طباعة هذه الصفحة

لــيـس رثـاءً..

شعر:المتوكل طه

..وكان ما كان! أشجارٌ إذا خرجت
 بزيتها الثرّ حتى فاضتِ النارُ
وكنتَ غزّةَ؛ فيّاضاً..وموقدةً
 من النجوم، ووجهُ الأرض نوّارُ
ميراثك الوردةُ الحمراء ناشرةً
 طيوبَها وعلى الأمداء صبّارُ
وأنت هذا الفتى، بابُ المدينةِ إذ
 أنَّ الرصاصَ لها قلبٌ وأسوارُ
كأنَّ سيرتَكَ العصماءَ ليس لها
 نِدٌّ، ونهجُكَ للأحرارِ  أنوارُ
وخلّفوك، وللأسياف عتمتُها
 إذا تلاقت على الأطهارِ أشرارُ  
أبا الشهيد! وما في القلب من سعَةٍ
 للقاتلين وخلف السّورِ جزّارُ
غَنَّتْكَ يا سيدَّ الشمسين باكيةٌ
 شجونه، من جليل الدمع، قيثار
وآل بيتك منذورون مُذ خُلقوا
 للنَطْع، والطّفُّ آياتٌ وأقدارُ
وكربلاءُ، ونَوْحُ الهادلاتِ على
 رأسِ الشهيدِ، ودون الماء بتّارُ
حتى غدوتم، ووجهُ الله مبتسمٌ،
 وطَيْفكم فوق تاج الرمح أقمارُ
فبارك اللهُ هذي الأرضَ ما عصفت
 ريحٌ، وأبكت عيونَ النبع أمطارُ
وكلّ أيامنا نصرٌ إذا اجتمعت
 ليمونةُ البحرِ والزيتونُ والدارُ
والخارجون على مرّ الزمان لهم
 تأويلُ كُفْرٍ، وعَارٌ دونه العارُ
يا للمشكك! ما للقومِ قد ترَكوا
 مناقباً ملؤها للأهل إصرارُ
هذا الإمامُ الذي إن مات محتسباً
 ففي شهادته للحقِّ أعْمارُ
كأنَّ ما كان لم يَمْضِ الزمانُ به؛
 قَصفٌ وذبحٌ وأحقادٌ وكفّارُ
ولست أخشى على أُخت الرجالِ إذا
 ترنّقَت بدم الأبناءِ آثارُ
ولست أخشى على رَكْبِ الفواطم إنْ
 يحدوه بالفَرَس الشقراء كرّارُ
كأنّهُ منذ محرابِ الدماءِ إلى
 مَنْ مات من أهله، حيٌّ ومغوارُ
يرجون بالآية الغرّاء أنْ يرثوا
 مجدَ النبيين، والإشراقُ ديّارُ