العمل العربي المشترك يحتاج حكمة وشجاعة في التّعاطي مع متغيّرات المشهد الدّولي
أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر- بسكرة، البروفيسور نور الصباح عكنوش، أن العلاقات الدبلوماسية الجزائرية العُمانية وطيدة وتتميّز بطابعها الهادئ، وتنشد مستقبلا أفضل للأمة العربية، في انعكاس واضح لرؤية قائدي البلدين لواقع العمل العربي المشترك، الذي يحتاج للحكمة والشجاعة في التّعاطي مع متغيّرات المشهد الإقليمي والدّولي.
قال البروفيسور عكنوش، في تصريح خصّ به “الشعب”، إن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى سلطنة عُمان الشقيقة، تأتي في لحظة تاريخية راهنة صعبة، وترمي إلى تفعيل آليات التفاهم الثنائي في القضايا البينية والإقليمية والدولية، وتبنِّي رؤى متطابقة بما يعزز من إمكانات محور الجزائر– مسقط، وجعله جسراً استراتيجيا لنقل النظام العربي إلى مستوى براغماتي في التعاون، وجعله في إطار شراكة مستدامة لمواجهة التّحدّيات البنيوية والنّسقيّة والجيوسياسية التي تحيط بالأمّة العربيّة ككل.
وأوضح محدّثنا، أن الدول العربية أمام اختبار مصيري في مقوماتها الاقتصادية والعسكرية والمستقبلية، نتيجة الجرائم الصهيونية الخطيرة المرتكبة في قطاع غزة ولبنان، ويمكن أن تتطور لحالة حرب مفتوحة ومعقّدة قد تهدد الجميع بلا استثناء، من المحيط إلى الخليج، وهو ما يتطلب تنشيط الدبلوماسية الاستباقية لاحتواء أي تصعيد محتمل بالمنطقة.
كما يرى الأستاذ، أن زيارة الرئيس تبون إلى مسقط، تحمل رسالة سياسية جزائرية للأشقاء في السّلطنة والمنطقة كافة، من أجل اليقظة والتّعاضد، والتحرك بمسؤوليّة وفعاليّة لتحقيق المصلحة القوميّة العربيّة، والانخراط في بناء مشروع عربي متكامل لضمان البقاء في عالم أصبح لا يرحم الضّعفاء.
والجزائر -يضيف البروفيسور نور الصباح عكنوش- تحرص على تفعيل العمل العربي المشترك، بناءً على رصيدها التاريخي ودورها الديناميكي الحيوي في منظومة العمل العربي، ومحاولة إخراجها من السّبات الاستراتيجي الراهن، ودفعها نحو آفاق أوسع وأرحب، بعيدا عن التبعية والتدخلات الخارجية والأجندات النيوكولونيالية، إذ يتزامن نشاطها الدبلوماسي الدؤوب مع الذكرى 70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة برمزيتها وأبعادها، التي يبني عليها بلد المليون ونصف مليون شهيد سياسته الخارجية القوية والثابتة.