استفادت العاصمة في السنوات الأخيرة من عديد المشاريع التي سمحت للعاصميين من التنفس قليلا والتمتع بمختلف المرافق التي كانت غائبة طيلة سنوات طويلة.
وتنقلت «الشعب» عبر مختلف المساحات التجارية ومرافق التسلية، حيث لمست عودة ثقافة التجوال العائلي، وتناول وجبة العشاء على شواطئ البحر والمساحات الترفيهية التي خصصتها المراكز التجارية الجديدة.
فمركز «أرديس» حقق نجاحا باهرا بفعل حظيرة السيارات العملاقة وتعدد الطرق المؤدية إليه عبر المحمدية والصنوبر البحري، ويلاحظ الزائر هناك اكتظاظ الحظيرة طيلة أيام الأسبوع خاصة في الفترة المسائية التي يطغى عليها الجانب العائلي، وما زاد في إقبال العائلات هو تهيئة الشاطئ المحاذي له حيث بات يجلب له عددا هائلا من المواطنين، وحتى من خارج العاصمة مثلما تشير إليه لوحة ترقيم السيارات.
ويذكر أن الحظيرة مجانية مع توفر عدد كبير من أعوان الأمن الساهرين حتى على تنظيم حركة المرور. وما زاد في الإقبال هو تواجد سيرك «ايلفرجيو»، حيث يعرف كل يوم عرضين على الساعة الرابعة والسابعة مساءا وسط إقبال منقطع النظير وحتى رغم ارتفاع التذاكر بـ»900 دج» و»1200 دج» و»1400 دج»، إلا أن تحقيق رغبة الأطفال لدى الآباء أكبر من سعر التذاكر، ويعرف السيرك تنظيما محكما وجوا عائليا خاليا من المشاكل فمن اقتناء التذكرة إلى الدخول والخروج لا تسجل أي أمر من شأنه أن يعكر الجو هناك.
وخطف المركز التجاري باب الزوار الكثير من الأضواء، فبالرغم من ضيق المساحة التي يتربع عليها بالمقارنة مع «آرديس» إلا أنه أصبح ملاذا للعديد من العائلات خاصة القاطنة بضواحي باب الزوار، حيث يرافقون أطفالهم للتجول والترفيه بالرغم من غياب مساحات خضراء أو فضاءات للألعاب ولا يجد هؤلاء إلا الركوب في سلات التسوق للتمتع ببعض الوقت.
وتعرف «الصابلات» حركية كبيرة تتسبب في بعض الأحيان في ازدحام كبير بالطريق السريع، وتبقى النقطة السوداء من خلال الوقت الكبير الذي يستغرقه الفرد للدخول والخروج من حظيرة السيارات، كما أن انتشار التجارة الموازية والفوضوية لدى المراهقين واندلاع نزاعات فيما بينهم تنتهي بالشجار وإطلاق الكلام البذيء يعكر صفو النزهة والتجول.
وبالمقابل تبقى مجهودات مصالح الأمن كبيرة للحفاظ على الأمن بكل هذه المرافق إلا أن غرس ثقافة التمدن والتحضر يجب أن تكون مشتركة من الأسرة إلى المسجد والمدرسة حتى نساهم في وضع تقاليد السياحة والتجول والحفاظ على البيئة فالكثير من الأسر تترك نفايات كبيرة بعد الانتهاء من التجول دون رفع تلك القمامات وتركها في مكانها.
وتعتبر الصابلات مكسبا كبيرا للعاصمة خاصة وأنها تطل على الواجهة البحرية وتضم عديد المرافق الرياضية والترفيهية.
ومن بين المساحات حديقة التجارب بالحامة التي نجحت الهيئة المديرة لها في رد الاعتبار لها من خلال مخطط أمني صارم جعل الجميع يخضع له فأعوان الأمن في كل زاوية مع نشر لوحات للحفاظ على المساحات الخضراء وهو ما جعلها تستقطب عائلات كثيرة عبرت عن رضاها بالجو الذي يسود الحديقة، كما أن الكثير من الحافلات القادمة من خارج العاصمة يكون مقصدها حديقة التجارب التي وفرت حظيرة واسعة تستقطب كل الحضور وهو ما زاد من الإقبال المستمر.
ويبقى عدم احترام قواعد النظافة من النقاط السلبية التي قد تؤثر مستقبلا على الحديقة فالكثير من العائلات لا تراقب أولادها وتجعلهم يعبثون ببقايا المأكولات وهو ما يزيد من متاعب عمال النظافة الذين يقومون بمجهودات كبيرة للحفاظ على أحد أقدم الحدائق في إفريقيا.