الاستئصال الجراحي الوسيلة الناجعة للعلاج والشفاء من المرض
ثمّن رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بقاط بركاني البرنامج الذي عرضته اللجنة الوطنية للوقاية من مرض السرطان ومكافحته، واعتبر أن البحث في مجال هذا المرض هو الأساس الذي تبنى عليه الاستراتيجية الوطنية للتكفل والتقليل من عدد الوفيات التي تسجل سنويا، مشيدا بالمجهودات التي تبدلها الدولة لتحسين التكفل بمرضى المصابين بالداء الخبيث.
أبرز رئيس عمادة الاطباء الجزائريين بقاط بركاني في تصريح لـ «الشعب»، أهمية البحث في مجال مكافحة السرطان، مفيدا أن التكنولوجيا الحديثة التي تتوفر عليها الجزائر في مجال الطب، وكذا الكفاءات الطبية منها رئيس اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة السرطان، يمكنها ان تصل الى اكتشاف علاج فعال ضد السرطانات المختلفة التي يصاب بها الجزائريين، والتي تزيد عن 60 ألف حالة جديدة سنويا.
أوضح الدكتور بقاط أن البحث سيركز على نوعية الخلايا في جسم الفرد الجزائري والتي تختلف بحكم أصله وعرقه وكذا نمط أكله عن بقية الأشخاص في العالم، بحث ان اكثر السرطانات المنتشرة في أوروبا هي سرطانات الأمعاء، أما في الجزائر سرطان القولون منتشر بكثرة، وهما مرضين مختلفين، وعلاجهما يختلف، ولذلك، فإن البحث سيمكن من معرفة اصل المرض وكيفية حدوثه أو أسبابه بحسب البيئة التي يعيش فيها الجزائريين، وبالتالي يمكن انتاج علاج فعّال هنا ببلادنا، ما سيساهم كثيرا في التقليل من فاتورة الادوية الموجهة لمعالجة المرض الخبيث، علما ان الدولة خصصت 70 مليار دينار جزائري، ما يعادل حوالي نصف مليار دولار، لتمويل مبادرة وطنية لمكافحة السرطان.
وأضاف المتحدث أن البحث في مجال السرطان يساهم في تسهيل عملية اكتشاف أنواع السرطان خاصة التي تظهر من خلال علامات وأعراض مبكرة، لسرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والمستقيم والجلد والفم وبعض سرطانات الأطفال، ولفت الى ان التشخيص المبكر يساهم في العلاج والشفاء نسبة تصل الى أكثر من 90 بالمائة.
وأشار المتحدث في السياق الى التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال جلسة العمل التي جمعته مع رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من مرض السرطان ومكافحته البروفيسور عدة بونجار، حيث أمر برفع جميع العراقيل المرتبطة باقتناء الأدوية والمستلزمات الطبية والكشوفات المتعلقة بالتكفل بهذا المرض.
ويرى الدكتور بقاط ضرورة التركيز على عامل التوعية والتحسيس، لأنه يساهم بشكل كبير في الوقاية من المرض أو تعقيداته التي يتم تفاديها عن طريق الكشف المبكر والخضوع لعلاج، مفيدا ان العملية الجراحية هي الوسيلة الناجعة للشفاء من المرض وهي تحقق نتائج جد ايجابية، ولذلك يقترح القيام بعمليات تحسيسية على مستوى جميع المناطق والولايات، كما ان هناك دراسات تشير الى أن أكثر من ثلث السرطانات يمكن الوقاية منها.
كما أبرز الدكتور بقاط أهمية الاستئصال الجراحي للورم الخبيث بالنسبة لجميع أنواع السرطانات، حيث يشكل حجر الأساس في معالجة سرطان الثدي، حيث لا يمكن الشفاء من الأخير بشكل نهائي إلا بعملية الاستئصال، وهو أمر بسيط للغاية ويحقق نتائج إيجابية، بينما تأخر الفحص بالنسبة لأي نوع من السرطانات يؤدي الى ارتفاع عدد الوفيات.
ولفت المتحدث في هذا الإطار إلى أن بروتكول علاج السرطان قد تغير، حيث كان سابقا يستعمل العلاج الكيماوي كأول مرحلة لإيقاف تطور المرض ريثما تجرى العملية الجراحية ويتبع بالعلاج الإشعاعي كوسيلة لحرق كل الجهة المصابة وبالتالي توقيف تطور المرض وعلاجه، بينما حاليا يحدث العكس، اذ ثبت طبيا ان المرحلة الثانية هي الأساس ثم تأتي الأولى.