طباعة هذه الصفحة

نشّـط نـدوة “مظاهرات 17 أكتوبر في باريس”.. المجـاهـد موح كـلـيـشـي:

دماء الجزائـريين في “الـسين” تـروي ملـحـمة نـضال خالـدة

أمينة جابالله

أكّد المجاهد “موح كليشي” خلال ندوة احتضنها المركز الثقافي عبان رمضان “نادي الفنّانين”، بعنوان “مظاهرات 17 أكتوبر في باريس”، أنّ ما حدث في ذلك اليوم كشف للعالم فظاعة الجرائم المقترفة في حقّ الجزائريين، ضحايا المسيرة السلمية في باريس والّذين مازالت دماؤهم في نهر السين تروي حكاية نضال خالدة..

وقال المجاهد محمد غفير، المعروف باسم “موح كليشي”، إنّ المظاهرات جرت إثر نداء وجّهته فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا بعد تسجيل عدّة حالات عنف للشرطة وعمليات قتل ضدّ الجالية الجزائرية، مشيرا أنّ الاستعمار الفرنسي الغاشم أقحم 500 حركي من أجل قمع جهود المناضلين الجزائريين وفيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، إلاّ أنّه فشل في التأثير على إرادة وعزيمة المناضلين.
واعتبر المتحدّث أنّ أحداث 17 أكتوبر تعدّ أكبر المجازر ضدّ مدنيين في أوروبا في القرن الـ19، كما كانت بداية الطريق نحو استقلال الجزائر، حيث وجد المستعمر نفسه مرغما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني.
وقال المجاهد: “شارك في قمع هذه المظاهرات 7 آلاف شرطي و1400 دركي فرنسي، وشهدت العاصمة باريس وضواحيها، خاصّة في كلّ من شارع “سانت ميشيل”، وحي “سانت سيفرين”، إلى جانب شارع “الشانزلزيه”، مسيرات سلمية بتنظيم محكم من قبل المناضلين الذين بلغ عددهم نحو 1800 مهاجر جزائري، احتجاجا على حظر التجوال الذي فرضه المجرم موريس بابون ضدّ المهاجرين”، وتابع قائلا: “لقد راح ضحية تلك المظاهرات السلمية المئات من الجزائريين، ووصلت جرائم فرنسا إلى حدّ قتل الأطفال دون هوادة ورميهم جميعا في نهر السين، إثر أوامر صدرت عن المجرم موريس بابون، الذي كان شخصيا يطبّق تعليمات أملتها عليه السلطات العليا لفرنسا آنذاك”.
وفي أثناء حديثه عن قائمة شهداء تلك الواقعة التاريخية، استعرض المجاهد “موح كليشي”، صورة أصغر شهيدة رُميت في نهر السين، بعدما تركت مقاعد الدراسة والتحقت بمظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس، وعمرها لم يتجاوز 15 سنة آنذاك اسمها “فاطمة بدار”، والتي رغم صغر سنّها وتواجدها بأرض الغربة، كانت تتمتّع بالوعي الوطني العالي، وأضاف أنّ براءتها لم تشفع لها لدى الجلاّدين، حيث نكّل بها أبشع تنكيل وألقي بها مثل المئات من الجزائريين بنهر السين وبقنوات صرف المياه القذرة، ولم يعثر عليها إلا بعد 14 يوما، عالقة في قناة دوستان، من طرف عمال الصيانة المكلّفين بتنظيف شباك المنفذ لهذه القناة.
 وفي ختام مداخلته، دعا المجاهد محمد غفير، شباب اليوم إلى ضرورة الاطّلاع على كتب التاريخ التي توثّق بطولات شعب بأكمله، لم يتردّد في التضحية بحياته وما يملك من أجل استرجاع استقلال بلاده من جهة، ومن جهة أخرى، شدّد على وجوب وأهمية النهل من الصفحات الخالدة لهذا التاريخ المجيد كمنطلق متين لبناء مستقبل زاهر وجزائر قويّة.