كان فريق مولودية الجزائر المستفيد الكبير من فعّاليات الجولة الخامسة من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، بعدما تمكّن من العودة من مدينة خنشلة بفوز ثمين أمام الاتحاد المحلي بهدف دون رد، سمح له من خطف صدارة ترتيب الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.
استفاد فريق مولودية الجزائر من نتائج المباريات الأخرى في الجولة الـ5، ليضمن صدارة ترتيب الرابطة المحترفة، لأوّل مرّة منذ انطلاق الموسم الكروي (2024 - 2025)، بعد تعثر الرائد السابق فريق أولمبيك أقبو الذي فرض عليه التعادل السلبي من قبل ضيفه جمعية الشلف، وكذا انتهاء الداربي العاصمي الذي جمع بين فريق اتحاد العاصمة وضيفه شباب بلوزداد كما بدأ بدون غالب ولا مغلوب.
حقق زملاء القائد أيوب غزالة فوزا معنويا مهما هو الثاني لهم على التوالي، بعد العودة في الجولة التي قبلها من مدينة قسنطينة أمام الشباب المحلي بتعادل بنتيجة هدف في كل شبكة، حيث تمكن بطل الموسم المنصرم أخيرا من تحقيق فوزين متتاليين لأوّل مرّة منذ انطلاق الموسم.
عاد فريق مولودية الجزائر بفوز من خنشلة، لكنه للمواجهة الثانية تواليا لم يصنع الكثير من الفرص طيلة تسعين دقيقة، حيث بدأ المشكل في صناعة الفرص السانحة للتهديف في مواجهة مولودية وهران، أين لم يستغل الفريق الرواقين كما يجب، وبعد توغل وحيد على الرواق الأيمن من قبل الظهير الأيمن محمد حلايمية، جاء هدف السبق بعد أخذ ورد لتجد الكرة زكريا نعيجي متحررا من الرقابة ووضعها ببراعية في الزاوية البعيدة، وأمام اتحاد خنشلة صنع الفريق فرصتين اثنتين، الأولى كانت خارج الإطار، والثانية وضعها حلايمية بالرأس داخل شباك الحارس أسامة ليتيم، مستغلا التوزيعة الميليمترية للظهير الأيسر مروان خليف، الذي شارك أساسياـ بعد تعرض حمزة موالي للإصابة في التدريبات.
يعاني عميد الأندية الجزائرية من مشكلة صناعة الفرص عكس الموسم المنصرم، الذي كان فيه الفريق يصنع ما بين 10 إلى 20 فرصة في لقاء، وهو ما سمح له من ترجمة أكبر عدد منها إلى أهداف، ما جعله ينهي الموسم بتسجيله لـ 55 هدفا، 14 منها وقّعها يوسف بلايلي و12 كانت من نصيب زكريا نعيجي.
شهدت بداية الموسم كثرة إصابات لاعبي خط الوسط والهجوم لفريق مولودية الجزائر، أين بدأ الفريق الموسم منقوصا من خدمات المهاجم الإيفواري روماريك واتارا، الذي تعرض لإصابة في الرباط الصليبي بنصف نهائي كأس الجمهورية الموسم المنصرم، وفي اللقاء الأوّل للموسم أمام فريق واتانغا الليبيري أصيب مهدي بوشريط، الذي أجرى منذ أسبوعين عملية جراحية ستبعده عن الميادين لمدة ثلاثة أشهر ونصف.
تفاقمت بعدها الإصابات بين اللاعبين حيث أصيب كل من (ثابتي ومرزوقي)، اللذان غابا عن مواجهتي الاتحاد المنستيري التونسي ذهابا وإيابا، ليصاب بعدهما الجناح الأيمن الجديد الطيب مزياني، الذي يعمل على استعادة المنافسة لاسترجاع إمكانياته، بعدما ابتعد عن المنافسة خلال النصف الأول من الموسم المنصرم، حين كان يحمل ألوان فريق أبها السعودي، ولعب عشرين مقابلة بألوان النادي الإفريقي من الميركاتو الشتوي إلى نهاية الموسم دون أن يبرز، ليوقع بعدها على عقده مع العميد هذه الصائفة، وهو نفس المشكل الذي يعاني منه أندي ديلور مع بداية الموسم الحالي، بعدما ابتعد عن الميادين منذ شهر جانفي المنصرم، بعدما قرر الرحيل عن فريق أم صلال القطري، ويسعى لاسترجاع كامل لياقته البدنية، أين شارك في اللقاءات الأربعة الأولى للرابطة المحترفة، قبل أن يغيب عن سفرية خنشلة بسبب زكام حاد.
كما أن المهاجم الأكثر فعالية خلال فترة التحضير لانطلاق الموسم الكروي سفيان بايزيد، تعرض لإصابة قوية خلال مواجهة الاتحاد المنستيري في اللقطة الذي جلب على إثرها ركلة جزاء، ضيعها أمين مسوسة في الأنفاس الأخيرة من عمر المواجهة، ويغيب منذ انطلاق مباريات الرابطة المحترفة لكرة القدم، فيما تعرض الوافد الجديد زكريا دراوي لإصابة في ذراعه عشية ذات اللقاء اضطرته لإجراء عملية جراحية، كما أن مهندس تتويج الموسم المنصرم محمد بن خماسة، تعرض هو الآخر لإصابة قوية على مستوى الركبة في بداية لقاء نادي أتليتيك بارادو، وهو ما أبعده عن المنافسة الرسمية إلى غاية لقاء اتحاد خنشلة، الذي عاد فيه بديلا في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
كل هذه الغيابات جعلت قوة الخط الأمامي تتلاشى في ظل ابتعاد أقوى العناصر التي يملكها الفريق، وبالرغم من ذلك إلا أن الطاقم الفني للمولودية عرف كيف يسير مبارياته بامتياز محليا وقاريا، حيث يتصدر الرابطة المحترفة لكرة القدم وضمن قبلها العبور إلى دور المجموعات من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، محققا 6 انتصارات وتعادلين وهزيمة وحيدة بنتيجة (1 - 0) في تونس أمام الاتحاد المنستيري.
بوميل يحلّ معضلة الكرات الثابتة
نجح الطاقم الفني للعميد من حل معضلة تلقي الفريق للأهداف من كرات ثابتة، حيث أن النقطة السوداء للفريق منذ الموسم المنصرم، كانت في تلقي الفريق لأهداف كثيرة من كرات ثابتة من مخالفات أو ركنيات، وهو ما تواصل مع بداية الموسم الحالي، أين تلقى الفريق أربعة أهداف في 9 لقاءات، الأول كان من خطأ تسبب فيه المدافع أيوب غزالة في لقاء الاتحاد المنستيري برادس، والثاني سجل من ركلة جزاء ارتكب الخطأ فيها المدافع المحوري باجو، في حين أن هدفي شبيبة القبائل وشباب قسنطينة سجلا برأسية بعد استغلال ركنية، وهو ما لم يحدث في المواجهتين الأخيرتين، بعد العمل الكبير الذي قام به الفريق خلال الأسبوعين المنصرمين بالتدريبات.
يرتقب أن يتحسن مردود أصحاب الزي الأحمر والأخضر بداية من لقاء الخميس المقبل، الذي سيحتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي أمام أولمبيك أقبو لحساب الجولة السادسة، حيث سيجد اللاعبون معالمهم، هم الذين استقبلوا منافسيهم منذ انطلاق الموسم في ثلاثة ملاعب (نيلسون مانديلا ببراقي، علي عمار - المدعو علي لابوانت بالدويرة، مصطفى تشاكر بالبليدة).
كما أن الطاقم الفني سيستفيد من عودة زكريا دراوي من الإصابة، في حين ستتقرر عودة القائد أيوب عبد اللاوي إلى التدريبات الجماعية من عدمها قبل حصة الاستئناف، الأمر الذي سيعطي الفريق أكثر قوة أمام الوافد الجديد أولمبيك أقبو، وقد يحرر اللاعبين قبل الداربي العاصمي ضد اتحاد العاصمة لحساب الجولة السابعة.
تجدر الإشارة أن فريق مولودية الجزائر يبحث عن الاحتفاظ بلقب الرابطة المحترفة الأولى هذا الموسم، والذهاب بعيدا في منافستي كأس الجمهورية ورابطة أبطال إفريقيا، للسير قدما بمشروع الفريق القاضي بمعانقة لقب على الأقل كل موسم والمشاركة بقوة في المنافسات القارية.