طباعة هذه الصفحة

من العلاج إلى أساليب الكشف والوقاية

الجزائر المنتصرة.. مقاربة شاملـة لمكافحة السرطان

تجسيد الرؤية الإصلاحية لقطاع الصحة والتكفل الطبي ببلادنا

حقّقت الجزائر في السنوات القليلة الماضية، نتائج إيجابية في ميدان مكافحة السرطان والوقاية منه، كللت سياسة قوية ومتابعة حثيثة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في إطار تجسيده لرؤيته الإصلاحية الأوسع لقطاع الصحة ببلادنا.
علي عويش
شكّل لقاء رئيس الجمهورية بأعضاء اللجنة، المنعقد الثلاثاء، فرصةً لعرض برنامج عملها خلال الفترة الممتدّة من 2024 الى غاية 2028، والذي يتكوّن من عدة أهداف وضعت لها اللجنة خارطة طريق لتحقيقها على الأمد القريب، المتوسط والبعيد.
يضيف لقاء رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بأعضاء اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، لبنة أخرى في مسار إصلاحي شامل يعزّز من نجاح المنظومة الاستشفائية ببلادنا، ويعيد وضع المواطن وكرامته في مقدمة أولويات عمل الحكومة. كما يؤسّس هذا اللقاء لعمل منهجي ومدروس يهدف إلى وضع معالم للسياسة الوطنية في مكافحة هذا المرض الخبيث.
تعتمد اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته في عملها على خمسة محاور أساسية، تضع الوقاية من المرض في مقدّمتها، باعتبارها -أي الوقاية- سبباً رئيسياً في تقليص معدّل المصابين به الى النصف، كما حدّدت اللجنة مسألة الكشف المبكّر كثاني محاور عملها في الفترة الممتدّة الى غاية 2028، خاصة بالنسبة لسرطان الثدي بالنسبة للنساء وسرطان القولون بالنسبة للرجال، حيث سيمكّن الكشف المبكّر من تفادي الحالات الخطيرة والحالات التي بلغت مراحل متقدمة.
اللجنة وخلال استعراضها برنامج عملها أمام رئيس الجمهورية، اعتمدت على التشخيص المبكّر كمحور هام آخر في تحقيق نتائج إيجابية ضد المرض، إلى جانب تحسين مسار المريض الذي يُعدّ نقطة جوهرية تسعى السلطات العليا الى تحقيقه، من خلال إعادة ضبط الخارطة الصحية بما يوفّر ظروف أحسن للمرضى ويسهّل من عملية تنقّلهم.
كما اتخذت اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته مسألة إشراك مراكز البحث والمؤسسات العلمية في حربها ضد هذا المرض كأداة هامة وهدف سامٍ في أجندة عملها المستقبلية، وهي خطة عمل تبنتها اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، نظراً لما تزخر به بلادنا من مؤهلات وكوادر أكاديمية وهياكل علمية مرموقة سيكون لها الأثر البالغ في تحقيق الأهداف المنشودة في مجال مكافحة السرطان.
تظهر المقاربة الشاملة التي تبنتها الدولة في مكافحة مرض السرطان والوقاية منه، من خلال المشاريع الضخمة التي أطلقتها السلطات العليا عبر مختلف ولايات الوطن، تظهر تحسّنا في البنية الصحية من خلال تدعيم المؤسسات الاستشفائية بمراكز العلاج أو الكشف عن السرطان، أو استحداث مؤسسات مختصّة كبرى، كما هو الحال بولاية الجلفة.
وترتكز هذه المقاربة، كذلك، على تدعيم المؤسسات الاستشفائية بأدوية مصنّعة محلياً لعلاج مرضى السرطان، وهو ما كان يشكّل أكبر التحديات التي تواجهها بلادنا في مساعيها الرامية إلى الحد من انتشار هذا المرض.
رئيس الجمهورية، الذي رفع سقف التحديات والتزم في أكثر من مناسبة بحفظ وصون كرامة المواطنين والقضاء على الفوارق التنموية، شجّع مخابر التصنيع على ولوج عالم صناعة أدوية مضادة للسرطان بمشاركة الفاعلين في هذا المجال، بعد أن كان الاعتماد بشكل مُفرط وحصري على الاستيراد.
يشكّل التوجّه الجديد خطوةً جبارة تُحسب للجزائر في حربها ضد السرطان، ودليلا آخر على مدى التقدّم الذي أحرزته بلادنا في مكافحة هذا المرض، وسيقودنا مستقبلاً للحديث عن تحقيق اكتفاء ذاتي من الأدوية المضادة للسرطان نظراً للتعاطي الإيجابي الذي تُبديه السلطات العليا مع هذا الملف.