أعرب مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا «برناندينو ليون «عن اقتناعه بأن التدخل الخارجي لا يمكنه أن يوقف الاضطرابات في ليبيا حيث أن الإنقسامات السياسية والصراع الداخلي يدفعها بعمق نحو الفوضى.
وقال ليون - في تصريح أدلى به في القاهرة أمس - إن ليبيا بحاجة إلى دعم دولي لمساندة شعبها الذي يريد محاربة الفوضى وذلك عبر عملية سياسية.
من المقرر أن يتسلم «ليون «مهام منصبه رسميا مطلع سبتمر القادم حيث سيتعيـّن عليه قيادة الحوار السياسي الذي دعا إليه مجلس الأمن بعد تصاعد حدة الخلافات السياسية وارتفاع وتيرة الاقتتال في كل من مدينتي طرابلس وبنغازي. كما أدان بيان وقعته واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما ما وصفته بالتدخلات الخارجية التي تغذي الانقسامات في ليبيا، و ندّدت بشدة باحتدام المعارك وأعمال العنف في ليبيا مطالبة بمواصلة العملية الديمقراطية.
و من جهته أعلن الاتحاد الأوروبي أمس اعترافه بمجلس النواب الليبي داعيا إيّاه إلى تشكيل حكومة شاملة بشكل عاجل تكون قادرة على تحقيق تطلعات الشعب الليبي لبسط الأمن وتحقيق المصالحة الوطنية.
وأكّد الاتحاد الأوروبي في بيان له نشر بطرابلس على دعمه وتشجيعه للجنة الستين داعيا إياها إلى مواصلة عملها وجهودها من أجل صياغة مسودة دستور يكفل حماية حقوق كافة الليبيين.
وأعرب عن رفضه استخدام السلاح من أجل تحقيق أهداف سياسية مؤكدا أن الحوار الشامل هو الحل الوحيد لمعالجة الأزمة الراهنة في ليبيا، و هو نفس الموقف الذي أعربت عنه دول الجوار في اجتماعها بالقاهرة ، حيث اعترفت بمجلس النواب جهة رسمية شرعية ممثلة للشعب الليبي.
هذا ولازال الوضع الأمني متدهورا بليبيا ، و يزداد تعقيدا بالنظر إلى تجادبات المجموعات المتصارعة و من يحركها من الخارج، ففي طرابلس أعلن المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته حالة الطوارئ في البلاد وتشكيل حكومة موازية برئاسة عمر الحاسي، ودعت «أنصار الشريعة»، القريبة من تنظيم القاعدة، قوات «فجر ليبيا» للانضمام إليها. في مقابل ذلك أدى رئيس هيئة الأركان المعين من برلمان طبرق، عبد الرازق الناظوري، اليمين وخلال تسلمه مهامه رسمياً أعلن الناظوري الحرب على الإرهاب والتكفيريين في بلاده.
ومن ناحية ثانية ، استنكر رئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان) عقيلة صالح قويدر الاعتداء على منازل رئيس الحكومة عبد الله الثني ووزير المواصلات والنقل محمد عبد القادر وبعض المواطنين وطالب بضرورة التعامل مع مرتكبي هذه الأحداث والتحقيق فيها.
وفي القاهرة أفاد البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي أن جيران ليبيا اتفقوا على عدم التدخل في الشأن الليبي من أجل إنهاء حالة الفوضى والاشتباكات الجارية في البلاد داعين إلى حوار وطني ونبذ العنف.