طباعة هذه الصفحة

النّاقد والأكاديمي محمد الأمين بحري لـ”الشعب”

الـنّقد المحترف.. الـغائـب الكبـيـر..

رابح سلطاني

يرى النّاقد محمد الأمين بحري أنّ “الجامعة الجزائرية تعرف إشباعا في أقسام الفنون والآداب وفي عدد الكتب والرسائل والمقالات المرتبطة بالنّقد، غير أنّنا نعيش نقصا فادحا في النّقد المحترف المقترن بخدمة الإبداع والفنون، عدا بعض الأعمال النقدية الحرّة التي يكون لها الأثر العميق على المنجزات الأدبية والفنية، لكنّها تبقى معزولة عن دوائر الإنتاج الفنّي والساحة الإبداعية”.

ونوّه محمد الأمين بحري –في تصريح لـ«الشعب” بالأجيال الحديثة، وتلك الأسماء المتوالية في مجال النّقد والأدب في الجزائر، على غرار السعيد بوطاجين ومخلوف عامر، ومن سبقهم من أسماء لامعة، قدّمت للنّقد الكثير مثل جيل بختي بن عودة ومحمد ناصر وعبد المالك مرتاض، ليأتي تلامذتهم أمثال عبد الحفيظ جلولي ومحمد خطاب وفيصل الأحمر.. وغيرهم ممّن ساهموا ـ في إعطاء نسق جديد للحركة النّقدية.
وأشار بحري إلى أنّ عملية النقد بالجزائر غير متوازنة الفئات، كون أنّ النّاقد الفنّي سيجد فيضا للممارسة ومتسعا للشراكة في المجالات الأدبية، على عكس الفنون الأخرى كالمسرح والسينما والموسيقى، وغيرها من الفنون، ليقول “هي المجالات التي يعدّ نقّادها على أصابع اليد أحياناً، ما يجعلنا نقول بأنّ كفّة النّقد الفني غير متوازنة فئويا وممارساتياً، وبالتالي تشهد بعض جوانبها تكتّلا فائضاً، بينما تشهد مجالات فنية أخرى ندرة وغربة رهيبة في النّقد الفنّي”.
ويعتبر بحري أنّ مسألة المؤهّل لممارسة النّقد بشكل عام، هي في الحقيقة حقّا مشروعا لكلّ من أوتي تمكينا فنيا أو تقنيا حول أيّ فنٍّ من الفنون التي تبرز لدى المنتقد، من خلال إبداء رأيه الانطباعي أو الدراسة الغنية بحسب درجة تمكّنه ومجاله في الممارسة النّقدية.