الدبلوماسية الجزائرية انتقلت من الخطاب النظري إلى العمل الميداني
تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من استقطاب المجتمع الدولي، محققّة بذلك مكاسب على المستوى العربي والقاري، من خلال الحركية التي تتميّز بها، وهي تسعى من خلال عضويتها بمجلس الأمن، إلى تحقيق مزيد من المكاسب للإنسانية فيما يتعلق بنصرة القضايا العادلة وتحقيق التنمية للجميع، بحسب ما أبرز الدكتور إسماعيل دبش أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر.
يتزامن تمثيل الجزائر في الدورة الجارية حاليا بالأمم المتحدة بصفتها عضوا في مجلس الأمن، وهذه العضوية خلقت حركية غير مسبوقة للدبلوماسية الأممية داخل منظمة الأمم المتحدة، حيث أفاد الأستاذ دبش في تصريح لـ«الشعب” أن الجزائر رغما عن عدم امتلاكها لـ«حق الفيتو”، استطاعت من موقعها كعضو بهذه الهيئة، أن تحرك المجتمع الدولي تجاه القضايا الكبرى التي تهم الإنسانية جمعاء.
يأتي هذا عقب الخطاب المتميز الذي ألقاه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قبل عام، عندما طالب المجتمع الدولي أن يبعد التجاوزات والازدواجية والانحرافات، ويتجّه نحو الأمن والسلم الدوليين، والرفاهية والتطوّر للجميع، وذكر دبش أن وزير الخارجية موجود بالأمم المتحدة لتمثيل رئيس الجمهورية، وبالتالي هذا الخطاب، يعكس إرادة الرئيس وقناعاته الدبلوماسية التي يصرح بها على الدّوام، ويؤكدها في خطاباته وتصريحاته الإعلامية أو في لقاءاته مع قادة العالم وممثلي الدول.
ويرى دبش أن الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تتزامن مع أزمات خطيرة قد تقود العالم إلى وضع غامض وخطير، وهي قضايا تهم الجميع، سواء ما تعلق بالوضع في أوكرانيا أو الجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني في فلسطين وفي لبنان وفي السودان وغيرها من الأزمات، وهذا ما جعل الجزائر ترافع لصالح تسوية هذه القضايا، وإيجاد حلول مناسبة لها.
وأبرز المتحدث أن الجزائر في مرافعتها لا تمثل إفريقيا والعرب فقط، وإنما تمثل العالم ككل، موضحا أن ما حدث من إجماع بالجمعية العامة للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية، يرجع للدور الكبير الذي لعبته الدبلوماسية الوطنية في هذه الجمعية، حيث التفت جميع دول العالم حول مبادرات الجزائر، باستثناء الكيان الصهيوني والنظام المغربي وعدد من حلفائهم.
ويؤكد الأستاذ دبش أن الجزائر أصبحت تمثل مرجعية وقوّة اقتراح للعالم ككل فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية والتنمية، فهي تقود حركية غير مسبوقة منذ خمس سنوات ميدانيا، ما يعني أنها تعمل على الانتقال من الخطاب إلى الفعل الميداني، وقد وعد رئيس الجمهورية فأوفى.. وعد الفلسطينيين بأن تكون لفلسطين مكانة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وحقّق وعده، ووعد بأنه سيعمل على إصلاح منظومة الأمم المتحدة، والأمور تسير في هذا الاتجاه.
وذكر دبش - في السياق - أن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت قبل أسابيع بأن الأفارقة يجب أن يمثلهم عضوان في مجلس الأمن، كما طالبت الجزائر بالتعددية القطبية، وهذا ما يتحقق كذلك، إضافة إلى مكاسب أخرى كثيرة حققتها بلادنا، وأشار دبش إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تتميّز بالحركية البناءة، ما يكفل لها استقطاب المجتمع الدولي، وهو ما سيتضاعف في المدى القريب.