طباعة هذه الصفحة

تؤسّس لمشاريع كبرى لإنتاج 1.2 مليون طن سنويا

هـذه تفاصيل خطّــة تطويـر الهيـدروجين الأخضر

فضيلة بودريش

 الجزائر..مشروع مركز إقليمي وعالمي للطّاقة النّظيفة

 أحرزت الجزائر تفوّقا جديدا في طاقة غير تقليدية، من خلال التحول نحو الطاقة الخضراء التي ستحدث فارقا تاريخيا في أسواق الطاقة النظيفة في العالم، وفي الأسواق الأوروبية الأقرب للجزائر بحكم الموقع والجوار، بعدما رسمت محور التموين الطاقوي الأول من نوعه، سيربط منطقة الجنوب من منبعه بالجزائر مرورا بتونس الشقيقة، باتجاه أوروبا من أجل تموين عدة دول على رأسها ألمانيا والنمسا وإسبانيا. وتحسبا للمشروع العملاق، يتم إجراء العديد من الدراسات بشراكة ثقيلة ومتوازنة ورابحة مع كبريات الشركات العالمية.

 انطلقت الجزائر في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر والأزرق، وبناء العديد من الشراكات العالمية مع أكبر مهندسي صناعة الطاقة في العالم، المتحمسين لتحرك الجزائر السريع والقوي في ضوء القدرات الكبيرة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
فوق ذلك، تمكّنت الجزائر طيلة ستة عقود من الخبرة من إرساء بنية تحتية قوية للطاقة، وينتظر منها أن تدعم تكامل مصادر الطاقة المتجددة مع الطاقات الأحفورية التقليدية، علما أن خطة تطوير الهيدروجين تمتد إلى آفاق عام 2050، وتبرز الخارطة المسطرة بدقة تحديد خطوات أساسية لكل عشر سنوات.
وينتظر مع حلول آفاق عام 2030، التركيز على تطوير مشاريع تجريبية للهيدروجين النظيف والمستدام استعدادا لرهان التصنيع، أما فيما يتعلق بالفترة الممتدة بين عامي 2030 وآفاق 2040، من المقرر تكريس مشاريع واسعة النطاق بهدف تحقيق إنتاج 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا.
ومن المرتقب النجاح في تحقيق زيادة كبيرة في القدرة الإنتاجية مع حلول آفاق عام 2050، من أجل تلبية الاحتياجات المحلية والطلب المتزايد سنويا عبر الأسواق الدولية، والمتناسب مع الانتعاش الاقتصادي العالمي، خاصة في الأسواق الأوروبية بحكم قربها من الجزائر.
وأصبحت الجزائر لاعبا محوريا في ميدان الطاقات النظيفة، ومنتجا عملاقا في ضخ وتصدير الهيدروجين، من خلال استغلال خبراتها وقاعدتها من شبكة خطوط الأنابيب الحالية لتسهيل عملية التصدير نحو القارة الأوروبية.
وممّا تمّ رسمه ضمن معالم الإستراتيجية الوطنية، سلسلة من التدابير من أجل تشجيع الاستثمار، وتعزيز الشراكات الدولية، إلى جانب التركيز على تطوير المهارات المحلية، ولا تهدف الجزائر بهذا المشروع المستقبلي الضخم إلى تنويع مزيج الطاقة في البلاد فحسب، وإنما ترمي إلى التمكن من الإنتاج لتكون مركزا إقليميا وعالميا للهيدروجين الأخضر، مع الإسهام في التحول العالمي في مجال الطاقة.
وبما أنّ الابتكارات التكنولوجية تؤدي دورا حاسما في تشكيل مستقبل أنشطة الاستكشاف والإنتاج، فقد عملت الجزائر على جذب الشركاء، فالتحول القوي يرتكز على الشراكات القوية الضامنة لمصالح جميع الأطراف، من أجل أن يساهم الجميع في تعزيز الكفاءة، وخفض التكاليف وتقليل التأثير البيئي في عمليات الاستكشاف والإنتاج، في وقت بدأ يبرز التحول الرقمي في قطاع الطاقة، على غرار دمج تقنيات الاستخراج المعزز للنفط الجديدة، واستخدام التكنولوجيا الجيوفيزيائية المتقدمة للاستكشاف، بالإضافة إلى تكييف اتجاهات التكنولوجيا العالمية مع السياقات المحلية، والتقدم في تقنيات الحفر وعمليات الاستخراج، وكذا تأثير التكنولوجيا على تطوير القوى العاملة.
ويواجه الفاعلون من المنتجين في مشهد الطاقة الديناميكي، تحدي إيجاد التوازن بين الاستخدام المستمر للمحروقات ودمج حلول الطاقة النظيفة، باعتباره تحولا تاريخيا غير مسبوق، يرتكز على الاستراتيجيات المبتكرة المعززة لمزيج الطاقة العادل مع الحد من انبعاثات الكربون، في إطار الحرص على بلوغ التوازن الحاسم بين الاعتماد المستمر على المحروقات التقليدية والتكامل المتزايد لمصادر الطاقة النظيفة.