طباعة هذه الصفحة

دعا المرشدين الدينيين إلى الانضباط واحترام دفتر الشروط

عيسى: لن نتسامح مع من يقصر في خدمة الحجاج

سهام بوعموشة

دعا محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية، أمس الأول، المرشدين الدينيين إلى ضرورة الانضباط واحترام دفتر الشروط وكذا الالتزام بخدمة الحجاج، البالغ عددهم هذه السنة 28 ألفا و800 حاج، محذرا إياهم من تعرضهم لأحكام إدارية حازمة في حال ثبوت تقصيرهم في أداء المهام المنوطة بهم، قائلا: «لن أتسامح مع من يجد الحاج حجة عليه بأنكم لم تفقّهوهم في أداء مناسك الحج، وتجيبوا عن أسئلتهم»، مشددا على ضرورة التصدي للتيارات التي تحاول تشكيك الحجاج في دينهم.

قدم محمد عيسى في لقائه بالمرشدين الدينيين بدار الإمام بالمحمدية، مجموعة من التوجيهات إلى هؤلاء بضرورة الإخلاص في أداء عملهم تجاه الحجاج، كي يؤدوا الركن الخامس من الإسلام بشكل صحيحو لأن بعض الحجاج يجهلون طريقة أداء مناسك الحج، واصفا مهمّة المرشد الديني بالشريفة والخطيرة في نفس الوقت، من حيث أثرُها الديني والأخلاقي والسياسي والإداري.
وأبرز وزير الشؤون الدينية أهمية دور الإمام قائلا: بأنه يمثل النخبة الدينية في المجتمع الجزائري، الذي يسمح له ارتداء لباس الإمام وهو يؤدي مهامه، مشيرا إلى أنه لا فضل للمسؤولين بأن المرشدين في قائمة من بعثوا لأداء هذه الرسالة، وهذا امتحان لهم في إخلاصهم وحسن أدائهم، وتبليغهم لوحي السماء والكتاب والسنّة والمرافقة والإرشاد.
وفي هذا الصدد، أكد عيسى أن الدولة الجزائرية تدعم الحج سنويا وهذا العام تحمّلت مصاريف 24 ألف دج عن كل حاج، وأذنت برفع مستحقات المرشد الديني، كما التزمت في دفتر الشروط مع المرشد بتوفير أماكن الإقامة للحجاج تكون قريبة من أداء مناسك الحج، وفي هذه المسألة توجه للمرشدينو قائلا: «لا ينبغي أن تمنوا الحجاج بأنهم ذاهبون في رحلة سياحة وأنهم سيجدون الرفاهية، لأن الحج هو مشقة».
وشدد في هذا الإطار، على وجوب تنبيه كبار السن من الحجاج بلزوم الجماعة واقتصاد طاقتهم وأن لا يبددوها في الأسواق، وكذا تحسيسهم بتناول الأطعمة الصحية اجتنابا للأمراض، وهذا بالتعاون مع أعضاء البعثة الطبية، مع أخذ الاحتياطات وعلى رأسها النظافة.
وحمّل وزير الشؤون الدينية، المرشد الديني مسؤولية الاستماع للحجاج وتبليغ شكواهم للإدارة، عندما لا تلتزم الوكالات بتوفير الإسكان للحاج مثلما هو متفق عليه. وجدد دعوته للمرشدين التحلي بالانضباط والالتزام باحترام دفتر الشروط قائلا: «إننا نخوض معركة روحية، ومهمة سياسية لإثبات أن الجزائر دولة قوية رغم الدسائس، بالتفاف موظفيها حول قيادة رشيدة، ضد التيارات الهدامة التي تحاول التسلل إلى غرف الحجاج بدعوى الهدي، أو الإرشاد أو بث أفكار مضللة».
وفي هذا الشأن، حذّر عيسى من مثل هذه التيارات التي تحاول هذه السنة اختراق صفوف المرشدين لتضليل الحجاج، قائلا: إن الإمام هو الجندي الذي يدافع عن الجزائريين ضد من يريد تشكيكهم في دينهم، مضيفا بأن مرجعيتنا الوحيدة في إعطاء الدروس الفقهية هي هيئة الإفتاء التي تراعي هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب للاجتهاد الذي يرفع الحرج عن الحجاج.
وقال أيضا، إن الربيع العربي الذي أصاب الكثير من الشعوب العربية وهدّمها، هو بفعل جرثومة الشك في الوحدة والقيادة الوطنية والانتماء، داعيا المرشدين للتصدي لذلك، لأنهم أجدر بهذه المهمة بحكم تكوينهم الفقهي الصحيح، وهم أحسن صورة للجزائر بالخارج في هذه المهمة، على حد قوله.
تجدر الإشارة، إلى أن اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الدينية بالمرشدين الدينيين بدار الإمام بالمحمدية، أتبعه تنظيم ورشة عمل حرصا على إنجاح مهمة المرشد الديني.