الحيوي في مجال التأمين الشامل لحدودنا البرية، الجوية والبحرية من خلال وحداته المتعدّدة، ولا يزال اليوم، يعزّز حضوره ويقوّي من جاهزيته من أجل إحباط أيّ محاولات يراد بها المساس بأمن الوطن وسيادته.
ولا شكّ أنّ معضلة الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للحدود من بين أخطر التهديدات الأمنية التي تواجه القوى الأمنية، كونها نشاطات تهدف إلى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى باستغلال سكان المناطق الحدودية في الدول المجاورة لتحقيق غايات ضيّقة، لكن القوات الأمنية الوطنية، تتصدّى لكلّ المحاولات التي تستهدف أمن الوطن، بروح نوفمبرية خالصة.
ولقد تبنّت الجزائر مقاربةً شاملة لتأمين الحدود والدفاع عنها، وترتكز هذه المقاربة على شقّين رئيسيين، يعتمد الشقّ الأول على بُعد تنموي تجسيداً لرؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون، فيما اعتمدت في الشقّ الثاني على بُعد أمني تمثّل في ردع كلّ محاولات المساس بترابنا الوطني عبر حشد كلّ الإمكانات البشرية واللوجيستية والتقنية الحديثة.
وحقّق الجيش الوطني الشعبي إنجازات معتبرة على نهج تأمين الحدود والدفاع عن مكتسباتنا الوطنية، خاصّة خلال السنوات الأخيرة التي حظي فيها بعناية بالغة أولتها إيّاه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، من خلال سهرها على توفير العنصر البشري الكفء والعتاد العصري المتطوّر، وهو ما ينسجم تماماً مع الأهداف السامية التي ترمي إلى حماية حدودنا الوطنية والارتقاء بجيشنا إلى مراتب متقدّمة.
إنّ الجيش الوطني الشعبي الذي يستمد قوّته من قيمه النبيلة، فهو الجيش الذي تأسّس في معاقل ثورة تحريرية عظيمة تمثل نموذجا فريدا للشعوب التوّاقة إلى الحرية، وما من شكّ أنّ الإنجازات المعتبرة التي تحقّقها قواتنا المسلّحة في تصدّيها للتهديدات الأمنية المتشعّبة، إنّما جاءت بفضل التلاحم الوثيق بين الشعب وجيشه.
هذا التلاحم الذي تعزّز بترسيم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبّون يوم 22 فيفري من كلّ عام، يوماً وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية، وما تحقّق من استقرار أمني ورخاء اقتصادي، لم يكن ليتجسّد لولا ذلك التلاحم الأبدي بين الشعب الجزائري وجيشه، عبر كافة مراحل تاريخنا الطويل.