النشاط البدني يساعد في المحافظة على وزن صحّي
تحتلّ ممارسة التمارين الرياضية موقعا مهمّا في الخطة العلاجية للكثير من الأمراض بما فيها سرطان الثدي، لما توفّره من دعم صحّي ونفسي كبير للمرضى، ومن هذا المنطلق نظّمت الجمعية الولائية لترقية وتطوير الرياضة النسوية حملات تحسيسية توعوية للنساء بولاية ورقلة في إطار الأنشطة المبرمجة بمناسبة الشهر الوردي.
عرفت الندوة التحسيسية التي نظّمت، مؤخرا، بالمركز الثقافي المجاهد بخديجة بوجمعة سعيد عتبة، إقبالا كبيرا من طرف النساء، كما شهدت تقديم مداخلات في مجال التوعية بأهمية ممارسة الرياضة من طرف رئيسة الجمعية الولائية لترقية وتطوير الرياضة النسوية بسمة دادي، بالإضافة إلى مداخلة قابلة للتعريف بأعراض وأخطار المرض وسبل الوقاية منه وأخصّائية نفسانية ركّزت على أهمية تعزيز الدعم النفسي للوقاية من المرض، ومن جانبها المرشدة الدينية نشّطت مداخلة للحثّ على ضرورة تقوية إيمان الفرد والصبر على الابتلاء واللّجوء إلى الله تعالى.
وفي حديثها لـ “الشعب” على هامش هذه الندوة التحسيسية، أكّدت رئيسة الجمعية بسمة دادي على أهمية ممارسة النشاط البدني الرياضي للوقاية من سرطان الثدي، مشيرة إلى أنّ النشاط البدني يساعد في المحافظة على وزن صحّي وهو ما يساعد بدوره في الوقاية من سرطان الثدي، داعية إلى ضرورة حرص المرأة على الزيادة في وقت الحركة وتقليل وقت الجلوس وممارسة الرياضة أقلّ شيء لحصّتين في الأسبوع.
وذكرت أستاذة التربية البدنية أنّ هناك إقبالا كبيرا من طرف النساء على ممارسة الرياضة خلال السنوات الأخيرة، حيث سجّلنا تطوّرا ملحوظا في عدد قاعات الرياضة المخصّصة للنساء بولاية ورقلة، وهذا ما يدلّ على وجود مؤشّرات وعي بفوائد ممارسة الرياضة النسوية في منطقتنا.
كما أشارت إلى أنّ التحجّج ببعد المسافة لممارسة الرياضة في القاعات الرياضية ليس مبررا، فهناك الكثير من الحلول التي يمكن للمرأة الاعتماد عليها كبديل، مثل ممارسة الرياضة في البيت أو حتى ممارسة رياضة المشي يوميا، وهذا من أجل حماية أنفسنا من مختلف الأمراض ولعلّ أبرزها سرطان الثدي.
وقالت المتحدّثة “هناك فرق بين المرأة التي تمارس الرياضة والمرأة التي لا تمارس الرياضة، فالتي تمارس الرياضة تبدو أكثر حيوية وقوّة، مرحة وجميلة ولديها ثقة بالنّفس، مهتمة بكلّ تفاصيل حياتها، رشيقة ولديها جسم سليم، في حين تشكو الكثير من النساء ممّن لا يمارسن الرياضة من السمنة المفرطة والأمراض والكآبة والحزن، لذا سيدتي اجعلي الرياضة جزء مهما في حياتك”.
كما أشارت إلى أنّ ممارسة الرياضة تعتبر مهمة بالنسبة لمرض سرطان الثدي، وهو ما أكّده دكاترة مختصّون، حيث اعتبروا الرياضة محفّزا كبيرا نحو الشفاء من سرطان الثدي، فبالإضافة إلى كون الرياضة عاملا لتقوية الصحّة البدنية وبناء العضلات وتقوية المفاصل واستعادة الرشاقة واللياقة البدنية، تعدّ عاملا أهم لتعديل النفسية والتخفيف من التعب والألم في الرحلة العلاجية، بل إنّها نافذة حقيقية نحو الحياة والعيش بأمل الشفاء واستعادة الصحّة والعافية.
وفي سياق حديثها، أبرزت بسمة دادي أهمية مثل المبادرات التي تبرمج في هذا السياق وتهدف لدعم نفسية المريض ورفع معنوياته لمقاومة المرض ولزرع الأمل بالشفاء، مشيرة إلى أنّها كانت لها رفقة زميلات في المجال الرياضي تجربة العام الماضي في مستشفى محمد بوضياف بورقلة، حيث قدّمت في إطار مبادرة تمّت بالتنسيق مع مركز مكافحة السرطان، حصّة تدريبية باعتماد تمارين بسيطة تتلاءم وحالة المرضى وتراعي قدراتهم الجسدية وأغلب هذه الحصص مع مرضى سرطان ثدي تكون بدون بذل جهد كبير، خاصّة أنّهم يحتاجون إلى تمارين وحركات بسيطة فقط، مثل حركات التمدّد والاسترخاء.
كما أنّ معظم الحصص كانت بمتابعة من الأطباء المختصّين، مؤكّدة أنّها وزميلاتها من المدرّبات لاحظن إقبالا كبيرا وحبّا وفرحا في أعين المريضات أثناء ممارستهنّ للرياضة وكأنهنّ وجدن فيها متنفّسا لآلامهنّ وراحة نفسية تشجّعهنّ على الشفاء وعلى العودة من هذه الرحلة العلاجية بنفسية أقوى قادرة على خوض غمار معارك الحياة بأمل لا بألم.