طباعة هذه الصفحة

البروفيسور عبد القادر فيدوح لـ ”الشعب”:

نصرة القضية الفلسطينية.. ثابت جزائري

فاطمة الوحش

أكّد البروفيسور عبد القادر فيدوح أنّ الجزائر حكومة وشعبا، ودبلوماسية، لعبت دورا فعّالًا في نصرة القضية الفلسطينية من خلال الدفاع المستمر عن حقوق الشعب الفلسطيني على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز التضامن العربي والإفريقي مع القضية، وتقديم الدعم الإنساني والمادي خلال الأزمات.

وقال عبد القادر فيدوح - في تصريح لـ«الشعب” – إنّ مرور عام على حرب الإبادة المسلّطة على شعبنا الفلسطيني، يوضح أنّ “عملية طوفان الأقصى” تركت آثارًا عميقة على الصعيدين العربي والدولي، ما يستدعي تقييمًا شاملاً للنتائج والتداعيات، خاصة مع ما شهدت فلسطين من ترويع وتهجير وقتل ممنهج.
وأوضح فيدوح أنّ العمليات العسكرية تسبّبت في نزوح أكثر من مليوني فلسطيني داخل غزّة، ممّا يُعزّز من معاناة السكان ويزيد من الضغوط الإنسانية، حيث أدّت العملية من ناحية الآثار السياسية إلى تغيّرات في ميزان القوى وإعادة تقييمها، وزادت من قوّة الفصائل الفلسطينية في نظر بعض المراقبين.
ويضيف: “في مقابل ذلك، عزّزت عملية طوفان الأقصى الشعور بالهوية الوطنية لدى الفلسطينيين، ممّا قد يؤدّي إلى مزيد من التلاحم الداخلي رغم الانقسامات السياسية. ويمكن القول إنّ عملية طوفان الأقصى قد أحدثت تغييرات جذرية على مختلف الأصعدة.
وتابع محدّثنا أنّه يمكن تقييم نتائج هذا الحدث على القضية الفلسطينية من جوانب متعدّدة، سواء على الصعيد السياسي أو الشعبي أو الدبلوماسي. قائلا إنّه “على الرغم من أنّ هذا الصراع ما زالت آثاره عميقة ومستدامة، فإنّ واحدة من أهم النتائج هي تعزيز الشعور بالوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، خاصة بين سكان الضفة الغربية، قطاع غزّة، وأراضي 48؛ وفي ضوء ذلك، عزّزت المقاومة الفلسطينية من مكانتها كعنصر قويّ في القضية الفلسطينية. بما في ذلك أداء فصائل المقاومة، من خلال إعادة توجيه الانتباه إلى الفعّالية العسكرية كأداة مقاومة.”
ولفت فيدوح إلى أنّنا شهدنا خلال هذه الأحداث تحوّلاً كبيرًا في التغطية الإعلامية العالمية. ووسائل الإعلام الغربية التي كانت تُعتبر في كثير من الأحيان منحازة إلى هذا المحتل الغاشم، أصبحت أكثر انتقادًا له ولسياساته، وسلّطت الضوء على الانتهاكات المنتهجة ضدّ الفلسطينيين. وفضلا عن ذلك، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي – رغما عن التضييق المقصود - دورًا كبيرًا في نشر القضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق، ممّا ساهم في خلق موجة عالمية من التضامن الشعبي مع الفلسطينيين.
أما بالنسبة إلى تعزيز التعاطف الدولي - يقول فيدوح-  فقد شهدنا تزايدًا في الحركات التضامنية الدولية مع فلسطين، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وقد طالبت هذه الحركات بالعدالة للفلسطينيين، واحتجّت ضدّ السياسات الصهيونية الاستيطانية والعسكرية. ومن ثمّة فإنّ هذا التعاطف الدولي قد أخذ شكل احتجاجات واسعة، ومواقف تضامن عبر الجامعات والمجتمعات، ما عزّز من الحضور الشعبي للقضية الفلسطينية على المسرح الدولي.
وفي الوقت نفسه، يؤكّد المتحدّث، أنّه لا يمكن إغفال التبعات الإنسانية على سكان غزّة، بعد أن ترك العدو الصهيوني آثارا مدمّرة على البنية التحتية، ممّا أدّى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية التي كانت أصلاً كارثية؛ إذ فقدت آلاف العائلات منازلها، وتدهورت الظروف المعيشية بشكل كبير. ومع استمرار الحصار، ما زالت غزّة تواجه تحديات إنسانية واقتصادية خطيرة..
واعتبارا لذلك، قال فيدوح إنّ الصبر الفلسطيني أعاد إحياء القضية الفلسطينية بشكل قويّ على عدّة مستويات، سواء على الصعيد الشعبي أو الرمزي أو الدولي. ولكن رغم المكاسب المعنوية والسياسية، لا تزال هناك تحدّيات كبيرة على الأرض، خاصة فيما يتعلّق بالوضع الإنساني في غزّة واستمرار الاحتلال الصهيوني بممارساته اللاّإنسانية”.
وفي سياق متصل، أكّد فيدوح أنّ الدبلوماسية الجزائرية كانت من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي، منوّها بالمواقف الثابتة للجزائر تجاه حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة. قائلا إنّه “في ضوء عملية “طوفان الأقصى”، كان للدبلوماسية الجزائرية دور ملحوظ في تعزيز الدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني.”
وفي سياق متصل، لفت المتحدّث إلى أنّ الجزائر لعبت دورًا نشطًا في جمع الدعم للقضية الفلسطينية، خاصة بعد أن استغلت الجزائر عضويتها في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، للتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة توفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
وأضاف بأنّ الجزائر عملت على تنسيق مواقف الدول العربية والإفريقية لدعم فلسطين خلال هذه الأزمة، وفي ضوء ذلك، دعت الدبلوماسية الجزائرية إلى اجتماعات طارئة على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة هذا التصعيد، وحشدت التأييد لموقف مشترك يدعم الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى الجهود السياسية - يواصل فيدوح - قدّمت الجزائر مساعدات إنسانية للفلسطينيين خلال الأزمة، بما في ذلك دعم النازحين والمصابين جراء العمليات العسكرية. كما دعت إلى تقديم دعم دولي للفلسطينيين لتخفيف المعاناة في غزّة والضفة الغربية.
أما بخصوص موقف الشعب الجزائري، فقد أشار المتحدّث إلى أنّه كانت هناك تظاهرات ومواقف تضامنية واسعة في الجزائر دعمًا للفلسطينيين، ممّا يعكس الارتباط العميق بين القضية الفلسطينية والشعب الجزائري، وهو ما عزّز المواقف الدبلوماسية للحكومة الجزائرية.
وخلال حديثه عن دور المثقّف الجزائري في نصرة فلسطين، قال فيدوح إنّ “ المثقّف الجزائري لم يبخل بما يلزم من تقديم النشاطات، والفعّاليات المبرمجة حول القضية الفلسطينية، على غرار ما تقوم به أكاديمية الوهراني بوصفي أحد مؤسّسيها التي وضعت شعارها في كلّ نشاطاتها، منذ طوفان الأقصى إلى يومنا هذا: “أكاديمية الوهراني توثِّق فعّاليّاتها تضامنا مع غزّة المكافحة”، وأضاف فيدوح: “لعلّ من مكاسب طوفان الأقصى، والمقاومة الشريفة: تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر”..